اخبار العرب -كندا 24: الأربعاء 24 ديسمبر 2025 09:51 صباحاً من «أول مدرسة للبنات في العلا» إلى «أول مركز للفنون والتصميم»... تُجسّد «مدرسةُ الديرة» رحلةَ تراثٍ وإبداعٍ مستمرة، عمادها حِرَفيات مبدعات يحوّلن القطع الجامدة تحفاً فريدة ناطقة بالجمال.
وفي قلب العلا، تمثل «مدرسة الديرة» نافذة جديدة على الفنون، وتجمع في غرفها المدرسية وأروقتها، التي كانت تحتضن قديماً أجيالاً من الطالبات، الحرفيين والمصممين والمبدعين لإحياء الحرف السعودية بروح معاصرة، وتتفاوت اهتماماتهم؛ من العمل على الفخار، إلى الخوص، والغزل والنسيج... وتحمل كل قطعة حكايةً من حكايات العلا، تمتد جذورها في التراث وتزدهر بالإبداع.
وتعدّ «مدرسة الديرة» من أهم المدارس الفنية التي تعنى بتقديم ورشات عمل في تعليم الحرف اليدوية، حيث تعمل على إحياء الإرث وإبرازه عبر التدريب والتصميم؛ كما تستلهم المدرسة تراث العلا الغني، وتوظفه في منتجات صُنعت بإتقان وعناية تمثل البيئة الطبيعية والثقافية للعلا.
وعُرفت «مدرسة الديرة» منذ تأسيسها بأنها «أول مدرسة للبنات في العلا». وبعد أن هُجرت سنوات، عادت إليها الحياة مجدداً في عام 2019، عندما تحوّل مبناها إلى «أول مركز للفنون والتصميم» بالمنطقة، تقدم فيه برامج في الفنون التقليدية؛ لتوجيه الحرفيين وتدريبهم على مختلف التقنيات والأدوات اللازمة لتحويل الفنون في تلك المنطقة من شكلها التقليدي إلى المعاصر.
والآن؛ أصبحت المدرسة، التي فتحت أبوابها منذ 6 أعوام، منارة لإحياء الفنون التقليدية، وتمكن عبرها الحرفيون من بناء اقتصاد مستدام للفنون والمهارات، التي شملت مجالات المنسوجات، والنحت على الحجر والخشب، وأعمال الصوف، واستخراج الألوان الطبيعية والصباغة، والرسم الهندسي، بالإضافة إلى تصميم وصناعة المجوهرات، وصناعة الصابون، والشموع، ومنتجات الخوص، والسيراميك.
تمثل «مدرسة الديرة» الاهتمام بتمكين الحرفيين وإحياء الحِرف بروحٍ عصرية، فتتحول المواد الخام المنتقاة من الطبيعة المحلية روائعَ فنية تروي قصصاً ثقافية، امتداداً لتاريخ المكان، الذي لم يَخلُ تاريخياً من طابع الفنون الذي احتفظت الصخور بنقوشه وآثاره المتنوعة في فنونها وروحها.
وقبل حقبة المعارض الحديثة بمحتوياتها من القطع الفنية المتعددة المدارس والتجارب، كان الطابع الإبداعي حاضراً في زوايا مدينة العلا ببلدتها القديمة، وأودية التاريخ، ومسارات الحضارات التي عرفتها، عبر آلاف النقوش والرسوم والكتابات العتيقة، التي تضرب في أعماق التاريخ وتعود إلى آلاف السنين، وتفتح نوافذ على أمم وجماعات استوطنت المكان وأودعت فيه أسرارها وأخبارها.
ولا يزال هذا الإرث الفني العريق حاضراً وممتداً عبر مشهد إبداعي غني تحتضنه العلا، التي تتطلع لوعد المستقبل، ومشروعات وأنشطة فنيّة تستقطب مبدعين وفنانين من داخل السعودية وخارجها، في انعكاس وتجسيد لامتداد الفن المتجذّر في هذه الأرض.
وبجوار جبل عِكمة، الذي يعدّ من أبرز مواقع النقوش في شمال غربي الجزيرة العربية، ويضم كنزاً زاخراً بالكتابات والنقوش التي توثّق مراحل مهمة من تاريخ المنطقة، وأُدرج رسمياً ضمن سجل مواقع التراث العالمي لدى منظمة «اليونيسكو»، مساحةٌ عابرة لمحاكاة أساليب النقوش القديمة على الصخور، التي تعكس طابعاً إنسانياً وإبداعياً تاريخياً لا تزال آثاره شاخصة في المكان.
تقول حنان البلوي، التي تشارك زميلاتها من منتسبات «أكاديمية النقوش» التابعة لـ«الهيئة الملكية لمحافظة العلا» في تقديم دروس وجيزة عن النقوش وفنونها، إن «الزوار الذي يتجولون في المكان مأخوذين بسحره وطبيعته البديعة، يتوقفون تحت سقف الركن المخصص لتعليم النقوش للاستمتاع بتفاصيلها، وتجربتها، والاحتكاك من كثب بموروث الفنون والحضارة والهوية».
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير




