اخبار العرب -كندا 24: الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 07:03 صباحاً دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لم تعد طاولة الأعياد مجرّد مساحة لتقديم الطعام، بل تحوّلت إلى لغة بصرية تعبّر عن الذوق، والهوية، وفن استقبال الضيوف. بين الألوان، والخامات، والإضاءة، والتفاصيل الصغيرة، تُبنى تجربة متكاملة تختصر دفء اللقاءات وروح المناسبة.
وفي موسم الأعياد تحديدًا، يصبح تنسيق الطاولة عنصرًا أساسيًا في إضفاء أجواء احتفالية متوازنة بين الجمال والراحة.
تتناول منسّقة الضيافة وتنسيق الطاولات ريتا عبود في مقابلة مع موقع CNN بالعربيّة، القواعد التي يجب اعتمادها، والأخطاء الشائعة التي يجب تفاديها، إلى جانب تقديمها نصائح عملية لتحويل أي مائدة إلى تجربة أنيقة ومدروسة التفاصيل.
أشارت عبود إلى أنّ الخطوة الأولى في تنسيق أي طاولة احتفالية تبدأ بفهم الأجواء التي يتوقّعها أصحاب الدعوة، موضحةً أنّ تحديد "المزاج العام" أساسي قبل اختيار أي عنصر بصري. وقالت إنّ الفرق كبير بين لمّة عائلية دافئة، أو عشاء رسمي راقٍ، أو حفلة أعياد نابضة بالحيوية، إذ ينعكس ذلك مباشرة على الألوان والخامات والقطع الزخرفية المعتمدة.
وأضافت أنّ اختيار لوحة الألوان ليس عشوائيًا، بل يرتبط بعوامل عدّة، أبرزها:
- موضوع المناسبة،
- وألوان المكان،
- والأسلوب الشخصي لأصحاب الدعوة.
وشدّدت عبود على أن تكون الألوان متناغمة ومريحة بصريًا. ولفتت إلى أنّ الطاولات التقليدية تميل إلى الأحمر والأخضر، فيما تعكس الدرجات الفضية والزرقاء أجواء شتوية، أما الألوان الحيادية مع الذهبي فتمنح طابعًا أكثر رقيًا.
وعن التوازن بين الأناقة والعملية، أوضحت عبود أنّ راحة الضيوف يجب أن تبقى الأولوية القصوى، معتبرةً أنّ جمال الطاولة يفقد قيمته إذا أعاق التواصل أو الحركة. ونصحت باعتماد قطع لافتة محدودة بدل الإكثار من الإكسسوارات، واختيار عناصر تؤدي أكثر من وظيفة، مثل الشموع التي تجمع بين الزينة والإضاءة والدفء البصري.
وفي ما يخص دمج الخامات والملمس، قالت إنّ السر يكمن في البناء التدريجي، بدءًا من مفرش الطاولة ثم إضافة العناصر تباعًا. وأشارت إلى أهمية المزج بين الخامات الناعمة والخشنة، واللمسات اللامعة والمطفية، مع إدخال عناصر طبيعية كالأغصان الخضراء أو الأزهار الموسمية، شرط عدم المبالغة والاكتفاء بعدد محدود من الخامات المتناسقة.

كما تطرّقت عبود إلى القواعد الكلاسيكية لترتيب أدوات المائدة، موضحةً أنّ الالتزام بها يضفي إحساسًا بالترتيب والراحة، مع إمكانية تعديلها بما يتناسب وأسلوب الدعوة. وذكّرت بأنّ الصحون توضع في منتصف المقعد، وأدوات المائدة تُرتّب وفق تسلسل الاستخدام، فيما تُنسّق الكؤوس بطريقة تتيح سهولة الوصول إليها.
وحول كيفية جعل طاولة العيد دافئة ومرحّبة من دون إفراط، نصحت عبود بالبساطة المدروسة، مؤكدةً أنّ الإضاءة تلعب دورًا أساسيًا في إرساء الأجواء، مضيفة أنّ الشموع ، والأقمشة الناعمة، والألوان الدافئة، إلى جانب اللمسات الشخصية كبطاقات الأسماء المكتوبة يدويًا، كفيلة بإضفاء إحساس حميمي بعيدًا من التكلّف.
وعن دور القطعة المركزية، اعتبرت أنّها تشكّل محور الطاولة ونقطة جذب بصري، شرط أن يكون حجمها متوازنًا ولا يعيق التواصل بين الضيوف. وأشارت إلى أهمية اللعب بالارتفاعات بطريقة ذكية، مع الحفاظ على وضوح الرؤية.
قد يهمك أيضاً
وفي ما يتعلّق بالطاولات العربية التي تضم عددًا كبيرًا من الأطباق، أوضحت عبود أنّ التنظيم هو الحلّ، من خلال تجميع الأطباق المتشابهة، واستغلال الارتفاعات، وترك مساحات فارغة تمنح العين راحة. ونصحت بالإبقاء على مفارش بسيطة ليبقى الطعام هو البطل الأساسي.
أما عن الأخطاء الشائعة، فلفتت إلى أنّ الإفراط في الزينة، وتجاهل التناسب بين حجم الطاولة والديكور، ونسيان راحة الضيوف، من أكثر الهفوات المتكررة، لافتة إلى أنّه ليس ضروريًا شراء كل جديد، إذ يمكن إعادة توظيف القطع المتوفرة بأسلوب مبتكر.
وختمت عبود بالتأكيد على أنّ تخصيص الطاولة لا يعني التخلي عن الأناقة، مشيرةً إلى أنّ التفاصيل الصغيرة، كالهدايا الرمزية، والقطع العائلية، والصور، قادرة على تحويل الطاولة إلى مساحة تحمل طابعًا شخصيًا دافئًا، وتترك أثرًا جميلًا في ذاكرة الضيوف.
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير


