اخبارالعرب 24-كندا:الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 09:13 مساءً (CNN)-- أدلت كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، بسلسلة من التقييمات الصريحة، والتي تضمنت أحيانًا انتقادات لاذعة، للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبرنامجه لفترة ولايته الثانية، وبعض أقرب حلفائه، وذلك في سلسلة من المقابلات مع مجلة "فانيتي فير" التي نُشرت، الثلاثاء.
وفي أكثر من عشر مقابلات، تحدثت وايلز بصراحة عن العمل مع ترامب، قائلةً إن الرئيس "يتمتع بشخصية مدمن كحول"، على الرغم من كونه معروفًا بامتناعه عن شرب الكحول.
وأقرت برغبته في الانتقام، معترفةً أن العديد من تصرفاته خلال فترة ولايته الثانية كانت مدفوعة برغبة في الثأر.
وأشارت وايلز إلى أن ترامب كان يسعى لتغيير النظام في فنزويلا من خلال حملة استهداف القوارب التي قيل إنها تنقل مخدرات إلى الولايات المتحدة، وهو ما يناقض المبررات الرسمية لهذه الضربات، كما وصفت عدة مجالات مثيرة للجدل تجاهل فيها الرئيس نصائحها، بما في ذلك عمليات الترحيل والعفو.
قد يهمك أيضاً
وتُعدّ هذه التصريحات، التي أدلت بها خلال محادثات جرت على مدار العام الماضي مع الكاتب كريس ويبل، لافتةً للنظر من حيث صراحتها وموضوعها.
"مقال مُغرض"
وتُعرف وايلز، التي ادّعت، الثلاثاء، أن كلماتها أُخرجت من سياقها في "مقال مُغرض"، داخل البيت الأبيض أنها شخصية حذرة ذات منتقدين قلة، على عكس الرجال الذين شغلوا المنصب في ولاية ترامب الأولى، وحافظت على ثقة ترامب جزئيًا من خلال إدارتها للبيت الأبيض يشكل فعال لا يحاول كبح جماح ترامب.
ويُشير ترامب أنتظام إليها بوصفها "أقوى امرأة في العالم"، لقدرتها على التأثير في الشؤون العالمية باتصال هاتفي واحد.
ورغم حضورها شبه الدائم خلال اجتماعاته وظهوره العلني، إلا أن تصريحاتها العلنية خلال ولاية ترامب الثانية اقتصرت على عدد قليل من المقابلات الودية.
وقد جعل هذا الظهور المحدود تصريحاتها لويبل، مؤلف كتاب "حراس البوابة" الذي يُعتبر مرجعًا أساسيًا في دور كبير موظفي البيت الأبيض، أكثر إثارةً للدهشة.
وقالت وايلز إن ترامب يحكم انطلاقاً من "فكرة أنه لا يوجد شيء يعجز عنه. لا شيء، صفر، لا شيء".
وأضافت: "المدمنون على الكحول، أو المدمنون عموماً، تتضخم شخصياتهم عند شربهم الكحول، ولذا فأنا خبيرة نوعاً ما في الشخصيات القوية"، ويشير المقال إلى أنها نشأت مع أب مدمن على الكحول، وهو المعلق الرياضي الأسطوري بات سومرال.
ترامب يعلق
ولاحقاً، تجاهل ترامب هذا التقييم في مقابلة مع صحيفة نيويورك بوست، قائلاً إنه يوافق على أن لديه "شخصية ذات نزعة تملكية"، وقلل من شأن التكهنات أن وظيفة وايلز قد تكون في خطر، وقال: "لم أقرأ المقال، فأنا لا أقرأ مجلة فانيتي فير، لكنها قامت بعمل رائع".
وفي المقابلات، أقرت وايلز بشكل ملحوظ أنه "قد يكون هناك عنصر" من الانتقام في الملاحقات القضائية ضد خصوم ترامب السياسيين.
وقالت رداً على سؤال حول فشل محاكمة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي: "أعني، قد يظن البعض أن الأمر يبدو انتقامياً، لا أستطيع أن أقنعكم أنكم لا يجب أن تظنوا ذلك"، وأضافت: "لا أعتقد أنه يستيقظ كل صباح وهو يفكر في الانتقام، لكن عندما تسنح له الفرصة، سيغتنمها".
وبعد نشر المقابلات في مجلة "فانيتي فير"، قالت وايلز إن "كلماتها أُخرجت من سياقها"، وكتبت على منصة "إكس": "المقال الذي نُشر في وقت مبكر من صباح اليوم هو محاولة تشويه مُضللة ضدي وضد أفضل رئيس وموظفي البيت الأبيض ومجلس الوزراء في التاريخ، لقد تم تجاهل سياق مهم، وحُذف الكثير مما قلته أنا وغيري عن الفريق والرئيس، أفترض، بعد قراءتي للمقال، أن هذا كان يهدف إلى تصوير صورة فوضوية وسلبية للغاية عن الرئيس وفريقنا".
البيت الأبيض يرد
وفي بيان منفصل، ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن ترامب "لا يملك مستشاراً أعظم أو أكثر ولاءً من سوزي، والإدارة بأكملها ممتنة لقيادتها الرصينة ومتحدة تماماً خلفها".
ووصفت وايلز، في مقابلاتها، عدة مرات لم يُؤخذ بنصائحها، فعندما سُئلت عن اتهامات الاحتيال العقاري الموجهة ضد المدعية العامة لولاية نيويورك، ليتيتيا جيمس، أجابت: "حسناً، قد يكون هذا هو الجزاء الوحيد".
بيل كلينتون
كما أقرت وايلز أن ترامب لم يكن لديه دليل يدعم اتهامه للرئيس السابق بيل كلينتون بزيارة الجزيرة الخاصة برجل الاعمال الراحل جيفري إبستين، المدان بالاعتداء الجنسي، وقالت وايلز عن زيارات كلينتون المزعومة: "لا يوجد دليل".
وعندما سألتها مجلة "فانيتي فير" عما إذا كان هناك أي شيء يدين كلينتون في ملفات إبستين، أضافت، بحسب ما ورد: "كان الرئيس مخطئًا في ذلك".
جيه دي فانس
وقدّمت وايلز تقييمات غير متوقعة لعدد من أقرب حلفاء ترامب في المقابلات، حيث قالت عن نائب الرئيس جيه دي فانس إنه "يؤمن بنظريات المؤامرة منذ عقد من الزمان"، وألمحت إلى أن تحوّله من ناقد لترامب إلى حليف مخلص كان "ذا دوافع سياسية نوعًا ما".
وأقرّ فانس، خلال خطاب ألقاه في بنسلفانيا في وقت لاحق من الثلاثاء، أنه "أحيانًا" يؤمن بنظريات المؤامرة، لكنه لا يؤمن إلا "بنظريات المؤامرة".
وذكر عن وايلز: "نتفق على أكثر بكثير مما نختلف عليه. لكنني لم أرها قطّ غير مخلصة لرئيس الولايات المتحدة، وهذا ما يجعلها أفضل رئيسة لموظفي البيت الأبيض يمكن أن يتمناها الرئيس."
إيلون ماسك
أما عن الملياردير والحليف السابق لترامب، إيلون ماسك، فقالت وايلز عنه إنه "متعاطٍ مُعلن للكيتامين" و"شخص غريب الأطوار، كما أعتقد أن العباقرة كذلك" لكن قراره بحلّ الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أصابها "بالذهول".
وزيرة العدل
وعن وزيرة العدل بام بوندي، قالت وايلز إنها "أخطأت خطأً فادحًا" في تعاملها مع ملفات إبستين، وأضافت وايلز عن بوندي التي سلمت مجلدات من مواد القضية لمجموعة من الشخصيات المؤثرة المحافظة: "أعتقد أنها أخطأت خطأً فادحًا في إدراك أن هذه المجموعة تحديدًا هي التي اهتمت بهذا الأمر. أولًا، سلمتهم مجلدات فارغة. ثم زعمت أن قائمة الشهود، أو قائمة العملاء، موجودة على مكتبها. لا توجد قائمة عملاء، وبالتأكيد لم تكن موجودة على مكتبها".
ولاحقًا، دافعت بوندي عن وايلز في منشور على منصة “إكس” في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، واصفةً إياها بـ"صديقتي العزيزة"، وكتبت عن الإدارة: "نحن عائلة. نحن متحدون".
وأبدت وايلز أيضًا تحفظات على بعض سياسات ترامب خلال المقابلات، ففيما يتعلق بعمليات الترحيل، قالت إن الإدارة بحاجة إلى "التدقيق بشكل أكبر" لتجنب الأخطاء.
فنزويلا
أما بخصوص فنزويلا، فقالت إن الرئيس الأمريكي "يريد الاستمرار في تفجير القوارب حتى يستسلم الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو"، مضيفةً: "يقول خبراء أكثر مني درايةً بهذا الأمر إنه سيفعل".
وأقرت بأن ترامب سيحتاج إلى تفويض من الكونغرس لتنفيذ ضربات في فنزويلا، وهو ما كان يقول إنه سيأتي "قريبًا".
وقالت وايلز إنها حثت ترامب على عدم العفو عن أكثر مثيري الشغب عنفًا في 6 يناير/كانون الثاني 2021، وهي نصيحة تجاهلها، وأضافت أنها حاولت دون جدوى إقناعه بتأجيل الإعلان عن فرض تعريفات جمركية كبيرة وسط ما وصفته بـ"خلاف حاد" بين مستشاريه.
كما أقرت برغبتها في أن يركز الرئيس الأمريكي أكثر على الاقتصاد وأقل على السعودية، وأدلت برأيها في الخلفاء المحتملين له، موضحةً كيف تحول شخصيات مثل فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو إلى دعم ترامب بعد معارضتهم له في البداية.
الصدمة
وبعد نشر المقابلات صباح الثلاثاء، شعر مساعدو البيت الأبيض ومستشارو ترامب وحلفاؤه بالصدمة من بعض التقييمات الصريحة للغاية.
وقال أحد حلفاء ترامب لشبكة CNN: "إنها متداولة في كل مجموعات الدردشة"، مضيفًا: "الجميع مصدومون ومرتبكون"، وكذلك عبر مستشار كبير في البيت الأبيض عن صدمته.
وأثارت المقابلة تكهنات واسعة في أوساط ترامب، مع سؤال محوري واحد: لماذا تفعل وايلز ذلك؟ هل كانت تسعى للانتقام من شخص ما؟ هل كانت على وشك الرحيل؟ هل حدث سوء فهم مع المجلة بشأن أيٍّ من تصريحاتها سُجِّلت رسميًا ومتى يُمكن نشرها؟
واتفق الجميع على أمر واحد: وايلز من أكثر الشخصيات دهاءً وتخطيطًا في عالم السياسة، ولا شك أن مقابلة كهذه تحمل دلالة.
وأشار أحد المستشارين إلى أن وايلز، في منشورها على منصة “إكس”، لم تنكر الإدلاء بتلك التصريحات. وقال آخر إن كل اقتباس بدا وكأنه يعكس أسلوبها.




