اخبار العرب -كندا 24: الأحد 14 ديسمبر 2025 06:15 صباحاً دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يُعدّ أحدث مركز ثقافي في أوزبكستان معلمًا بارزًا بأبعاد مذهلة، فيزيد ارتفاعه عن لافتة هوليوود الأيقونية بأربع مرات، كما أنّه أكبر من البيت الأبيض بـ7 مرات تقريبًا.
ستُفتَح أبواب مركز الحضارة الإسلامية في طشقند، وهو متحف ومركز بحثي أكاديمي في الوقت ذاته، للجمهور في مارس/آذار من عام 2026، وهدفه الاحتفاء بالدور التاريخي لأوزبكستان كمرٍكز للدراسات الإسلامية.
وقال مدير المركز، فردوس عبدالخالقوف: "كانت هذه المنطقة موطنًا للعديد من الأسلاف الذين أثّروا على الحضارة العالمية".
وأضاف: "كان السؤال المهم هو كيفية عرض تأثيرها (المنطقة) للعالم، وللأجيال الشابة، بطريقةٍ تفاعلية وعصرية".

أثناء تشييد المبنى خلال الأعوام الثمانية الماضية، استعان مركز الحضارة الإسلامية بـ1،500 متخصص من أكثر من 40 دولة للمساعدة في تطوير العناصر العلمية، والمعمارية، والثقافية للمبنى.
وعلى سبيل المثال، تستغل "منطقة تعليمية تفاعلية" تقنيات الواقع الافتراضي والمعزَّز والذكاء الاصطناعي لإنشاء معارض تسمح بالقيام بحوارٍ مع "صور حية" لعلماء ومفكرين تاريخيين.

وسيُخصَّص الطابق الثاني للأبحاث، حيث سيتمكن الأكاديميون الدوليون من الوصول إلى أكثر من 200 ألف كتاب في مكتبته.
إعادة إحياء الماضيمع أنّ أوزبكستان تُعتَبَر دولة علمانية، إلا أنّ الإسلام جزءٌ أساسي من تاريخها وهويتها الثقافية.
جلبت الفتوحات العربية الدين الإسلامي إلى آسيا الوسطى في القرن السابع، ليستبدل التقاليد الزرادشتية والبوذية السابقة، وبين القرنين التاسع والثاني عشر، شهدت المنطقة عصرًا ذهبيًا في مجال العلوم، والأدب، والعمارة.

وقال المدير المؤسِّس لمركز أكسفورد للدراسات الإسلامية في جامعة أكسفورد البريطانية، المؤرخ فرحان أحمد نظامي، إنّ أوزبكستان ومنطقة آسيا الوسطى الأوسع كانت "عالمًا يتسم بالعولمة حتّى قبل العولمة" في العصور الوسطى.
وأضاف نظامي، وليس له علاقة بمركز الحضارة الإسلامية في أوزبكستان، أنّ "مساهمة أوزبكستان في العلوم والفنون واضحة، ويُعيد الأشخاص اكتشافها الآن، لكنها لم تحظَ بالاهتمام الكافي".
لاحقًا، في القرنين الـ15 والـ16، شهدت الإمبراطورية التيمورية نهضةً ثانية في مجال الفن، والعِلم، والدبلوماسية، وكانت سمرقند في مركز هذا التطور.
وألهمت عمارة تلك الفترة تصميم مبنى مركز الحضارة الإسلامية، بأقواسه الفخمة المغطاة بالفسيفساء، وقبابه المزيّنة بالبلاط الأزرق، وزخارفه المعقدة.

وشهد التوسع الروسي في القرن الـ19 ضمّ أجزاء كثيرة من آسيا الوسطى إلى الإمبراطورية الروسية، ومن ثم للاتحاد السوفيتي لاحقًا، الذي فَرَض حكمًا علمانيًا وقَمَع الممارسات الإسلامية.
وأوضح عبدالخالقوف: "لقد غادر جزء كبير من كنوزنا الثقافية البلاد خلال الحقبة السوفيتية".

قد يهمك أيضاً
ولم تسترد أوزبكستان استقلالها حتى عام 1991، وبدأت حينها في إحياء تراثها الإسلامي وهويتها الثقافية. ولتحقيق هذه الغاية، كُلِّف المركز باستعادة المقتنيات التاريخية للبلاد.
وقال عبدالخالقوف: "لقد شاركنا في مزادات مثل كريستيز وسوثبيز، وأعدنا أجزاءً من تراثنا الثقافي. وقد استعدنا ألفي قطعة، ولا زلنا نواصل عملنا على هذا الأمر".

تستكشف معارض المركز تاريخ أوزبكستان من خلال هذه المقتنيات، من ضمنها "مصحف عثمان" الذي يعود إلى القرن السابع، وهو من أقدم مصاحف العالم، بالإضافة إلى مجموعة من 114 مخطوطة قرآنية كتبها حكام وخطاطون مشهورون على مر العصور.
"إمكانات هائلة"
وفي حين صرّح نظامي بأنّ المركز يتمتع بـ"إمكانات هائلة"، إلا أنّه حذّر من أنّ "المبنى عبارة عن منصة. ما يحدث على المنصة مختلف تمامًا"، مؤكدًا أنّ نجاحه يعتمد على الأبحاث، والتعليم، والمشاركة الثقافية على المدى الطويل.
تلقّى المركز انتقادات تتعلق بكلفته، ومصادر تمويله، ومحدودية الحرية الدينية في البلاد.
لكن رفض المركز التعليق على كلفة المبنى أو مصادر تمويله.
ونظرًا لكون حوالي 60% من سكان أوزبكستان دون سن الـ35، أكّد عبدالخالقوف أنّ المتحف مُخصّص للجيل القادم.
وأضاف: "علينا أن نلهمهم ونروي قصة تاريخنا العريق من خلال الابتكار والإبداع".
قد يهمك أيضاً
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير




