الجمعة 12 ديسمبر 2025 07:32 صباحاً صدر الصورة، Getty Images
-
- Author, عدنان البرش
- Role, مراسل بي بي سي لشؤون غزة
-
قبل 9 دقيقة
بعد أيام على مقتل ياسر أبو شباب زعيم "القوات الشعبية المسلحة" المناوئة لحركة حماس في قطاع غزة، أعلنت وزارة الداخلية التابعة للحركة عن مهلة عشرة أيام لعناصر المجموعات المسلحة - التي تعتبرها مدعومة وممولة ومتعاونة مع إسرائيل – لإلقاء سلاحهم وتسليم أنفسهم لها.
وأكدت مصادر متعددة لبي بي سي، أن العشرات من المسلحين من مختلف المجموعات المسلحة المعارضة لحماس سلموا أنفسهم لوزارة الداخلية في غزة التابعة لحركة حماس في خطوة يعتقد مراقبون أنها بداية تفكك تلك المجموعات.
وفي تصريحات لـ "بي بي سي"، قال رئيس اللجنة العليا للعشائر في قطاع غزة حسني المغني، المعروف بأبو سلمان، إن قرابة 60 مسلحاً يتبعون لمجموعة "القوات الشعبية" سلموا أنفسهم للحكومة التابعة لحماس في غزة، مشيراً إلى أن عملية التسليم، جاءت بعد مقتل زعيم المجموعة أبو شباب، وجرت على عدة دفعات وليس دفعة واحدة.
وقال إن اللجنة العليا للعشائر تولت تنظيم هذه العملية، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية التابعة لحماس، تسلمت هؤلاء المسلحين وحققت معهم واستجوبتهم، ثم طلبت منهم التوقيع على تعهدات مكتوبة، بعدم العودة مجدداً إلى تلك المجموعات المسلحة.
وأوضح رئيس اللجنة العليا للعشائر في غزة، أن اللجنة منحت الأمان لهؤلاء المسلحين، وضمنت لهم السلامة، لا سيما وأنهم عبروا عن خشيتهم من تعرضهم للقتل والملاحقة في الشوارع، من أطراف أخرى داخل القطاع، على حد تعبيره.
خليفة أبو شباب يتعهد بالاستمرار على نهجه
أعلنت "القوات الشعبية المسلحة"، وهي المجموعة التي أنشأها وترأسها ياسر أبو شباب، غسان الدهيني قائداً جديداً لها عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وقد تعهد الدهيني بمواصلة الحملة التي تشنها مجموعته ضد حماس.
غسان الدهيني من مواليد 3 أكتوبر/ تشرين الأول 1987 في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة وينتمي إلى قبيلة الترابين، إحدى أبرز القبائل البدوية في الأراضي الفلسطينية، التي تنتمي إليها أيضاً عائلة أبو شباب.
وفي يونيو/حزيران الماضي، ذكر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن غسان الدهيني "ضابط أمن فلسطيني سابق، خدم في قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، وهو مسؤول عن تجنيد عملاء سريين للمساعدة في مواجهة سيطرة حماس على توزيع المساعدات - تحت إشراف الجيش الإسرائيلي".
ويقول المعهد إن عدد عناصر "القوات الشعبية" يتراوح عددها بين 100 و300 شخص، وتضم في صفوفها ضباط أمن فلسطينيين سابقين.
وفي مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، أصر الدهيني على أنه لا يخشى حماس متسائلاً "لماذا يجب أن أخاف من حماس عندما أقاتل حماس؟ أنا أقاتلهم، وأعتقل أبناءهم، وأصادر معداتهم باسم الشعب والأحرار."
وعلق الدهيني خلال المقابلة على مقطع فيديو ترويجي لقواته على صفحة تابعة لها على فيسبوك، يظهر فيه وهو يتفقد تشكيلاً من المقاتلين المسلحين قائلاً إن الهدف من اللقطات هو إظهار أن المجموعة "لا تزال نشطة على الرغم من وفاة زعيمها"، مضيفاً أن "غيابه مؤلم لكنه لن يوقف الحرب على الإرهاب".
صدر الصورة، Ghassan Duhine Facebook Page
وبدأت القوات نشر مقاطع مصورة لمسلحيها، وهم يعتقلون ويستجوبون العديد من الأشخاص في نفق في مدينة رفح، تقول هذه القوات إنهم أعضاء في حماس، مشيرة إلى أن الاعتقالات تمت "وفقاً للتوجيهات الأمنية المعمول بها وبالتنسيق مع التحالفات الدولية".
ولم تتمكن بي بي سي من التحقق بشكل مستقل من صحة المقاطع التي نشرتها "القوات الشعبية" على صفحاتها.
وظهر الدهيني في منشور لمجموعته المسلحة على حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي بجوار عدة جثث مع تعليق يقول "إنهم رجال من حماس تم القضاء عليهم كجزء من عملية مكافحة الإرهاب التي تقوم بها الجماعة".
لكن حماس تتهم الدهيني، المدرج على قائمة المطلوبين لديها، بالتعاون مع إسرائيل ونهب المساعدات وجمع المعلومات الاستخبارية عن طرق الأنفاق والمواقع العسكرية.
توحيد صفوف معارضي حماس
وأكد مصدر من داخل مجموعة أبو شباب لبي بي سي أنه بدأ بإعداد خطة لتوحيد كافة المجموعات المسلحة المنتشرة في مناطق متفرقة من قطاع غزة وبعضها ينشط في مناطق شرقي خان يونس في جنوبي القطاع ومنها في المحافظة الشمالية، في ظل تواتر أنباء بشأن بدء تفكيك تلك الجماعات بعد مقتل أبو شباب.
هذا وظهر حسام الأسطل وهو قائد مجموعة مسلحة في خان يونس في مقطع فيديو بجوار الدهيني عند قبر ياسر أبو شباب. وقد توعد الأسطل حركة حماس قائلاً "من على قبر ياسر أبو شباب نوجه رسالتنا لحماس وأذنابها أننا سنكمل المشوار وموت ياسر لم يضعفنا، بل زادنا قوة وتوحداً ونحن مستمرون وحماس ستنتهي، ومن تبقى من فلولها سوف ندوس على رقابهم كما فعل أبو شباب."
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية بأن التسليم الذاتي لعناصر تلك المجموعات لحماس تسارعت منذ يوم الجمعة الماضي، وتركزت في مناطق رفح وخان يونس، حيث تنشط أبرز المجموعات المسلحة التي كانت تعمل في مناطق سيطرة الجيش الإسرائيلي.
داخلية حماس: نعالج الملف بسرية تامة
صدر الصورة، Getty Images
قال مصدر رسمي في وزارة الداخلية والأمن الوطني التابعة لحركة حماس في غزة لبي بي سي نيوز عربي إن العشرات من هؤلاء العناصر سلّموا أنفسهم للأجهزة الأمنية خلال الأسابيع الأخيرة، مؤكداً أن الوزارة تتعامل مع ملفاتهم بسرية كاملة و"وفق الأطر القانونية، تمهيداً لإعادة دمجهم في المجتمع".
وأضاف المصدر بأن كل من سلم نفسه "سيحظى بمحاكمة عادلة وينال حقوقه التي كفلها القانون، وبما يساهم في التخفيف من إجراءات المحاكمة،" مضيفاً أن "حالة العصابات الإجرامية التي شكلها الاحتلال الإسرائيلي لنشر الفوضى والفلتان في قطاع غزة خلال حرب الإبادة، هي محاولة ولدت ميتة ولم تحقق للاحتلال أهدافه الخبيثة التي سعى لها، في ظل الإجماع الشعبي والمجتمعي على رفضها، وهي في حالة تضاؤل".
وقال مصدر آخر في الحكومة التابعة لحركة حماس لبي بي سي إن عدد من سلموا أنفسهم من كافة المجموعات وليس فقط من مجموعات ياسر أبو شباب فاق الـ70 شخصاً مستغلين كما وصفها بفترة العفو/ التوبة التي أعلنت عنها الحركة وتنتهي الأسبوع المقبل. وأوضح في الوقت ذاته بأن كل شخص يسلم نفسه ولم يثبت خلال التحقيق معه تورطه في قضايا قتل، سيتم إخلاء سبيله فوراً، مبيناً أيضاً أنه لم يسلم أحد نفسه من مجموعة حسام الأسطل بعد بسبب قلة عددهم وأن غالبيتهم عملاء قدامى لإسرائيل، كما وصفهم المصدر .
وكانت وحدة أمنية تابعة لحماس قد نفذت فور إعلان وقف إطلاق النار في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عمليات ضد أفراد من عشائر وجماعات مسلّحة مناوئة لها. ونشرت حينها قناة الأقصى التابعة للحركة مقاطع مصورة متعددة تظهر إعدامات ميدانية لمن وصفتهم الحركة بالخارجين عن القانون والمتعاونين مع إسرائيل.
"إسرائيل تعمل مع مناهضي حماس"
طلبنا رداً من الحكومة الإسرائيلية عما ذكره المسؤولان في وزارة الداخلية التابعة لحماس، عن دعمها للجماعات المسلحة المناوئة للحركة، ووصفهم المحاولة الإسرائيلية في هذا الصدد بـ"الفاشلة".
ولم تنف إسرائيل في ردها المقتضب على بي بي سي نيوز عربي، أنها تدعم الجماعات المسلحة المناهضة لحماس في غزة، مؤكدة في الوقت نفسه على أنها تعمل مع من يرفض حماس، دون ذكر تفاصيل عن شكل هذا الدعم.
وفي معرض الرد الذي تلقيناه، قال مسؤول حكومي إسرائيلي، إن ما يسمى "وزارة الداخلية التابعة لحماس ليست سوى الذراع الدعائية لمنظمة إرهابية تمارس التعذيب والإعدام وتخفي قسرياً أي غزي يجرؤ على معارضتها".
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن حكومة بلاده "ستعمل مع الغزيين الذين يريدون مستقبلاً أفضل ويرفضون طغيان حماس. هناك العديد من الفلسطينيين الذين يسعون منذ فترة طويلة لتحرير أنفسهم من قبضة حماس القاسية".
وأكد المسؤول الإسرائيلي أن "الادعاءات بأن الجماعات المناهضة لحماس فشلت هي مجرد آخر أنفاس مجموعة إرهابية منهارة تحاول إعادة كتابة الواقع".
صدر الصورة، AFP via Getty Images
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد أقر في يونيو/حزيران من هذا العام بدعم بعض الفصائل ضد حماس، متسائلاً في فيديو نشره عبر حسابه على موقع "إكس": "ما الخطأ في ذلك؟ إن هذا ينقذ أرواح الجنود الإسرائيليين".
وانتقد ذلك التوجه آنذاك السياسي المعارض أفيغدور ليبرمان في تصريح لهية البث الإسرائيلية، قائلاً: "إن حكومة إسرائيل تعطي السلاح لمجموعة من المجرمين الذين لهم صلات بالدولة الإسلامية. تم هذا بقرار منفرد من نتانياهو من دون أن تصوت عليه الحكومة."
ومن أبرز المجموعات المسلحة التي تناهض حكم حماس في غزة، إضافة إلى "القوات الشعبية" التي يقودها حالياً الدهيني ومجموعة حسام الأسطل، مجموعة حلس ومجموعة المنسي، واللتان تنشطان في مناطق متفرقة من القطاع.
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

