الثلاثاء 2 ديسمبر 2025 05:28 مساءً أغلق المنتخب الوطني الأول لكرة القدم صفحة الخسارة الافتتاحية أمام فلسطين، وفتح في المقابل أبواب التركيز على مواجهة سوريا المصيرية ضمن الجولة الثانية من بطولة كأس العرب FIFA قطر 2025، في مهمة تبدو أشبه بعبور جسر مُضاء من طرف واحد؛ إذا تأخّر الفريق خطوة، قد يخسر بريق الضوء الذي يقوده إلى الدور التالي.
ورغم مرارة السقوط في الثواني الأخيرة بهدف عكسي، فإن الجهاز الفني بقيادة الإسباني جولين لوبيتيغي تعامل مع اللحظة ببرود مدروس، وهدوء رجل، يعرف تمامًا أن البطولات الطويلة تُحسم غالبًا في الجولات الوسطى لا في البداية.
المنتخب عاد إلى التدريبات مساء أمس، حيث خضع اللاعبون الذين شاركوا أساسيًا في المباراة الأولى إلى مران استشفائي خفيف داخل مقر الإعداد في أسباير، بينما نفّذت بقية المجموعة تدريبات تكتيكية حملت طابعًا عمليًا، ركّزت على إصلاح الأخطاء التي ظهرت أمام فلسطين، خصوصًا في التحولات الدفاعية، وتموضع الأظهرة، والتمرير الأول في وسط الملعب خلال لحظات الضغط.
وأظهرت الحصة التدريبية رغبة واضحة من اللاعبين في تصحيح الصورة، وكأن الهزيمة كانت صفعة يقظة مبكّرة تعيد توزيع الطاقة في الفريق.
ويبدو لوبيتيغي، بخبرته الواسعة التي تراكمت بين أندية ومنتخبات، مصممًا على إعادة بناء الثقة الداخلية سريعًا قبل مواجهة سوريا، لا عبر الخطابات الحماسية فحسب، بل من خلال تدريبات عملية دقيقة تعتمد على السيناريوهات المصغّرة، وإعادة إنتاج المواقف ذاتها التي تسببت في اهتزاز الأداء.
ويُدرك المدرب أن البطولة ما زالت في بدايتها، وأن المشوار لم يبلغ حتى منتصفه، وأن بطاقة التأهل ما تزال مفتوحة لمن يملك القدرة على النهوض. لذلك جاءت رسالته واضحة للاعبين: الفرصة لم تضِع… ما زال كل شيء في الملعب.
وفي المعسكر، يسود شعور بأن المباراة المقبلة ستكون اختبارًا لرد الفعل، لا مجرد مباراة بثلاث نقاط.
فالمجموعة الأولى أصبحت أكثر تعقيدًا بعد نتائج الجولة الأولى التي وضعت سوريا وفلسطين في الصدارة برصيد ثلاث نقاط، بينما يقف العنابي وتونس في خانة المطاردة دون رصيد ومع ذلك، لا أحد داخل الفريق ينظر للجدول كجدار صلد، بل كأوراق يمكن إعادة ترتيبها في جولة واحدة. ويرى لوبيتيغي وطاقمه أن قدرة اللاعبين على العودة، خصوصًا على أرضهم وبين جماهيرهم، ستكون العامل الأبرز في تصحيح المسار، وقد بدا ذلك جليًا في الوجوه التي ظهرت في الحصة التدريبية: رغبة في التدارك، وانضباط تكتيكي أعلى، وهدوء يشبه من يستعد لكتابة فصل جديد بعد صفحة تعثّرت سطورها الأولى.
ومع انتظار المران الختامي، يستعد المنتخب للدخول في أجواء «التركيز الكامل»، حيث سيُعلن المدرب عن ملامح التشكيلة النهائية، وسيتم حسم القرارات المتعلقة بالإيقاع الهجومي، ودور الأجنحة، وطريقة الخروج بالكرة أمام فريق سوري يعتمد عادة على الكثافة العددية والاندفاع البدني. وكل ما سبق يجعل موقعة الجولة الثانية ليست مجرد مباراة، بل بوابة عبور ضرورية نحو استعادة الثقة قبل التفكير في حسم التأهل.
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير




