اخبار العرب -كندا 24: الأربعاء 10 ديسمبر 2025 11:27 صباحاً شنّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب هجوماً حاداً على الديمقراطيين، مُلقِياً اللوم الكامل عليهم في أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة وأسعار المواد الغذائية والوقود.
وأمام حشد متحمس يهتف «أميركا أولاً» في ماونت بوكونو شمال شرقي بنسلفانيا، وصف الرئيس ترمب إدارة جو بايدن بـ«الكارثة الاقتصادية» التي أحدثت «أعلى تضخم في التاريخ»، وتسبّبت في «أعلى ارتفاع للأسعار على الإطلاق»، عادّاً أن عبارة «القدرة على تحمل تكلفة المعيشة» ليست إلا «عبارة جديدة للخداع» أطلقها الديمقراطيون. ورغم أزمة الغلاء الحالية، قال ترمب إن التضخم «اختفى فعلياً، وسينخفض أكثر».
وأشار ترمب في خطابه إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3 في المائة في الربع الثاني من 2025، وخلق 256 ألف وظيفة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، مع تراجع مستوى البطالة إلى 4.4 في المائة. كما وصف الرسوم الجمركية بـ«الكلمة الأجمل في القاموس»، مُدّعياً أنها جذبت «تريليونات الدولارات» من الاستثمارات الأجنبية، وخلقت فرص عمل في التصنيع، خاصة في بنسلفانيا التي تعتمد على الصناعات الثقيلة.
وأعلن أيضاً عن 12 مليار دولار مساعدات للمزارعين كإجراء طارئ لمواجهة التأثيرات السلبية لتعريفاته على قطاع الزراعة الأميركي والمزارعين، مُشيراً إلى أن «أكبر كمية من الحفر والوقود تُنتج الآن في بلادنا، مما سيُخفّض أسعار الطاقة قريباً جداً، وسيشعر الجميع بها».
ووسط لافتات كثيرة حملت شعار «أسعار أقل ورواتب أكبر» و«هيمنة الطاقة الأميركية»، وعد ترمب بتحقيق انتعاشة اقتصادية خلال عام 2026 عبر إلغاء لوائح بايدن البيئية، والانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ. وقال: «سنُنهي اقتصاد الظل، ونُعيد أميركا إلى القمة، ونجعل الولايات المتحدة قوة عظمى في العملات الرقمية».
وتطرق الرئيس إلى قضايا تحظى بشعبية بين قاعدته الجماهيرية، مثل انتقاد الرئيس السابق جو بايدن لاستخدامه قلم التوقيع الآلي، وقضية «الحدود المفتوحة»، كما هاجم النائبة الديمقراطية من مينيسوتا إلهان عمر، مطالباً بطردها من الولايات المتحدة.
خسائر انتخابيةويمثل خطاب مساء الثلاثاء، الذي استمر 90 دقيقة، واحداً من سلسلة خطابات من المرجح أن يلقيها الرئيس ترمب خلال الأسابيع والأشهر المقبلة لمعالجة مخاوف الناخبين حول ارتفاع الأسعار، حيث يخشى العديد من المستشارين بالحزب الجمهوري أن يؤثّر غلاء المعيشة سلباً على رئاسة ترمب ويُضعف حظوظ الحزب الجمهوري. ويحذّر هؤلاء من تكرار سيناريو انتخابات حكام الولايات التي مُني فيها الجمهوريون بخسائر قبل أسابيع، في كل من نيوجيرسي وفيرجينيا.
وأشار محللون إلى خطاب ترمب في بنسلفانيا باعتباره «انطلاقة حملة انتخابية جمهورية»، حيث يخشى الرئيس خسارة السيطرة على الكونغرس أمام موجة غضب شعبي من ارتفاع أسعار الغذاء والسكن.
حملة مبكّرةوفي مقابلة مع «بوليتيكو» نُشِرت الثلاثاء، أصرّ ترمب، الذي أعطى نفسه درجة «أ-بلس-بلس-بلس-بلس» في أدائه الاقتصادي، على أن «الديمقراطيين هم السبب في كل شيء». وأرجع ما سمّاه «الجنون الثلاثي» – التضخم والطاقة والحدود – باعتباره إرثاً من إدارة بايدن السابقة. وقال: «أعطوكم أسعاراً عالية، أعطوكم التضخم الأعلى في التاريخ».
ويُشكّل إلقاء ترمب اللوم على الديمقراطيين خطوة محسوبة لتحويل أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة إلى سلاح انتخابي، لكن نجاح هذه الخطوة يعتمد على قدرة ترمب على تحقيق وعوده قبل الانتخابات النصفية المرتقبة في نوفمبر 2026. ويقول محللون إنه إذا استمر معدل التضخم في الصعود، فقد تتحول وعود ترمب بـ«أميركا غنية وأسعار منخفضة ورواتب أعلى» إلى «كابوس» للجمهوريين.
واستبق الديمقراطيون خطاب ترمب بهجمات حادة، حيث قال زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، السيناتور تشاك شومر إن «ترمب سيرمي برميل قشّ ويقول إنه ذهب، لكنّ الأميركيين يعرفون أنه يكذب لأن الأسعار ترتفع وترتفع». وأضاف شومر أن رسوم ترمب الجمركية هي السبب في ارتفاع أسعار اللحم والقهوة، وأن «الناخبين لن يُخدعوا بوعود كاذبة».
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير




