الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 05:40 مساءً خرج العنابي من بطولة كأس العرب 2025 على أرضه وبين جماهيره بخيبة ثقيلة، بعدما اكتفى بنقطة يتيمة من تعادل أمام سوريا وخسارتين أمام فلسطين وتونس، في واحدة من أكبر مفاجآت البطولة لبطل آسيا الذي كان قد حسم قبل أيام قليلة بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026.
صدمة النتائج أعادت فتح باب الأسئلة حول اختيارات الجهاز الفني الإسباني جولين لوبيتيغي، وحول الاستقرار الفني والانسجام داخل المجموعة، ومستقبل المنتخب في المرحلة المفصلية المقبلة قبل المونديال. «الوطن الرياضي» التقت حارس العنابي السابق والمحلل الحالي بقنوات أبوظبي الرياضية، أحمد خليل الخالدي، الذي تحدث بصراحة عن أسباب الإخفاق، ومسؤولية المدرب، ومكاسب الوجوه الشابة، ورؤيته للمرحلة القادمة، في حوار صريح يضع النقاط على الحروف نرصد تفاصيله عبر السطور التالية:
* في البداية كيف تقيّم خروج العنابي من الدور الأول بهذه الصورة المفاجئة؟
- بكل تأكيد الخروج كان صادمًا ومفاجئًا جدًا، خصوصًا أن العنابي كان من أقوى المرشحين للمنافسة على اللقب، وليس فقط التأهل للدور التالي، خاصة أن البطولة تقام على أرضه وبين جماهيره، وفي أجواء مثالية من حيث التنظيم والدعم الجماهيري. قبل انطلاق البطولة، كانت التوقعات عالية، وكانت الثقة كبيرة في قدرة المنتخب على تقديم نسخة قوية تليق ببطل آسيا، لكن ما حدث داخل الملعب كان عكس ذلك تمامًا، والنتائج جاءت غير متوقعة على الإطلاق.
* لوبيتيغي تحدث قبل البطولة بثقة عن المنافسة.. أين الخلل بين الكلام والواقع؟
- المدرب صرح بالفعل قبل انطلاق كأس العرب أن المنتخب سيدخل المنافسة بكل قوة، حتى مع الدفع بعدد من العناصر الجديدة والوجوه الشابة، وهذه نقطة إيجابية من حيث المبدأ، لكن المشكلة كانت في التطبيق داخل أرض الملعب. رأينا تغييرات كبيرة من مباراة لأخرى في التشكيلة الأساسية، ولم يكن هناك أي استقرار في الأسماء أو في طريقة اللعب، وهو ما خلق حالة من عدم الانسجام بين اللاعبين، وأثر بشكل مباشر على الأداء الفني والنتائج.
* إلى أي مدى أثّرت كثرة التغييرات على مستوى الفريق؟
- التغييرات المستمرة كانت من أبرز أسباب تراجع المستوى. المنتخب لا يمكن أن يحقق الاستقرار دون تثبيت قوام شبه أساسي، حتى لو كان هناك عناصر شابة يتم الدفع بها تدريجيًا. غياب الاستقرار جعل اللاعبين غير قادرين على التفاهم، سواء في الخط الخلفي أو في وسط الملعب أو حتى في الهجوم، وبالتالي افتقد الفريق للهوية والشخصية التي اعتدنا عليها من العنابي في بطولات كبرى سابقة.
* هل يمكن اعتبار الإصابات عذرًا للتراجع؟
- نعم، المنتخب كان معذورًا إلى حد ما في ظل إصابة عدد من اللاعبين الأساسيين، وهذا أمر لا يمكن تجاهله أو التقليل من تأثيره، لكن في الوقت نفسه لا يمكن تحميل الإصابات وحدها مسؤولية الخروج. هناك منتخبات واجهت ظروفًا مشابهة ونجحت في تجاوزها. الإصابات جزء من اللعبة، والمدرب يجب أن يكون جاهزًا بخيارات بديلة قادرة على تعويض الغيابات.
* ما الإيجابيات التي يمكن الخروج بها من هذه المشاركة؟
- الإيجابية الأهم بلا شك هي بروز عدد من الوجوه الشابة الجديدة التي قدمت نفسها بشكل جيد أمام منتخبات قوية مثل سوريا وفلسطين وتونس. هذه الأسماء أثبتت أنها قادرة على تحمل المسؤولية في المباريات الكبرى، واكتسبت خبرات مهمة جدًا في وقت قصير، وهو أمر سيصب في مصلحة المنتخب مستقبلاً إذا تم استثماره بالشكل الصحيح.
* من يتحمل مسؤولية الإخفاق برأيك؟
- من وجهة نظري، لوبيتيغي يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية عن هذا التراجع غير المبرر. المنتخب لم يحقق في آخر 10 مباريات سوى فوز واحد فقط، وهذا رقم مقلق للغاية لمنتخب بحجم قطر وبإمكاناته. هذه الأرقام لا تعكس تطورًا أو تصاعدًا في المستوى، بل تشير إلى حالة من التخبط الفني.
* كيف ترى مشوار المنتخب في الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم؟
-بصراحة الحسنة الوحيدة في فترة لوبيتيغي كانت التعادل مع عمان والفوز على الإمارات في الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم. لكن حتى في هاتين المباراتين، لا أرى أن الفوز جاء بسبب قوة أداء منتخبنا بقدر ما كان نتيجة أخطاء واضحة من المنافسين. بمعنى آخر، لا يمكن الاعتماد على هذه النتائج كمؤشر قوي على نجاح المشروع الفني.
* هل ترى بصمة واضحة للمدرب مع العنابي حتى الآن؟
- حتى هذه اللحظة، بصمة لوبيتيغي غير واضحة مع المنتخب. لا يوجد أسلوب لعب ثابت، ولا هوية تكتيكية واضحة في الدفاع أو الوسط أو الهجوم. وهذا أمر مقلق للغاية، خاصة أننا نتحدث عن منتخب مقبل على المشاركة في أكبر حدث كروي في العالم، كأس العالم 2026.
* هل تؤيد استمرار لوبيتيغي في هذه المرحلة؟
- من الصعب جدًا استمرار المدرب مع الفريق بالنظر إلى فكره وأسلوبه والطريقة التي يلعب بها. المرحلة القادمة حساسة للغاية، وهناك ستة أشهر كاملة فقط متبقية على كأس العالم 2026. في رأيي، من الأفضل أن يكون هناك تغيير مبكر يمنح المدرب الجديد الوقت الكافي لوضع بصمته وبناء فريق متجانس على مستوى الدفاع والوسط والهجوم.
* ما مواصفات المدرب المطلوب في المرحلة القادمة؟
- المرحلة المقبلة تحتاج إلى مدرب كفء يمتلك خبرة التعامل مع البطولات الكبرى والمنتخبات القوية. العنابي خاض محافل دولية كبيرة مثل كوبا أميركا، والكأس الذهبية، والتصفيات الأوروبية، وكأس العالم، وهذه المشاركات تتطلب مدربًا لديه فكر واضح، وقدرة على إدارة المباريات الكبيرة، وقراءة المنافسين بشكل جيد.
* البعض يطالب بالاستقرار الفني.. كيف ترى ذلك؟
- الاستقرار في حد ذاته شيء إيجابي، لكن ليس على حساب التطور. إذا كان الاستقرار يؤدي إلى تراجع في النتائج والمستوى، فلا معنى له. المرحلة المقبلة تحتاج إلى خيارات أفضل، سواء على مستوى الجهاز الفني أو حتى بعض الاختيارات داخل الملعب. ومع عودة المصابين واللاعبين أصحاب الخبرة، يمكن للعنابي أن يعود بشكل أفضل إذا توفرت الإدارة الفنية السليمة.
* لكن اتحاد الكرة قرر استمرار لوبيتيغي حتى كأس العالم 2026 .
- إذا رأى الاتحاد القطري أن استمرار لوبيتيغي هو الخيار الأنسب، فهذه وجهة نظرهم وهم الأدرى بالتفاصيل الإدارية والفنية، ونحن في النهاية نتمنى لهم التوفيق والنجاح. لكنني أتحدث من وجهة نظر فنية بحتة، وأرى أن التغيير في هذا التوقيت قد يكون مفيدًا أكثر.
* من أبرز الأسماء الشابة التي لفتت انتباهك؟
- هناك مجموعة مميزة جدًا من اللاعبين الشباب الذين قدموا مستويات مبشرة، وعلى رأسهم محمود أبو ندى، والهاشمي الحسين، ومحمد خالد جودة، ومحمد مناعي. هؤلاء استطاعوا حجز أماكن لهم في التشكيلة الأساسية، وأثبتوا أنهم لاعبون مميزون للغاية، ويمكن البناء عليهم في المستقبل القريب إذا تمت رعايتهم بالشكل الصحيح.
* أخيراً.. ما رسالتك لجماهير العنابي بعد هذه الخيبة؟
- جماهير العنابي دائمًا كانت سندًا وداعمًا رئيسيًا للمنتخب، وما حدث في كأس العرب مؤلم للجميع، لكن كرة القدم مليئة بالتقلبات. الأهم هو الاستفادة من الأخطاء وتصحيح المسار سريعًا قبل كأس العالم 2026. لديّ ثقة أن الجماهير ستظل خلف منتخبها، وأن العنابي قادر على العودة بشكل أقوى إذا توفرت الرؤية الفنية السليمة والقرارات الصحيحة في الوقت المناسب.
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير




