اخبار العرب -كندا 24: السبت 13 ديسمبر 2025 09:27 صباحاً (CNN)-- كانت ديان كيتون ممثلة حائزة على جائزة الأوسكار، ونجمة كوميدية لامعة عندما وصلت إلى مطعم في فندق بيفرلي هيلز للقاء مخرج لم يكن قد أخرج سوى فيلم مستقل واحد.
وتذكّر الكاتب والمخرج توماس بيزوتشا دهشته من حضور النجمة لتناول الغداء معه، بعد أن قرأت سيناريو فيلمه "The Family Stone"، الذي كان آنذاك بعنوان مبدئي "أكرهها بشدة"، وقد أثار فضولها.
وكان انضمام كيتون بمثابة فتح الباب أمام طاقم عمل ساهم في تحويل الفيلم إلى أحد أشهر أفلام عيد الميلاد الكلاسيكية، فيلٌم يجمع بين لحظات محرجة وأخرى دافئة، ويُعاد مشاهدته مراراً وتكراراً، ويُكمل عامه العشرين هذا العام.
وفي هذا الفيلم، تجسد كيتون شخصية "سيبيل ستون"، الأم المتسلطة التي تسيطر على عائلتها في نيو إنغلاند، بينما يعود ابنها المدلل "إيفريت: ديرموت مولروني"، مع صديقته "ميريديث: سارة جيسيكا باركر"، إلى المنزل لقضاء العطلات.
يوازن الفيلم بين أجواء الاحتفالات الصاخبة والفوضوية خلال زيارتهم للعطلة، وبين الحقيقة الأكثر جدية، والتي يدركها أفراد العائلة تدريجياً، وهي أن هذا هو عيد الميلاد الأخير لـ"سيبيل".
وهذا قد يشبه إلى حد بعيد، مشاعر طاقم فيلم "The Family Stone"، ومشاهديه حول العالم، بينما يستعيدون ذكرياتهم الجميلة عنه، مع إدراك حقيقة أنّ هذا هو أول موسم أعياد بدون بطلته ديان كيتون، التي توفيت بشكل مفاجئ عن عمر يناهز 79 عامًا في أكتوبر/تشرين الأول.
"كانت هي الأم"
عندما طُرح سؤال من يجب أن تؤدي دور "سيبيل"؛ أجاب بيزوتشا: "ديان كيتون هي الخيار الأمثل.. كانت على رأس القائمة".. لم يكن ذلك بسبب أدوارها الكوميدية التي اشتهرت بها، بل لإدائها الدرامي في أفلام أوائل الثمانينيات مثل (Shoot the Moon) و(Reds)".
وتذكر المنتج مايكل لندن أن كيتون شعرت "بارتباط وثيق" بشخصية "سيبيل" بعد قراءة السيناريو، وقال إنّه لم يكن يتخيل أنها ستوافق على هذا الفيلم، لكنها كانت بالنسبة له: "اللحظة المثالية، والممثلة المثالية".
وبفضل التزام كيتون، انسجم بقية فريق التمثيل بسرعة كبيرة لأنها كانت تجسيدًا مثاليًا للشخصية، بحسب لندن. وضمّ فريق التمثيل: لوك ويلسون، وكلير دينز، ورايتشل ماك آدامز.
وأضاف لندن: "بمجرد وصولنا إلى موقع التصوير أضفت الكثير من المشاعر إلى الدور، وكان لطريقة تصوير الفيلم تأثير كبير، لقد عشنا جميعًا في ذلك المنزل لمدة شهرين، وكانت هي بمثابة الأم".
"مشاكسة لا ترحم"
إذا كانت الأمهات غالبًا ما يكنّ قائدات أسرهن، فقد كانت كيتون كذلك بكل تأكيد في موقع التصوير، بالنسبة لباركر، كانت المشاهد الخفيفة والصعبة على حد سواء معها فرصًا "ملهمة ومفيدة لمشاهدة عملها، وكيفية توظيفها لكل شيء معًا".
وكان أحد تلك "المشاهد الصعبة" مشهدًا في صباح عيد الميلاد، حيث قدمت "ميريديث" هدية عيد ميلاد مؤثرة لكل فرد من أفراد عائلة "ستون"، مما ساهم أخيرًا في رأب الصدع المتزايد بينها وبين "سيبيل" التي تجسد دورها كيتون.
"نظريًا، كان الأمر مخيفًا. كنت متوترة للغاية بشأنه"، كما تذكرت باركر، وأضافت: "شعرت أنها مقاتلة حقيقية، وكأننا في مبارزة حقيقية، وأنه كان عليّ أن أكون قادرة على ذلك، ولكن في الوقت نفسه ألا أنتصر".
وقالت باركر إن حوارهما كان ناجحًا لأن كيتون كانت مرشدتها: "في الحقيقة، كان أفضل نهج لي هو الاستماع إلى ديان والتفاعل معها، مع مراعاة سياق القصة، وقد أحببت ذلك".
كما أضفت كيتون عاداتها الغريبة وفضولها العميق على موقع التصوير.
لاحظت باركر: "كانت تحب طرح أسئلة شخصية للغاية" في البروفات، وكانت تسألها عن "كل شيء، من المال إلى مواضيع طريفة ومثيرة للجدل"، مما كان يدفعها غالبًا إلى "الإجابة دون قصد".
وأضافت: "لم تكن هذه أسئلة من النوع الذي يطرحه المرء على غيره عادةً"، لكنها كانت تعلم أن هدف كيتون النهائي لم يكن الاستجواب، بل الفهم.
وقالت باركر: "أعتقد أن السبب ببساطة هو اهتمامها الشديد بالناس. كانت تحب معرفة حقائق غريبة عنهم، وأظن أن ما يجعل الشخص فريدًا كان يثير اهتمامها بشدة".
وقال بيزوتش إن البعض يتذكرها كـ"مشاكسة لا ترحم"، كما كانت كريمة في مدحها، وتذكر مولروني تصوير اللحظة المؤثرة عندما تكشف "سيبيل" له في الفيلم أنها مريضة، وهو مشهد استخدمته أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة على إنستغرام تكريمًا لكيتون عند وفاتها.
وقال مولروني لشبكة CNN: "في المطبخ، كنا قريبين جدًا من بعضنا البعض، ونحترم بعضنا، ونتعامل بهدوء أثناء التصوير، وفي نهاية ذلك اليوم، قالت لي شيئًا ما زال يُلهمني ويُؤثر بي بشدة، وأتذكره كثيرًا. قالت إنها لم ترَ شيئًا كهذا من قبل.
"كان الجميع يذرفون الدموع"
كان كرم كيتون ومرحها متوازنين بقدرتها الفائقة على الغوص في مشاعر المشهد، وهو ما يمنح فيلم "The Family Stone" جوهره العاطفي والمأساوي.
قال كريغ تي. نيلسون، الذي يؤدي دور" كيلي"، زوج "سيبيل": "كان الفيلم بأكمله، كما أقول، بمثابة وداعٍ خفي". وتذكر تصوير المشهد الذي تُخبر فيه بأنها خائفة من تشخيص حالتها الصحية، وتُظهر ندوبًا على صدرها من عملية جراحية. كان قلقًا من صعوبة أداء المشهد، قبل تصويره مع كيتون الواثقة.
وأضاف: "أتذكر فقط أنني كنت معها وأفكر في مدى روعة أدائها في المشهد، ومدى استعدادها الجيد"، وأشار إلى أنها كانت تتمتع بقدرة على "الانغماس" في تلك المشاهد الصعبة، والخروج منها بنتيجة "ليست رقيقة فحسب، بل واقعية أيضاً".
لحظات كهذه، حين يتحول الفيلم من كوميديا عائلية خفيفة ومحرجة إلى شيء مختلف تماماً، تشكّل وقوداً للرحلة العاطفية المتقلبة التي تجذب العديد من المشاهدين للعودة إليه في كل موسم أعياد.
وفي مشهد آخر، تصعد "سوزانا: إليزابيث ريزر"، ابنة "سيبيل" الحامل، إلى غرفة والدتها أثناء غفوتها وتستلقي بجانبها. بتردد، تضع يدها على كتفها، فتوقظها من نومها الخفيف، فتستدير لمواجهتها وتلمس وجهها قبل أن تسأل: "من يعلم أيضاً؟"
قال بيزوتشا: "كانت ديان تبكي، وإليزابيث تبكي. ثم خرجت من الغرفة، وكان جميع طاقم العمل يبكي".
مشاعر الموسم
صدر فيلم "The Family Stone" قبل أيام من عيد الميلاد عام 2005، وحصد ردود فعل متباينة، ما شكّل مؤشراً مبكراً على الانقسام، بل والغضب، الذي أثاره خلال العقدين التاليين. لكن هذا، إلى جانب إيراداته المذهلة التي بلغت 93 مليون دولار مقابل ميزانية 18 مليون دولار، لا علاقة له بتأثير الفيلم الدائم.
سبق أن انفردت شبكة CNN بنشر خبر أن بيزوتشا كان يعمل على كتابة جزء ثانٍ قبل وفاة كيتون. وقال بيزوتشا إن وفاة كيتون كانت "مزيداً من الألم لجرح غائر أصلاً"، إذ كان غارقاً في حزن فقدان "سيبيل" أثناء الكتابة.
سيشعر الكثيرون بهذا الفقد المضاعف في هذا الموسم. وقبل أن ينتقل الفيلم من عيد ميلاد إلى آخر، نرى كيتون في دور "سيبيل" وهي تشاهد الثلج من النافذة، قبل أن نودعها ونصل إلى عيد الميلاد التالي، الذي يحلّ بدونها.
تذكر مولروني مشاهدته للفيلم مع والدته قبل 3 سنوات بعد وفاة والده مايكل، وكيف أثّر بهم "بشدة".
قال مولروني وعيناه تدمعان: "بالطبع، كنتُ مستعدًا، لكن يا إلهي، لا أعرف إن كان فيلم آخر قد أثر في حياتي بهذه الطريقة من قبل".
وأضاف: "والآن رحلت والدتي أيضًا، ورحلت ديان التي جسدت دور والدتي، لذا فالفيلم قريب جدًا من قلوبنا، نحن الذين عشنا تلك اللحظات الجميلة معها. إنه يلامس مشاعرنا بعمق".
قد يهمك أيضاً
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير



