أخبار عاجلة

على الصاوي يكتب: اللاجئون وإعلام الكراهية

على الصاوي يكتب: اللاجئون وإعلام الكراهية
على الصاوي يكتب: اللاجئون وإعلام الكراهية

اخبار العرب -كندا 24: الثلاثاء 2 يوليو 2024 01:11 مساءً لا شيء في الإعلام أو السياسة يحدث صدفة، إذ أنهما خُلقا بالأساس للتحكم في الجماهير والسيطرة عليها، وحين تجد فجأة توجها عارما للرأي العام في قضية بعينها، فلا بد أن تتحسس سوء الظن في نفسك وإعمال حاسة البصيرة بداخلك لتعرف من هو الصيد المستهدف من وراء تلك الحملات التي تظهر فجأة وتختفي فجأة وإن ترتب عليها موت أبرياء أو هدم مجتمعات.

في عام 1994 شهدت رواندا إبادة جماعية بحق عرقية التوتسي نتج عنها قتل 800 ألف مواطن بأبشع الطرق المختلفة، لكن الأمر لم يصل إلى هذه الذروة إلا بعد تمهيد متدرج للإعلام الرواندي التابع لعرقية الهوتو، الذي استمر لمدة عام ينفث سموم الكراهية ضد قبائل التوتسي حتى وصفهم بالحشرات التي غزت رواندا، وقام الصحفي حسن نجزي بتبني خطاب الكراهية ضد التوتسي إلى أن تهيأت السياقات وبدأت المجزرة، وقد حكم عليه بعد ذلك بالسجن مدى الحياة بسبب هذا التحريض. 

في فيلم وثائقي بعنوان إعلام الكراهية من إنتاج قناة "بي بي سي" تحدث عن تلك الإبادة الجماعية التي ارتكبتها قبائل الهوتو بحق التوتسي، الفيلم استضاف أحد المشاركين في المجزرة وكان مما قال: لقد قتلت في أول يوم 14 شخصا وفي اليوم التالي 3 أشخاص وحاولت قتل جارتي لكنها نجت بأعجوبة بعد أن تركتها ظنا أنها ماتت، الغريب أن الفيلم جاء بهذه السيدة أيضا وكان الرجل يشاور عليها وهو يتحدث والندم باديا على وجهه ويدها مقطوعة بسببه، ثم قال: فعلت كل هذا فقط بسبب "الدعاية السيئة"! 

لمجرد دعاية سيئة لا يعرف أسبابها ولا مبرراتها خرج هذا الرجل وأزهق أرواحا بريئة بلا ذنب، وهذا ما يحدث الآن في مجتمعاتنا بحق اللاجئين الذين كانوا يوما أعزة في أوطانهم وما أخرجهم منها سوى الحرب والفتن، وبدلا من أن نخفف من صفعتهم الأولى نصفعهم الثانية، بلا مراعاة للدين والعروبة واللغة والجغرافيا، وتجد جماعات الرويبضة تبث سمومها وتبرر كراهيتها بأسباب ليست موجودة أصلا لمجرد تهييج مشاعر الغضب وشحن الناس بلا أي أساس غير التوجه المتعمد والمقصود لتحقيق مآرب شياطين الإنس في الداخل والخارج.

تخرج علينا صفحات مجهولة على السوشيال ميديا تبث خطاب الكراهية والتحريض المتعمد ضد اللاجئين، هكذا فجأة نقحت عليهم الوطنية ورفع شعار الطنطنة، ومنذ متى وكراهية الآخر دليل على الوطنية؟ منذ متى والاستعلاء العرقي أو اللون علامة على الأفضلية وعلو الدرجة؟ وهل حل أزمات الوطن تأتى من الكراهية والتحريض أم بالتعاون على البر والتقوى وشد العضد والاستفادة من الكوادر البشرية وتشجيع الاستثمار وفتح آفاق التعاون مع رؤوس الأموال؟ نحن لسنا في منأى عما يحدث حولنا، بل نحن أيضا على قوائم أهدافهم بعيدة المدى، وإن لم تقف مع جارك أو أخوك اليوم، لن تجد من يقف معك غدا، فالمجتمعات الراقية لا تعرف لغة الإقصاء والتعدي على الآخر، والدعوة لطرده لمجرد التأثر بخطاب كراهية بغيض وأحمق، لا تعرف من يقف وراءه، فكيف يستقيم ظل الوطن وعود بعض أبنائه أعوج؟

فتش عن الصهاينة

كشف تحقيق لاتحاد الصحفيين الدوليين نشرته صحيفة الجارديان عام 2023 عن وجود فريق إسرائيلي يتدخل بالانتخابات في العديد من الدول ويتلاعب بسير حملاتها باستخدام القرصنة والتخريب والمعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا الفريق يديره شخص يطلق على نفسه اسم "تل حنان "وهو عنصر سابق في القوات الخاصة الإسرائيلية ويعمل الآن بشكل خاص باستخدام الاسم المستعار "خورخي"، كان يعمل بشكل سري في بلدان مختلفة لأكثر من عقدين من الزمن، وقد طال نشاط الوحدة أكثر من 30 عملية انتخابية حول العالم.

هذا العنصر استطاع أن يطور برنامجا يستطيع أن يصنع آلاف الحسابات من نوع multi layer account (حساب ذو طبقات متعددة) يعني شخصية لديها فيس بوك وانستجرام وتويتر، وهناك أنظمة كثيرة طلبته لإنشاء جيوش من الذباب الالكتروني لأغراض كلنا نعرفها. 

يقوم فريق هذه الوحدة الصهيونية بأخذ صورة عشوائية لأي شخص حقيقي ثم يحولونها عن طريق AI لشكل آخر بأي اسم وهمي، ثم ينشئون حساب "مالتي لاير أكونت" على كل مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال البرنامج تنشر هذه الحسابات بشكل طبيعي بحيث تصدق أن النشر حقيقي، ثم يأتي التأثير الجمعي الوهمي عبر الهاشتاجات الوهمية العنصرية التي تنتشر في بلادنا كالنار في الهشيم. 

يستطيع البرنامج ضخ كم كبير من التغريدات اليومية من حسابات وهمية ليتصدر الهاشتاج وبالتالي يتم التأثير على الرأي العام والتلاعب به في أي قضية، وكأن تصدر الهاشتاج يُعبرّ عن حقيقة الرأي العام وتبنيه النعرات العنصرية والطائفية، مثل الهاشتاج المتداول في مصر الآن تحت عنوان ترحيل اللاجئين واجب وطني من حسابات غريبة لأسماء وصور تبدو وكأنها حقيقية، لكن الغريب أن كل تلك الحسابات تحمل أسماء مستعارة أو تحمل اسم محمد عبد الله وأغلبهم صفحاتهم مغلقة التعليقات والرسائل. 

التقرير الذي كشف عن هذه الوحدة ذكر أن الضابط الصهيوني أبلغ المراسلين السريين أن خدماته، التي يصفها آخرون بـ"العمليات السوداء"، كانت متاحة لوكالات المخابرات والحملات السياسية والشركات الخاصة التي أرادت التلاعب بالرأي العام سرا، وقال إنهم نفذوا عمليات في جميع أنحاء أفريقيا وأميركا الجنوبية والوسطى والولايات المتحدة وأوروبا.

متى ينضج الناس ويفكرون برؤوسهم بدلا من رؤوس غيرهم، ذاك الذي يشكو غلاء الأسعار والظلم وتردي الحال، هو نفس الشخص الذي ينقض على من هو أضعف منه يكيل له بالفعل واللسان، هو نفس الشخص الذي يشارك هاشتاجات تدعو للعنصرية وإذكاء العداوة بحق أشقائه، كالحمار المربوط بحبل ويجره صاحبه حيث أراد، وإن كان يسحبه لهلاك نفسه، تأتي المحن لتؤكد أننا فراعنة صغار في دواخلنا، حين يجور علينا القوي، نذهب نبحث عن أي ضعيف نُخرج في وجهه طاقة غضبنا المكتوم، عجيب أن تكون تلك تصرفات أمة قرآنها يقول: كنتم خير أمة أخرجت للناس، ويقول أيضا: وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، لم يقل لاجئين أو عنصريين.

فالشعوب التي تُساق وراء فكِر غيرها لا يحق لها أن تعترض على ما يُفرض عليها أن تعتنقه وتتخذه نهجا وإن كانت كارهة، الشعوب التي يحركها هاشتاج تافه من داخل أقبية الغرف المغلقة ليُحفز بداخلها غرائز الغضب والكراهية تجاه الآخرين، لا يحق لها أن تشكو حين يُطوّق سوط الظلم رقابها أو أن يكونوا محل هؤلاء الذين يعيرونهم ويضطهدونهم اليوم، الشعوب التي لا تتحرى الدقة في كل ما يُقال، لا حرج حين يقتل بعضها بعضا وتسقط في آتون الانقسام والفشل وتعايرها الأمم.

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

السابق الأمم المتحدة تطالب باكستان بالإفراج عن رئيس وزرائها السابق «عمران خان»
التالى بكفالة مالية.. نيابة أمن الدولة تُفرج عن زوجة حسام حسن

 
c 1976-2021 Arab News 24 Int'l - Canada: كافة حقوق الموقع والتصميم محفوظة لـ أخبار العرب-كندا
الآراء المنشورة في هذا الموقع، لا تعبر بالضرورة علي آراء الناشرأو محرري الموقع ولكن تعبر عن رأي كاتبيها
Opinion in this site does not reflect the opinion of the Publisher/ or the Editors, but reflects the opinion of its authors.
This website is Educational and Not for Profit to inform & educate the Arab Community in Canada & USA
This Website conforms to all Canadian Laws
Copyrights infringements: The news published here are feeds from different media, if there is any concern,
please contact us: arabnews AT yahoo.com and we will remove, rectify or address the matter.