أخبار عاجلة
Referendum result makes URSA new representative body for U of R students -

انتحار العسكريين الأوكرانيين يحرمهم من كل أشكال التكريم والحقوق

انتحار العسكريين الأوكرانيين يحرمهم من كل أشكال التكريم والحقوق
انتحار العسكريين الأوكرانيين يحرمهم من كل أشكال التكريم والحقوق
رجل يرتدي قميصاً أبيض اللون وإلى جواره شارة الجنود الأوكرانيين
الأربعاء 17 ديسمبر 2025 02:04 مساءً التعليق على الصورة، لا توجد حتى الآن أرقام رسمية دقيقة لأعداد المنتحرين من صفوف الجيش الأوكراني
Article Information
    • Author, أنستاشيا غريبانوفا
    • Role, بي بي سي نيوز - أوكرانيا,
    • Reporting from, كييف
  • قبل 11 دقيقة

لا تستطيع كاترينا أن تتحدث عن ابنها أورست دون أن تنهمر دموعها بينما صوتها يرتجف بالغضب وهي تروي كيف علمت بوفاته.

توفي أورست على الجبهة الأوكرانية، قرب بلدة تشاسيف يار، في إقليم دونيتسك، عام 2023. ووفقاً للتحقيق الرسمي الذي أجراه الجيش، فقد مات نتيجة إصابة ألحقها بنفسه.

وطلبت كاترينا أن تبقى هويتها وهوية ابنها المتوفى مجهلة بسبب الوصمة الاجتماعية التي ترتبط بالانتحار ومشكلات الصحة النفسية في أوكرانيا.

وكان أورست شاباً هادئاً يبلغ من العمر 25 سنة، يحب الكتب ويحلم بالانتهاء من الدراسة في الجامعة. وكان ضعف بصره هو السبب في البداية في أن يكون غير مؤهل للخدمة العسكرية عند اندلاع الحرب، وفقاً لوالدته.

لكن في 2023، أوقفته دورية تجنيد في الشارع ليُعاد تقييم حالة بصره. واعتُبر حينها مؤهلاً للقتال. وبعد فترة قصيرة، أُرسل إلى الخطوط الأمامية ليكون مسؤول اتصالات.

جنود أوكرانيون قرب بلدة تشاسيف يار في إقليم دونيتسك

صدر الصورة، EPA

التعليق على الصورة، جنود في الجيش الأوكراني قرب بلدة تشاسيف يار في إقليم دونيتسك

ومن الصعب معرفة العدد الدقيق للجنود الأوكرانيين الذين قُتلوا في المعارك. ففي وقت سابق من هذا العام، أقر الرئيس فولوديمير زيلينسكي بوفاة أكثر من 46 ألف جندي وضابط، غير أن محللين غربيين يعتقدون أن هذا الرقم أقل من الواقع.

وفي الظل، تدور أحداث مأساة في هدوء تام؛ إذ أقدم جنود على إنهاء حياتهم بأنفسهم، مخلفين وراءهم عائلات مثقلة بالحزن والعار والصمت.

ولا توجد إحصاءات رسمية حول حالات الانتحار بين الجنود منذ بداية الغزو الشامل، لكن المسؤولون يصفونها بأنها "حوادث فردية" بينما يرى المدافعون عن حقوق الإنسان والأسر التي فقدت ذويها من الجنود والضباط أن عددهم قد يصل إلى المئات.

وتقول كاترينا بمرارة: "أورست لم يُستدعَ، بل قُبض عليه".

ونفى مركز التجنيد المحلي ارتكاب أي مخالفات في حالة أورست، أثناء حديثه لبي بي سي، مؤكداً أن ضعف بصر أورست جعله "صالحاً جزئياً" للخدمة في وقت الحرب.

وبمجرد توزيعه على الجبهة على موقع قرب بلدة تشاسيف يار، أصبح أورست أكثر انطواءً واكتئاباً، وفقاً لرواية كاترينا.

ولا تزال كاترينا تكتب رسائل يومية لابنها – بلغ عددها حتى الآن 650 رسالة – في محاولة للتخفيف من ألمها. غير أن حزنها يتضاعف بسبب الطريقة التي يصنف بها القانون وفاته؛ ففي أوكرانيا يُعتبر الانتحار "خسارة غير قتالية"، ما يعني أن أسر الجنود الذين يموتون بهذه الطريقة لا تحصل على أي تعويض، ولا يُمنحون أوسمة عسكرية، ولا يُعترف بأنهم أسر جنود شاركوا في القتال.

وتقول كاترينا: " في أوكرانيا، كأننا انقسمنا. بعضهم مات بالطريقة الصحيحة، وآخرون ماتوا بالطريقة الخاطئة"، وأضافت بمرارة: "الدولة أخذت ابني، أرسلته إلى الحرب، ثم أعادته إلي جثة في كيس. هذا كل شيء. لا مساعدة، لا حقيقة، لا شيء".

جنازة عسكرية

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، جنازة عسكرية في بلدة لفيف الأوكرانية لتكريم جندي مات أثناء القتال

عدد من انتحروا غير معروف

قصة كاترينا هي واحدة من ثلاث قصص جمعتها بي بي سي من عائلات فقدت ذويها عن طريق الانتحار أثناء الخدمة العسكرية. كل قصة تكشف نمطاً مؤلماً من الإنهاك النفسي، ومن نظام يقولون إنه أهملهم وتركهم بلا سند.

وانتقلنا بعد ذلك إلى ماريانا من كييف التي روت لنا مأساة مشابهة. هي أيضاً فضلت أن تبقى هويتها وهوية زوجها الراحل مجهولة.

زوجها أناتولي تطوع للقتال عام 2022. في البداية رُفض طلبه لأنه ليس لديه خبرة عسكرية، لكنه ـ كما قالت بابتسامة باهتة ـ "ظل يكرر المحاولة حتى قبلوه".

أُرسل أناتولي ليخدم كرامي رشاش قرب مدينة باخموت، إحدى أكثر جبهات الحرب دموية. وروت ماريانا: "قال إنه بعد إحدى المهمات قُتل نحو 50 رجلاً. عاد مختلفاً؛ صامتاً ومنعزلاً".

وبعد أن فقد جزءً من ذراعه، نُقل أناتولي إلى المستشفى. وفي إحدى الأمسيات، وبعد مكالمة هاتفية مع زوجته، أنهى حياته في ساحة المستشفى.

وتقول ماريانا والدموع تملأ عينيها: "الحرب حطمته. لم يستطع أن يعيش مع ما رآه".

ولأن أناتولي انتحر، رفضت السلطات إقامة جنازة عسكرية له. و تقول ماريانا بمرارة: "حين وقف على الجبهة كانت له قيمة، أما الآن فلم يعد بطلاً؟"

وأشارت إلى أنها وقعت ضحية للخداع، مضيفةً: "الدولة ألقت بي على جانب الطريق. أعطيتهم زوجي، وتركوا لي الفراغ وحدي بلا شيء."

كما أعربت عن شعورها بالخزي أمام بعض أرامل الجنود الآخرين.

إحدى المتحدثات لبي بي سي بشأن الجنود المنتحرين من أفراد الجيش الأوكراني
التعليق على الصورة، فضلت ماريانا إخفاء هويتها الحقيقية أثناء الحديث لبي بي سي بسبب الوصمة المرتبطة بالانتحار في أوكرانيا

وأصبح مصدر دعمها الوحيد اليوم هو تجمع إلكتروني يضم نساء مثلها – أرامل جنود أنهوا حياتهم بأنفسهم. هؤلاء النساء يطالبن الحكومة بتغيير القانون، بحيث تحصل أسرهن المفجوعة على نفس الحقوق والاعتراف الذي تناله أسر الجنود الآخرين.

وفي مدينة لفيف، لا تزال فيكتوريا غير قادرة على الحديث علناً عن وفاة زوجها خوفًا من الإدانة. ولهذا لا نستخدم اسمها الحقيقي ولا اسم زوجها.

زوجها أندري كان يعاني من عيب خِلْقي في القلب، لكنه أصر على الانضمام إلى الجيش. وبالفعل التحق بالقوات كسائق في وحدة استطلاع، وشهد بعض أعنف المعارك، بما في ذلك معركة تحرير خيرسون.

وفي يونيو/ حزيران 2023، تلقت فيكتوريا مكالمة هاتفية تخبرها بأن أندري أنهى حياته بنفسه. تقول: "كان الأمر أشبه بانهيار العالم كله".

وصل جثمانه بعد 10 أيام، لكنها أُبلغت بأنها لا تستطيع رؤيته.

واكتشف المحامي الذي استعانت به تناقضات في التحقيق حول وفاة زوجها. الصور الملتقطة من موقع الحادث جعلتها تشك في الرواية الرسمية لوفاته. ومنذ ذلك الحين، وافق الجيش الأوكراني على إعادة فتح التحقيق، معترفاً بوجود إخفاقات.

وفيكتوريا: "أنا أقاتل من أجل اسمه. لم يعد قادراً على الدفاع عن نفسه. حربي لم تنته بعد".

ثقافة العار

تدير أوكسانا بوركون تجمعاً لدعم أرامل الجنود. وتضم منظمتها اليوم نحو 200 أسرة فقدت ذويها عن طريق الانتحار. وتقول: "إذا كانت الوفاة بسبب الانتحار، فلن يُعتبر المتوفى بطلًا — هذا ما يظنه الناس. بعض الكنائس ترفض إقامة جنازات لهم، وبعض المدن لا تضع صورهم على الجدران للذكرى".

ويشكك الكثير من هذه الأسر في الرواية الرسمية للوفاة، مؤكدةً أن "التحقيق في بعض هذه الحالات يُغلق بسرعة شديدة وكأنها مجرد ملفات عابرة".

ويقول الأب بوريس كوتوفي، القس العسكري، إنه شهد ما لا يقل عن ثلاث حالات انتحار في وحدته منذ بداية الغزو الشامل. لكنه يرى أن حتى حالة واحدة تُعد كثيرة، وأشار إلى أن "كل انتحار يعني أننا فشلنا في مكان ما".

ويعتقد أن كثيراً من المقاتلين المجندين – بخلاف العسكريين المحترفين – أكثر عرضة للهشاشة النفسية. ويؤكد كل من أوكسانا وبوريس أن الذين أنهوا حياتهم بالانتحار يجب أن يُعتبروا أبطالاً.

كفاح من أجل الحقيقة

أولها ريشتيلوفا، مفوضة الجيش الأوكراني لشؤون الجنود،
التعليق على الصورة، تقول أولها ريشتيلوفا، مفوضة الجيش الأوكراني لشؤون الجنود، إنها تتلقى تقارير عن ما يصل إلى أربع حالات انتحار عسكرية كل شهر

تقول أولها ريشتيلوفا، مفوضة الجيش الأوكراني لشؤون الجنود، إنها تتلقى تقارير عن ما يصل إلى أربع حالات انتحار عسكرية كل شهر، وتعترف بأن الجهود المبذولة غير كافية. وأوضحت: "قد رأوا الجحيم. حتى أقوى العقول يمكن أن تنكسر".

وأضافت، أثناء الإدلاء بتصريحات لبي بي سي، أن مكتبها يدفع نحو إصلاحات منهجية، لكنها أشارت إلى أن "الأمر يستغرق سنوات لبناء مدرسة متخصصة في علم النفس العسكري بشكل صحيح".

وتشدد: "العائلات لها الحق في معرفة الحقيقة. إنهم لا يثقون بالمحققين. في بعض الحالات قد يُستخدم الانتحار للتغطية على جرائم قتل".

رأيها ليس واضحاً تماماً بشأن ما إذا كان ينبغي تكريم كل من خدم باعتباره بطلاً عسكرياً، لكنها تركز على المستقبل: "علينا أن نستعد الآن لما بعد انتهاء الحرب. هؤلاء كانوا جيرانكم وزملاءكم. لقد عبروا الجحيم. وكلما كان استقبالنا لهم أكثر دفئًا، قلّت المآسي".

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

السابق هل ينفد الكون من النجوم الجديدة؟
التالى كأس العرب: ماذا نعرف عن بطولة كرة القدم التي تستضيفها قطر للمرة الثانية؟

 
c 1976-2025 Arab News 24 Int'l - Canada: كافة حقوق الموقع والتصميم محفوظة لـ أخبار العرب-كندا
الآراء المنشورة في هذا الموقع، لا تعبر بالضرورة علي آراء الناشرأو محرري الموقع ولكن تعبر عن رأي كاتبيها
Opinion in this site does not reflect the opinion of the Publisher/ or the Editors, but reflects the opinion of its authors.
This website is Educational and Not for Profit to inform & educate the Arab Community in Canada & USA
This Website conforms to all Canadian Laws
Copyrights infringements: The news published here are feeds from different media, if there is any concern,
please contact us: arabnews AT yahoo.com and we will remove, rectify or address the matter.