اخبار العرب -كندا 24: الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 07:39 صباحاً دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قبل مليارات السنين، كانت الأرض مجرد صخرة غير صالحة للحياة مغطاة بالصهارة. ولا يزال العلماء يعملون على فكّ لغز كيفية تحوّلها إلى كرة زرقاء وخضراء تعجّ بالحياة.
لكن، مع تقدّم العلم عامًا بعد آخر، نتعرّف أكثر فأكثر إلى التاريخ الغامض لكوكبنا. وفي العام 2025، كشف العلماء الستار عن ظواهر غريبة، وحدّدوا عمر أقدم تكوين صخري معروف، واكتشفوا نظامًا بيئيًا مزدهرًا على عمق يقارب 9 كيلومترات تحت سطح المحيط، ورصدوا حركة غير متوقعة في نواة الكوكب.
تشير دراسة نُشرت في يونيو/حزيران إلى أنّ نتوءًا صخريًا في ركن ناءٍ من شمال كيبيك يأوي أقدم الشظايا الباقية المعروفة من قشرة الأرض. ويفتح هذا الاكتشاف الباب أمام مزيد من الفحص للتكوين الصخري وأي أحافير قد يحتويها، لإلقاء الضوء على فصل مجهول من تاريخ الأرض.
وتعود هذه البقايا المكشوفة من قاع المحيط القديم، المعروفة باسم نتوءات "نوفواجيتوك" (Nuvvuagittuq) الصخرية، إلى نحو 4.16 مليار سنة، ما يجعلها الصخرة الوحيدة التي تبيّن أنها تعود إلى أولى الحقبات الجيولوجية الأربع في تاريخ كوكبنا، أي الدهر الجهنمي (Hadean).
وقد بدأت هذه الحقبة قبل 4.6 مليار سنة، حين كان يُعتقد أنّ العالم كان حارًا ومضطربًا ويشبه الجحيم، غير أن العلماء يقولون إنه من الممكن أن يحتفظ التكوين الصخري الذي جرى تأريخه حديثًا ببصمات للحياة تعود إلى الدهر الجهنمي.
لكن، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت نتوءات "نوفواجيتوك" ستُعتمد على نطاق واسع باعتبارها أقدم صخور الأرض، إذ أن هذا الأمر موضع جدل علمي طويل الأمد.
ولم تحتوِ عيّنة الصخور على معدن صلب يُعرف بـ"الزركون"، وهو أسهل وأكثر الطرق موثوقية لتأريخ التكوينات الصخرية القديمة، كما أن القليل يكون حاسمًا عند التعامل مع صخور ومعادن تمتد تواريخها لأكثر من 4 مليارات سنة.
قد يهمك أيضاً
لطالما أثار الوهج المستنقعي، أي الأضواء المتوهجة الغامضة التي شوهدت عبر القرون فوق الأراضي الخثية والمستنقعات والسبخات، الفولكلور وقصص الأشباح، بل وحتى رسمًا كرتونيًا بريطانيًا طريفًا في ثمانينيات القرن الماضي.
لكن سبب هذه الظاهرة لم يكن واضحًا قط. وقد شملت النظريات المطروحة الكهرباء الساكنة، أو أسراب الحشرات، أو طيورًا تحمل فطريات متوهجة، أو برقًا يشعل غاز المستنقعات.
لم تكن الفرضية الأخيرة بعيدة عن الصواب، وفقًا للباحثين الذين كشفوا عن تفسير علمي لهذه الظاهرة. وقد أشارت دراستهم التي نُشرت في سبتمبر /أيلول الماضي، إلى أنّ ومضات صغيرة جدًا من البرق تُشعل فقاعات مجهرية من غاز الميثان.
غير أن هذا "البرق المجهري" لا يأتي من السماء، بل ينشأ من فقاعات ماء مشحونة كهربائيًا تتفاعل مع الميثان لتُنتج تلك الومضات الضوئية.
كما وجدت دراسة أخرى، نُشرت في مارس/ آذار الماضي، أن البرق المجهري في الضباب البدائي قد يكون قد أشعل التكوين الكيميائي للّبنات الأساسية للحياة قبل أكثر من 3 مليارات سنة.
قطب شمالي مغناطيسي متغيّربخلاف القطب الشمالي الجغرافي، الذي يحدد موقعًا ثابتًا تتلاقى عنده جميع خطوط الطول المنحنية حول الأرض، فإن موقع القطب الشمالي المغناطيسي يتحدد بواسطة المجال المغناطيسي للأرض، وهو مجال في حركة مستمرة.
وخلال العقود القليلة الماضية، تسارعت حركة القطب الشمالي المغناطيسي بشكل ملحوظ، قبل أن تتباطأ بسرعة بدءًا من العام 2015. ولا يستطيع العلماء تفسير السبب الكامن وراء هذا السلوك غير المعتاد للمجال المغناطيسي.
وفي العام 2025، حدّث العلماء النموذج المغناطيسي العالمي الذي يساعد على الحفاظ على دقة أنظمة تحديد المواقع العالمية مثل تلك المستخدمة في الطائرات والسفن، وذلك من خلال إعادة ضبط الموقع الرسمي للقطب الشمالي المغناطيسي وتقديم تنبؤات جديدة لحركته خلال السنوات الخمس المقبلة.
ومنذ اكتشافه في العام 1831، انجرف القطب الشمالي المغناطيسي مبتعدًا عن كندا ومتجهًا نحو روسيا، أحيانًا بسرعة وأحيانًا ببطء.
وفي العام 1990، تسارعت حركته، إذ ارتفعت من 15 كيلومترًا في السنة إلى 55 كيلومترًا في السنة، بحسب ما قاله الدكتور أرنو شوليا، كبير الباحثين في جامعة كولورادو في بولدر والمراكز الوطنية للمعلومات البيئية التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي ، لـCNN في يناير/ كانون الثاني. وحوالي العام 2015، تباطأ الانجراف إلى نحو 35 كيلومترًا في السنة.
ويتوقع العلماء أن يستمر تباطؤ الانجراف نحو روسيا، رغم وجود بعض عدم اليقين بشأن المدة التي سيستمر فيها هذا التباطؤ.
أعمق نظام بيئي حيواني معروف
كان لدى عالمة الجيوكيمياء منغران دو 30 دقيقة متبقية على ساعة غوصها في الغواصة إلى خندقٍ عميق في المحيط يقع بين روسيا وألاسكا، عندما بدأت تلاحظ ما وصفته بـ"كائنات مذهلة"، من بينها أنواع مختلفة من المحار وديدان الأنبوب لم يُسبق تسجيلها على مثل هذه الأعماق الشديدة.
كانت دو وفريقها قد عثروا على أعمق نظام بيئي معروف لكائنات تستخدم المركّب الكيميائي الميثان بدلًا من ضوء الشمس للبقاء على قيد الحياة. تعيش هذه الكائنات على أعماق تتراوح بين 5,800 و9,500 متر تحت سطح المحيط، في منطقة تُعرف باسم "الأخاديد القاعية العميقة".
وافترض العلماء أن الميكروبات التي تعيش في هذا النظام البيئي تحوّل المادة العضوية في الرواسب إلى ثاني أكسيد الكربون، ثم تحوّل ثاني أكسيد الكربون إلى ميثان، وهو أمر لم يكن الباحثون يعلمون أن الميكروبات قادرة على القيام به.
وقالت دو إن البكتيريا التي تعيش داخل أنواع المحار وديدان الأنبوب تستخدم هذا الميثان بعد ذلك في عملية التخليق الكيميائي للبقاء على قيد الحياة. وقد اختارتها دار النشر العلمية "Nature" واحدةً بين عشرة أشخاص شكّلوا أكثر العلوم تأثيرًا في العام 2025.
قد يهمك أيضاً

مضت الاكتشافات اللافتة للعام 2025 إلى عمقٍ أكبر، وصولًا إلى أعمق طبقات الأرض، وهي طبقة تتكوّن من كرة معدنية صلبة شديدة السخونة، يبلغ نصف قطرها نحو 1,221 كيلومترًا، وتحيط بها نواة خارجية من معدن سائل.
ويعد الرصد المباشر لنواة الأرض أمرًا مستحيلًا، لذلك يدرسها العلماء عادةً من خلال تحليل التغيّرات في حجم وشكل الموجات الزلزالية أثناء مرورها عبر النواة.
قد يهمك أيضاً
وفي العام 2024 أكّد العلماء أن اللب الداخلي للأرض عكس اتجاه دورانه، وفي فبراير/شباط 2025 كشف الفريق ذاته عن تغيّرات في شكل اللب الداخلي، مع تشوّهات في مستوياته الأكثر سطحية.
ويُعتقد أنّ الذهب أحد المعادن التي تُكوّن نواة الأرض، وفي مايو/أيار الماضي، أشارت دراسة استندت إلى تكوين صخري في هاواي إلى أن كمية ضئيلة على الأقل من الذهب قد تسربت إلى سطح الأرض.
ويثير هذا التسرّب احتمالًا شيّقًا، فإذا استمر، قد ينتقل المزيد من هذا المعدن النفيس من مركز الأرض إلى القشرة في المستقبل.
قد يهمك أيضاً
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير


