اخبار العرب -كندا 24: الاثنين 22 ديسمبر 2025 03:51 صباحاً دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تبيّن أنّ امرأة قديمة اعتُقِد أنّها من منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، ما جعلها أول بريطانية سوداء معروفة، كانت في الواقع ذات بشرة فاتحة ومن جنوب إنجلترا، بحسب ما كشفته أبحاث جديدة استخدمت تقنيات تسلسل الحمض النووي.
عُثر على رفات هذه المرأة، التي عُرفت باسم "امرأة بيتشي هيد" (Beachy Head Woman) ضمن مجموعات مجلس بلدة إيستبورن في جنوب إنجلترا عام 2012.
أظهر التأريخ بالكربون المشع أنّها توفيت بين عامي 129 و311 ميلاديًا، عندما كانت بريطانيا تحت الحكم الروماني.
في عام 2013، استنتج العلماء أنّها جاءت من منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، ما أكسبها لقب أول بريطانية سوداء معروفة، بناءً على قياسات أجزاء مختلفة من جمجمتها، وهي طريقة تقليدية لتقدير أصول الأشخاص.
لكن قاد تحليل قائم على تسلسل جيني منخفض التغطية في عام 2017 الباحثين إلى افتراض أنّها من منطقة البحر الأبيض المتوسط.
الآن، سمحت التطورات العلمية الإضافية للباحثين بالتوصل إلى سلسلة حمض نووي عالي الجودة من رفاتها، ليكشفوا أنّها وُلدت في جنوب إنجلترا.
وأفاد أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة، وهو عالم وراثة سكانية في متحف التاريخ الطبيعي في لندن، ويليام مارش، في بيان الأربعاء: "باستخدام أحدث تقنيات الحمض النووي، تمكنا من تحديد أصول هذا الشخص".
وأضاف: "أظهرنا أنّها تحمل أصولاً جينية تُشبه إلى حدٍ كبير أفرادًا آخرين من السكان المحليين في بريطانيا خلال العصر الروماني".
ومن ثمّ دمج الفريق هذه المعلومات مع مسح ثلاثي الأبعاد لجمجمتها لتوليد صورة لما كانت ستبدو عليه.
وظهرت المرأة بشعرٍ أشقر، وبشرة فاتحة، وعينين زرقاوين.
وأشار تحليل لرفاتها إلى أنّ طولها كان أقل من 1.52 مترًا بقليل، وأنّ عمرها كان يتراوح بين 18 و25 عامًا وقت وفاتها.
وجاء في البيان: "يدل جرحٌ ملتئم في ساقها على إصابة خطيرة ولكن غير مميتة في مرحلةٍ ما من حياتها"، كما أشارت مستويات الكربون والنيتروجين في عظامها إلى أنّها كانت تتناول الكثير من المأكولات البحرية.
وأفادت المؤلفة الرئيسية للدراسة والباحثة البارزة في مجال الحمض النووي القديم في المتحف، سيلينا بريس، في بيان: "بفضل التقدم التكنولوجي الذي شهده العقد الماضي منذ اكتشاف رفات امرأة بيتشي هيد لأول مرة، يسعدنا أن نعلن عن هذه البيانات الشاملة الجديدة ومشاركة المزيد من المعلومات حول هذه المرأة وحياتها".
العلم يُصحح نفسهوقال عالم الوراثة السكانية الذي يرأس مختبر الجينوم القديم في معهد "فرانسيس كريك" في لندن، بونتوس سكوغلوند، لـCNN إنّ البحث الجديد يعتمد على "تحليل مباشر ودقيق".
قد يهمك أيضاً
ووافق سكوغلوند، الذي لم يشارك في الدراسة، على رأي بريس بشأن التطورات التكنولوجية، وأوضح لـCNN، الخميس: "يبدو أنّه تم تقييم خصائص الجمجمة في عام 2013، ومع أنّ العديد منا كانوا يجرون أبحاثًا في مجال الجينوم القديم في ذلك الوقت، إلا أنّ الأمر كان لا يزال غير شائع".
لكنه أفاد أنّه أصبح أكثر شيوعًا منذ ذلك الحين.
وفي حديث مع CNN، قال عالم الآثار البيولوجية في معهد "فرانسيس كريك"، توماس بوث، الذي لم يشارك في البحث إنّ "هذا مثال ممتاز وشفاف على تصحيح العلم لنفسه".
وأضاف: "لم تكن تقنيات تحليل الحمض النووي القديم متاحة على نطاقٍ واسع في الوقت الذي تم فيه إجراء تحليل قياسات الجمجمة لامرأة بيتشي هيد. لقد بذل الباحثون الأصليون قصارى جهدهم باستخدام التقنيات المتاحة".
ومن جهته، تساءل بوث عن تداعيات الاستخدام المستمر لتحليل قياسات الجمجمة على نطاق أوسع، وقال: "لطالما كانت أساليب قياس الجماجم مثيرة للجدل بسبب أصولها المتعلقة بالمحاولات العلمية لإنشاء تسلسلات هرمية عرقية، لكن هذا العمل يعزّز الانطباع بأنّها قد تكون غير موثوقة من الناحية العملية البحتة أيضًا".
وأضاف بوث: "أعتقد أنّ حالات كهذه قد تؤدي إلى إعادة تقييم ما إذا كانت هذه الأنواع من الأساليب مناسبة للغرض".
قد يهمك أيضاً
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير


