
درب الساعي
الدوحة - قنا
تواصلت اليوم فعاليات اليوم الوطني للدولة 2025 في درب الساعي بمنطقة أم صلال، تحت شعار "بكُم تعلو ومنكُم تنتظر" التي تنظمها وزارة الثقافة خلال الفترة من 10 حتى 20 ديسمبر الجاري، وسط إقبال جماهيري كبير.
وتقدم فعالية "طيف الرمال" وهي إحدى المبادرات التي تجمع بين التوثيق الحي والعرض التفاعلي، صورة متكاملة عن حياة البدو وقيم الضيافة والهوية القطرية، تتيح للزوار فرصة الانغماس في تفاصيل الحياة اليومية في الصحراء، مستعرضة التراث المادي والروحي الذي شكل وجدان المجتمع القطري عبر الأجيال.
وتعتمد الفعالية على محتوى متحف الصحراء الذي أسسه الباحث في التاريخ والتراث القطري عبدالعزيز عبدالرحيم البوهاشم السيد، ويضم مجموعات فريدة من المقتنيات والأدوات والأرشيف الذي يروي تفاصيل الحياة البدوية، بدءًا من مقومات الضيافة إلى الحرف اليدوية والهوايات التقليدية.
وأشار عبدالعزيز البوهاشم السيد إلى أن فعالية "طيف الرمال" لا تهدف فقط إلى عرض المعروضات، بل إلى إحياء التجربة الحية للتراث، وتمكين الزوار من لمس الواقع التقليدي والتفاعل معه.
وقال "كل قطعة معروضة وكل نشاط حي يسعى إلى نقل القيم الاجتماعية والثقافية للجيل الجديد، ليشعر بالارتباط العميق بالهوية القطرية ويستوعب معنى الكرم والحرفة والصيد كجزء من ذاكرة وطنه".
ويشارك ملتقى الناشرين والموزعين القطريين، التابع لوزارة الثقافة، بالتعاون مع مركز أدب الطفل، في فعاليات درب الساعي احتفالًا باليوم الوطني، وذلك بتدشين قصص النسخة السادسة من برنامج "مصمم قصص الأطفال". وتستمر المشاركة لثلاثة أيام، يُطلق خلالها الأطفال قصصهم التي قاموا بتأليفها ورسمها وتصميمها.
ويُعد برنامج "مصمم قصص الأطفال" من أبرز المبادرات المتخصصة في تأهيل الناشئة على مهارات صناعة كتاب الطفل، بدءًا من الكتابة والرسم والتصميم وحتى الإخراج والنشر، وذلك وفق منهجية حديثة تحاكي الخطوات المهنية في هذا المجال.
وتدور موضوعات القصص هذا العام حول المدن والمناطق القطرية، إذ استلهم الأطفال قصصهم من تاريخ ومعالم وتراث مناطق ومدن قطر المختلفة، في خطوة فاعلة تُسهم في تعزيز الهوية الوطنية والارتباط بالتراث لدى الأجيال الناشئة.
وبهذه المناسبة، أوضح السيد جاسم أحمد البوعينين، مدير ملتقى الناشرين والموزعين القطريين، أن إصدارات الطلاب في النسخة السادسة من "مصمم قصص الأطفال" بدرب الساعي، تأتي تمهيدًا لعرضها وطرحها للبيع للجمهور في معرض الدوحة الدولي للكتاب 2026، مضيفا أن نجاح النسخة السادسة يؤكد على أهمية الشراكة بين الملتقى، ممثلًا لوزارة الثقافة، ومركز أدب الطفل، لافتًا إلى أن هذه المبادرة توفر "فضاءً يتيح للأطفال التعبير عن أفكارهم وتطوير مهاراتهم الأدبية والفنية، مما يسهم في إثراء المكتبة القطرية والعربية بإبداعاتهم".
ومن جانبها، أكدت الكاتبة أسماء عبداللطيف الكواري مدير مركز أدب الطفل وصاحبة فكرة البرنامج، أن "مصمم قصص الأطفال" يُعد منصة وطنية رائدة تهدف إلى تأهيل الناشئة لصناعة كتاب الطفل من الفكرة وحتى النشر، منوهة إلى أن البرنامج يمثل قاعدة تربوية متكاملة تجمع بين الأساليب التقليدية في اكتساب المهارات والأساليب الحديثة التي تواكب التطور الرقمي.
وأشارت إلى أن المركز أدى دورًا جوهريًا في جميع مراحل التنفيذ، بدءًا من التدريب والإشراف على عمليات الكتابة والرسم، وصولًا إلى المراجعة والتحرير والإخراج النهائي، مما يمنح الأطفال تجربة عملية شاملة تعكس واقع العمل المهني في صناعة الكتاب.
كما يشارك مجلس الدامة في فعالية البدع بدرب الساعي 2025 بحضور لافت يعكس الاهتمام المتزايد بإحياء الألعاب التراثية القطرية، وذلك بهدف تعريف الزوار بموروث لعبة الدامة وتاريخها، باعتبارها واحدة من أبرز الألعاب الشعبية التي شكّلت جزءًا من الحياة الاجتماعية في الماضي، وذلك ضمن رؤية تهدف إلى دمج الألعاب التراثية في الفعاليات الوطنية، وإبراز دورها في تعزيز روح التفاعل والتواصل بين الأجيال.
ومن خلال جناحه في منطقة البدع، يتيح مجلس الدامة للزوار من مختلف الأعمار فرصة تعلم أساسيات اللعبة وقواعدها، إضافة إلى خوض منافسات ودية تشجع على التفكير الاستراتيجي وتنمية مهارات التركيز لدى المشاركين.
وقد شهدت ورشة "النحت بالطين" التي يقدّمها جناح مركز شؤون المسرح في درب الساعي إقبالًا لافتًا ، حيث شارك الأطفال في تدريبات عملية على نحت نماذج مستوحاة من رموز قطرية بارزة، من بينها كأس العرب ومبنى فندق شيراتون الذي يُعد أحد أيقونات المشهد العمراني في الدوحة.
وأتاحت الورشة للمشاركين فرصة التعرف على أساسيات التشكيل، وتحويل الطين إلى مجسمات إبداعية تعكس قدرتهم على استلهام عناصر من الهوية الوطنية في أعمالهم الفنية.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير


