كتبت: كندا نيوز:الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 05:34 صباحاً توجّه استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة اتهامات مباشرة لأوروبا بأنها تعيش حالة تدهور اقتصادي وسياسي وثقافي متسارع — وهي رواية أثارت امتعاضًا واسعًا في بروكسل، لكنها في المقابل لاقت ترحيبًا واضحًا من قبل الحركات الشعبوية المنتشرة عبر القارة.
وتحذّر الوثيقة المثيرة للجدل، الموقّعة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من أنّ أوروبا تقف على حافة “اندثار حضاري” بعد عقود من التراجع، متهمة القارة بتبنّي نهج من “الرقابة الممنهجة” و”الهجرة الجماعية”، وهي عوامل ترى الإدارة الأمريكية أنها قد تجعل أوروبا “غير قابلة للتمييز خلال 20 عامًا أو أقل”.
هذه اللغة الصادمة جاءت لتؤكّد حجم الشرخ المتزايد بين واشنطن والاتحاد الأوروبي، في مشهد يهدد الأسس التي قام عليها التحالف عبر الأطلسي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وتزامن صدور الاستراتيجية مع تصاعد الجدل الذي فجّره الملياردير إيلون ماسك عقب دعوته إلى “إلغاء الاتحاد الأوروبي” احتجاجًا على تغريم منصته “X” مبلغ 120 مليون يورو لانتهاكه قواعد المحتوى الرقمي، ما زاد من حدة التوتر الأمريكي–الأوروبي وأعطى زخماً لرواية البيت الأبيض الجديدة حول “تآكل النموذج الأوروبي”.
وفي حين رحّب الكرملين بالوثيقة الممتدة على 33 صفحة، معتبرًا أنها “منسجمة إلى حد كبير” مع رؤيته للنظام الدولي، جاءت ردود الفعل الأوروبية شديدة اللهجة.
فقد قال النائب الألماني نوربرت روتغن إن هذه هي “المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية التي لا تقف فيها الولايات المتحدة إلى جانب الأوروبيين”، محذرًا من أن تطبيق الاستراتيجية قد يقود فعليًا إلى تفكك الاتحاد الأوروبي كما نعرفه اليوم.
وفي بروكسل، أكد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا رفضه التام لما اعتبره محاولة أمريكية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأوروبية، مضيفًا: “حرية التعبير في أوروبا يحددها الأوروبيون، وليس الولايات المتحدة”.
لكن على النقيض من هذه الانتقادات، سارع السياسي الهولندي اليميني المتشدد خيرت فيلدرز إلى دعم التقرير، معتبرًا أن ترامب “يقول الحقيقة”، ومشيرًا إلى أن أوروبا “تتحول بسرعة إلى قارة من العصور الوسطى” بسبب الحدود المفتوحة والهجرة الجماعية، محذرًا من “انمحاء الثقافة الأوروبية” ما لم تُفرض قيود صارمة على الهجرة.
وجاء صدور الاستراتيجية — التي أُعلن عنها بشكل مفاجئ يوم الجمعة، مرفقة بمقدمة موقّعة من ترامب — بينما كانت صور تُظهر عمليات إنقاذ مهاجرين في المتوسط، إلى جانب لقطات للرئيس الأمريكي خلال لقائه بإيلون ماسك في المكتب البيضاوي، ما منح الوثيقة سياقًا سياسيًا مشحونًا وأعاد تسليط الضوء على ملف الهجرة باعتباره محورًا للخلاف بين الجانبين.

وفي خطوة اعتبرتها العواصم الأوروبية صادمة، تجاهلت الاستراتيجية تصنيف روسيا كتهديد استراتيجي، بينما حمّلت الاتحاد الأوروبي مسؤولية عرقلة الجهود الأمريكية لوقف الحرب في أوكرانيا — وهو موقف يصب بوضوح في صالح موسكو.
وسرعان ما فجّر هذا التحول انقسامًا داخليًا في القارة؛ إذ هاجم سياسيون وسطيون الاستراتيجية بشدة، بينما تبنتها الأحزاب الشعبوية باعتبارها “تشخيصًا واقعيًا” للأزمة الأوروبية.
وأكد وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول أن أوروبا “لا تحتاج إلى مشورة خارجية”، فيما اعتبر رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلت أن الوثيقة “تقف إلى يمين اليمين المتطرف”.
وعلى الرغم من وصفه الولايات المتحدة بأنها الحليف الأهم لبرلين داخل الناتو، شدد فادفول على أن

