كتبت: كندا نيوز:الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 09:10 صباحاً وصل سعيد الطوالبة إلى كندا قبل خمس سنوات حاملًا حلمًا ببناء مستقبل أفضل له ولزوجته وأطفاله الثلاثة، ولكنه اليوم، ومع اقتراب انتهاء تصريح عمله في 20 ديسمبر، يواجه خطر فقدان كل ما بناه، وقال الطوالبة لصحيفة Ottawa Citizen: “أنا رجل متفائل، لكن بدأت أؤمن أنه لم يعد هناك فرصة لي هنا”.
رحلة طويلة من الأردن إلى أوتاوا
نشأ الطوالبة في الأردن وتخرّج من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية بدرجة بكالوريوس في التمريض، وعمل أكثر من عقد في السعودية، ثم شاهد أصدقاءه ينجحون في الحصول على الإقامة الكندية عام 2018، بينما ضاع ملفه في الإجراءات.
ولم يتراجع عن حلمه، فالتحق عام 2019 بكلية Universel Gatineau كطالب دولي في مجال الخدمة الاجتماعية وانتقل إلى أوتاوا، وخلال دراسته، عمل على معادلة شهاداته التمريضية في كندا.
وفي عام 2022، اجتاز الامتحان المطلوب لمزاولة التمريض في أمريكا الشمالية وبدأ العمل في مستشفى الأطفال CHEO بتصريح عمل مدته ثلاث سنوات.
أسرة كاملة في النظام الصحي
أصبح الطوالبة واحدًا من ثلاثة أفراد في أسرته يعملون في القطاع الصحي الكندي: زوجته تعمل ممرضة في CHEO، وابنته الكبرى تخرجت من كلية Algonquin وتعمل في مجال تكنولوجيا القلب والأوعية، وبصفته المتقدّم الأساسي للإقامة، فإن مغادرته تعني اضطرار أسرته كلها للرحيل معه.
عقبات نظام الهجرة الكندي
واجهت الأسرة منذ البداية صعوبات بسبب تشديد نظام الهجرة الكندي.
فقد انخفضت أهداف الهجرة من 483 ألف مقيم دائم عام 2024 إلى سقف 380 ألف بحلول 2026.
وحاول الطوالبة التقديم عبر نظام “الدخول السريع”، لكنه حصل على 395 نقطة فقط، أقل من الحد المطلوب (462 نقطة) لقطاع الرعاية الصحية.
وشكّل العمر أكبر عائق له، إذ يحصل المتقدمون في العشرينات على 110 نقاط، بينما لا يحصل من تجاوز 45 عامًا على أي نقاط.
وألغى النظام منذ مارس 2025 ميزة منح نقاط إضافية لمن لديهم عرض عمل في كندا، ما حرمه من فرصة تعويض نقص النقاط.
رأي الخبراء
قالت جاكلين بونيستيل، شريكة في مكتب Corporate Immigration Law Firm، إن تقليص أهداف الهجرة جعل من شبه المستحيل لبعض المتقدمين الحصول على الإقامة، حتى لو كانوا في وظائف مطلوبة مثل التمريض.
وأكدت أن النظام لا يضمن مكانًا حتى لمن يُفترض أن يُعطَوا الأولوية.
محاولة عبر برنامج أونتاريو
انتقل الطوالبة إلى برنامج ترشيح أونتاريو للمهاجرين، وهو نظام يقوده أصحاب العمل لترشيح ذوي المهارات.
وقدّم طلب اهتمام أوائل العام، لكن إعادة هيكلة النظام في يوليو ألغت طلبه واضطر لإعادة التقديم في سبتمبر.
وتلقى دعوة للتقديم، وأرسل أصحاب عمله الجزء الخاص بهم في أكتوبر.
وتغيّر وضع طلبه في 7 نوفمبر من “مقدّم” إلى “قيد التقييم”، لكنه لم يشهد أي تقدم منذ ذلك الحين.
وأوضح أن وزارة العمل والهجرة في أونتاريو لم ترد على استفساراته بشأن التأخير.
ضغط الوقت والقلق المتزايد
أبلغه أصحاب عمله أنه سيكون في إجازة غير مدفوعة اعتبارًا من 21 ديسمبر إذا انتهى تصريح عمله، وقال: “أنا عالق هنا، ولا أستطيع تجديد التصريح، وبعد أسبوعين سأكون بلا وضع قانوني، وربما يطردونني من كندا”.
واستشار عدة محامين ودفع آلاف الدولارات، لكن لم يجد حلًا، فبعضهم نصحه بالتحايل على النظام بتغيير ديانته لطلب اللجوء، لكنه رفض قائلاً: “لماذا أفعل ذلك وأنا أنجزت كل شيء؟ درست، اجتزت الامتحانات، دفعت الضرائب.. أنا فقط رجل يبحث عن حياة آمنة ومستقرة لعائلته”.
مخاوف العودة إلى الأردن
أبدى قلقه من العودة إلى الأردن بعد غياب يقارب عقدين، حيث لم يعد لديه شبكة دعم هناك، إضافة إلى المخاطر الأمنية على الحدود الأردنية، وقال: “أحيانًا أشعر أنني أريد أن

