لا نســــــتـحــق الخـــــــروج ..!

السبت 13 ديسمبر 2025 05:28 مساءً في لحظة امتزجت فيها مشاعر الحزن بالفخر، ودّع المنتخب السوري منافسات كأس العرب بعد مواجهة قوية أمام المنتخب المغربي، في مباراة حبست الأنفاس حتى صافرة النهاية… ورغم الخروج من البطولة، إلا أن «نسور قاسيون» تركوا بصمة واضحة بأدائهم القتالي وروحهم العالية، ما جعل الجماهير السورية ترفع رؤوسها فخرًا بما قدمه اللاعبون من تضحيات وجهود..وسط هذه الأجواء، كان لنا هذا اللقاء الخاص مع المدافع الدولي عبد الله الشامي، أحد أبرز أعمدة الدفاع في المنتخب السوري، والذي حمل على عاتقه مسؤولية كبيرة في قيادة الخط الخلفي أمام خصم عنيد بحجم المغرب. الشامي، المعروف بروحه القتالية وهدوئه داخل الملعب.

فتح قلبه لنا للحديث عن كواليس البطولة، وتفاصيل ما جرى في المباراة المصيرية، وكيف يرى أداء المنتخب السوري في هذه النسخة من البطولة العربية… خاصة بعد غيابه بسبب الإصابة في مباراة سوريا وقطر.

في هذا الحوار الخاص مع الوطن، يتحدث مدافع منتخب سوريا عبدالله الشامي بصراحة عن التحديات التي واجهت المنتخب، ومدى رضاهم عن الأداء، كما يوجه رسالة مؤثرة للجماهير السورية التي لم تبخل بالدعم والمؤازرة. كما يكشف عن طموحات اللاعبين في المرحلة المقبلة، وما الذي يحتاجه المنتخب ليعود أقوى في الاستحقاقات القادمة.

حوار يحمل بين سطوره الكثير من الواقعية، لكنه لا يخلو من الأمل والإصرار على العودة، لأن من يرتدي قميص سوريا، كما يقول الشامي، لا يعرف الاستسلام…إليكم تفاصيل هذا اللقاء الصريح والمليء بالمشاعر، مع أحد أبرز المدافعين في الكرة السورية.

في أعقاب خروج المنتخب السوري من البطولة العربية بعد خسارته أمام المنتخب المغربي، التقينا بالمدافع الدولي عبد الله الشامي، أحد أبرز عناصر «نسور قاسيون»، للحديث عن مجريات البطولة، تقييمه لأداء المنتخب، مشاعره بعد الخروج، وطموحات الفريق في المستقبل.

*بداية، كيف تقيم مشاركة المنتخب السوري في البطولة العربية

- بصراحة، كانت تجربة مهمة جدًا لنا كلاعبين، خاصة في ظل الظروف التي نمر بها على الصعيد المحلي والدولي…البطولة كانت فرصة لاختبار أنفسنا أمام منتخبات قوية، والمباراة أمام المغرب كانت بمثابة اختبار حقيقي لقدراتنا…صحيح أننا خرجنا من البطولة، لكننا خرجنا مرفوعي الرأس، وأعتقد أننا قدمنا أداءً جيدًا في بعض الفترات، لكن التفاصيل الصغيرة حسمت الأمور لصالح المغرب.

*ما الذي افتقده المنتخب السوري في هذه البطولة؟

- افتقدنا إلى عامل الانسجام الكامل، خاصة أن بعض اللاعبين لم يشاركوا مع المنتخب منذ فترة، وهناك عناصر جديدة دخلت التشكيلة. أيضًا، غياب بعض الأسماء المؤثرة بسبب الإصابات أو ظروف الأندية أثر علينا. لكن رغم ذلك، كنا نملك الروح القتالية، وهذا ما ظهر في معظم المباريات... كنا نطمح لأبعد من ذلك، لكن كرة القدم لا تعترف إلا بمن يستغل الفرص.

*ماذا عن مباراة المغرب بالتحديد؟ كيف تراها؟

- كانت مباراة صعبة جدًا... المغرب منتخب قوي ومنظم، ويمتلك لاعبين على مستوى عالٍ، سواء بدنيًا أو فنيًا…حاولنا مجاراتهم، ونجحنا في بعض الفترات، لكننا ارتكبنا أخطاء كلفتنا الكثير…الهدف الذي تلقيناه جاء في وقت حساس، ولم نتمكن من العودة رغم المحاولات…أعتقد أن النتيجة لا تعكس تمامًا ما قدمناه على أرض الملعب.

*هل أنتم راضون عن الأداء رغم الخروج؟

- كلاعبين، لا يمكن أن نكون راضين عن الخروج من أي بطولة، خاصة عندما نعلم أننا كنا قادرين على تقديم الأفضل. لكن في الوقت نفسه، نحن واقعيون…نعلم أن هناك أمورًا يجب العمل عليها، سواء على مستوى التكتيك أو اللياقة أو حتى الذهنية... هذه البطولة كانت درسًا مهمًا لنا، وسنستفيد منه في الاستحقاقات القادمة.

*النتيجة التي انتهى عليها اللقاء هل ترى انها مقنعة لكم ؟

- مؤكد لا … كنا نطمح للوصول بعيداً في البطولة العربية، وعملنا بجد من أجل ذلك، لكن هذه هي كرة القدم، مباراة تمنحك الفرح وأخرى تأخذه منك، للأسف لم تكن النتيجة كما تمنينا وأخذت منا الفرحة والفوز… نعد جماهيرنا الوفية بأننا سنواصل العمل بجد أكبر، وأن نعود أقوى في المستقبل لنقدم لهم ما يستحقونه من نتائج وأداء يليق باسم سوريا.

*كيف كانت الأجواء داخل المنتخب خلال البطولة؟

- الأجواء كانت إيجابية جدًا. هناك انسجام بين اللاعبين، والجهاز الفني كان قريبًا منا بشكل كبير. الجميع كان يعمل من أجل هدف واحد، وهو تشريف اسم سوريا... صحيح أن النتيجة لم تكن كما نريد، لكن الروح كانت موجودة، وهذا ما يجعلني متفائلًا بالمستقبل.

*ما هي طموحاتكم بعد هذه البطولة؟

- طموحاتنا لم تتغير. نريد التأهل إلى البطولات الكبرى، وتقديم صورة مشرفة عن الكرة السورية. لدينا استحقاقات قادمة، وهناك تحديات كثيرة تنتظرنا... سنعمل على تصحيح الأخطاء، وسنعود أقوى. نملك مجموعة من اللاعبين المميزين، وإذا استمررنا في العمل الجاد، سنحقق ما نصبو إليه.

*ما الرسالة التي توجهها للجمهور السوري بعد هذه المشاركة؟

- أولًا، أود أن أشكر كل من وقف معنا وساندنا، سواء في الملعب أو خلف الشاشات. نعلم أن الجماهير كانت تتمنى أن نذهب بعيدًا في البطولة، ونحن كذلك. نشعر بالحزن لأننا لم نحقق طموحاتهم، لكن نعدهم بأننا لن نستسلم. سنقاتل في كل مباراة، وسنقدم كل ما لدينا من أجل إسعادهم. دعمهم هو وقودنا الحقيقي، وبدونه لا يمكننا الاستمرار.

*هل ترى أن المنتخب قادر على المنافسة في البطولات القادمة؟

- بالتأكيد. لدينا قاعدة جيدة من اللاعبين، وهناك مواهب شابة قادمة بقوة…إذا تم توفير الاستقرار الفني والدعم الإداري، فأنا واثق أننا سنكون من بين المنتخبات المنافسة. نحتاج فقط إلى الاستمرارية، وخوض مباريات قوية، سواء ودية أو رسمية، حتى نصل إلى المستوى الذي نطمح إليه.

*كلمة أخيرة؟

- أقول لجمهورنا: لا تحزنوا، فهذه مجرد بداية.. نحن في مرحلة بناء وتجديد، والنتائج ستأتي مع الوقت. ثقوا بنا، وكونوا دائمًا خلفنا، وسنرد لكم هذا الوفاء على أرض الملعب…وأشكر كل من يعمل خلف الكواليس من أجل المنتخب، من إداريين وفنيين وجهاز طبي….نحن عائلة واحدة، وسنواصل العمل من أجل رفع اسم سوريا عاليًا.