أخبار عاجلة

هشام الحمامي يكتب: ليست غزة ولا إسرائيل.. «القصة كما هي تمامًا»

هشام الحمامي يكتب: ليست غزة ولا إسرائيل.. «القصة كما هي تمامًا»
هشام الحمامي يكتب: ليست غزة ولا إسرائيل.. «القصة كما هي تمامًا»

اخبار العرب -كندا 24: الثلاثاء 2 يوليو 2024 04:43 صباحاً اقترب الشهر التاسع من (طوفان الأقصى).. وإنها إن شاء الله لبشرى تطمئن بها القلوب، وسيكون لنا هنا في الشرق الأوسط (ميلاد جديد)، الميلاد الذى حاول (جالانت) وزير دفاعهم أن يسبق مجيئه فذهب الى أمريكا، فقال له وزير دفاعها (أنتم تقاتلون عدو شرس)..

ولنا أن نتخيل أن وزير دفاع الدولة التي كانت من شهور قليلة تعربد في ديار الشرق وتفعل ما يحلوا لها، يذهب إلى أكبر دولة قارية (دولة بحجم قارة) في العصر الحديث، ليستغيث.. فيقول له جنرالها الأول إن عدوكم (شرس).

من هذا العدو الشرس الذي ترتج له الأن كل الدنيا؟ حرفيا كل الدنيا .. إنها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)..الحركة التي أمسكت التاريخ من عنقه ووجهته الوجهة التي كان ينبغي أن يتوجها من سبعين سنة .. وعلينا أن نعرف هنا أن القصة في أعمق أعماق معانيها، ليست غزة.. بل ليست الصراع العربى الصهيوني أصلا.

***

القصة هي الصراع التاريخى القائم منذ قرون بين الشرق والغرب، ويحمل شعارا مختلفا في كل مرحلة .. الأستاذ جمال ريان المذيع في قناة الجزيرة، رجل قومى عروبي ويمكن بخلفية يسارية قديمة كأغلب المثقفين والإعلاميين العرب من جيله (71 سنة) كتب أمس على منصة إكس(تويتر) قائلا: حرب غزة ستأخذ الكل في مداها وميدانها لأنها حرب على الإسلام ..! 

كثيرون مثله عاشوا طوال عمرهم لا يعرفون ولا يهتمون بشىء إسمه (حركة الإصلاح) التي قامت في الشرق المسلم من منتصف القرن الـ 19 تقريبا.. والتى تمثلها(حماس) الأن فى أكمل كمالاتها..

وقد لا يعرفون ولا يهتمون مثلا ، بجمال الدين الأفغاني (موقظ الشرق كما قال سعد زغلول) والتي تفرعت من نهر أفكاره الكثير من الحركات الفكرية والسياسية في طول وعرض عالم الإسلام، كما قال لنا الراحل د/ احمد أمين في كتابه الهام (زعماء الإصلاح في العصر الحديث).. 

***

وجميل من الأستاذ ريان وباقي المثقفين أصحاب العود الأحمد الصادق إلى قلب وعقل أمتهم فكرا وثقافة وحضارة، فكانت مواقفهم الكبيرة تلك من أحداث غزة (الحرب على الإسلام) كما قال الرجل صادقا، والتي هي الأن بالفعل، أدق بوصلة تاريخية في عصرنا الحديث. 

الباقون الذين اختاروا مواقفهم المريبة ووقفوا إلى الجانب الخطأ من حركة التاريخ، لا لشيء إلا لأنه تحرك بقرار من قلب مفاهيم وأفكار (حركة الإصلاح) التاريخية ..! نعم.

ليس هذا فقط، بل قرار استراتيجي بالغ الدقة والعمق، بالغ الفهم والفعل، بالغ الشجاعة والحكمة (وفعلا، ولا مثل الشجاعة في الحكيم) .. لكن الحقد الأسود أعمى العيون والبصائر إلى حدود تصل إلى (الخيانة).

***

تحكى لنا قصة الدناءة والانحطاط، أن كل من سيؤرخ للحالة الفلسطينية (عربيا وإسلاميا) سيقف طويلا عند سنة 1993م ..

وتوقيع اتفاق (أوسلو) بعد أن تأكد (شيمون بيريز) أن إسرائيل لن تستطيع مواجهة هؤلاء..(الانتفاضة وإنشاء حماس)،وأبلغ أمريكا فورا بذلك، باعتبارها (صاحب المحل) وتأكد النظام العربى الرسمي أيضا وقتها، ممثلا في الراحل ياسر عرفات، أنهم مطلوبين مرة ثانية لأداء دورهم التاريخى المطلوب ،في السيطرة والتحجيم لهذا الوعى القديم (حركة الإصلاح).. 

***

هذه الصفحة في تاريخ (منظمة التحرير) لم تطو بعد، وهي جزء لا يتجزأ من النظام العربى الرسمي الذى يجرى في زمنه ما يجرى الأن في غزة.

الجميع يصرخ ويصيح: القصة لا يجب أن تكتمل أبدا ويأتي منها هذا (الميلاد الجديد). 

***

الموضوع بجد.. وكبير جدا، ذاك أنه يتصل بالتاريخ الممتد بيننا وبين الغرب من وقت الحروب الصليبية1095م               

لا .. بل من وقت مطلع النور..وقت (تحرير الإنسان) في الشام والعراق ومصر وشمال أفريقيا من (عبادة البشر) وفتح أبواب الوجود أمامه ، ليرى بعينى قلبه ملكوت السموات الأرض، قائلا بكل ذرة من ذرات وجوده (وجهت وجهى للذي فطر السموات والأرض حنيفا..) .. رافضا بكل قوة ويقين، كل ألوان الخوف والترويع من البشر قائلا: (ولا أخاف ما تشركون به، إلا أن يشاء ربى شيئا وسع ربى كل شيء علما ..).

من وقت دخول اللورد اللنبى (القدس) سنة 1917م تسبقه جملته الشهيرة (اليوم انتهت الحروب الصليبة)  ..

من وقت مجيء الرئيس الأمريكي(روزفلت) سنة 1945م على الفرقاطه(كوينسى) في البحيرات المرة، ليلتقى بمن ألتقي، ولا نعرف حتى الأن لما جاء؟ وماذا قال؟ وماذا حدث بعدها في ديار الإسلام من بداية الخمسينيات؟ 

لكننا سنعرف أن المكان كله تم تهيئتة للدولة الصهيوينة 1948م.. ومن لا يرى من الغربال يذهب لطبيب العيون.

ولكن .. كيف تم تهيئة المكان؟ 

***

ما نعرفه مثلا، في حدود معارفنا هنا في مصر،أن خريج أي جامعة من جامعات مصر الثلاث (في الأربعينيات) كان يذهب إلى جامعات العالم فيقفون له احتراما .. (تعليم).. ثم ..؟؟ 

ما نعرفه مثلا أن كل سياسيين مصر الكبار رفضوا رفضا تاما(فصل السودان) عن مصر، متأكدين إنه إذا حدث فسيحدث فيها ولنا وعلينا ، ما يحدث فيها الأن.. (استراتيجيا)...ثم ..؟؟

ما نعرفه مثلا أن علماء مصر (3000 عالم) قدموا للدولة سنة 1960م (موسوعة سيناء) التي استغرق إعدادها 4 سنوات، بقيادة د/ عبد الفتاح إسماعيل أستاذ الكيمياء بجامعة القاهرة ومؤسس جامعة الكويت (1966م) 

ونصحت بضرورة (تعمير سيناء) لإيجاد حاجز بشرى مع إسرائيل، ومنعها من العربدة في هذه المنطقة الخالية من السكان، وقالت: قد يبدو المشروع غير اقتصادي، لكنه مشروع أمن واستراتيجيا، وبالنظرة العميقة سيحقق وفرا في نفقات الدفاع ..(أمن)..ثم..؟؟

ما نعرفه مثلا أن مصر من سنة 1919م إلى 1952م أنتجت وأثمرت أعمدة الفكر والسياسة والأدب والفن في العالم العربي كله..(حضارة)...ثم..؟؟ تعليم واستراتيجيا وأمن وحضارة!  ...؟      

لماذا مصر؟ لأنها (مربط فؤاد) الأمة .. وأسالوا لويس التاسع، ماذا قال قبل مجيئه إلينا، وأسره في المنصورة سنة 1250م .. وعنده كل الإجابات.

***

الحاصل أن كل ما يجرى في غزة الأن، ونراه جميعا بالصوت والصورة، لم يعد حديثا مكتوما، بل بكل الصراحة الفاضحة يقولون: لن نسمح لحماس بأن تنتصر.. عينى عينك.! 

وخذ من أفواههم تلك الجملة وضعها في سياقها التاريخي الصحيح كما رأينا ..ستجد الصورة أمامك تنطق بكل المعاني والعبارات التي احتفظ بها التاريخ.

لكنهم في ضلالهم القديم لايزالوا ..

***

9شهور ولا زلتم تخدعون أنفسكم بكل الأخاديع .. أين مخابراتكم وأجهزة والتتبع، أين مدرعاتكم التي تحترق بمن فيها، بأيدي شباب في العشرين من عمره؟                                                                       

أين أطنان متفجراتكم التي فاقت هيروشيما؟ ولا تملكون بها إلا (الضغط العسكري)! على من؟

على النساء والعجائز والأطفال .. ألا تخجلون بجد .. يا أحط مخلوقات حملت سلاحا وقاتلت.

ما الذى لم تفعلوه، وستفعلوه ويأتيكم بجديد؟.. يا أتفه وأخس وأرذل وأحقر من مر على التاريخ من البشر.

***                                 

أيام قليلة ..وستحتفل الأمة بيوم هجرة الرسول الكريم وصاحبه..وسنسمع في كل الاحتفالات في كل الميكروفونات ..أية من كتاب الله المنزل على خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم يقول فيها لصاحبه (لا تحزن إن الله معنا ..). 

وكأنها مهداه إلى المجاهد بين الأنفاق.. وأهله بين الأنقاض..ولم ينصرهم أحد .. وينتظرون النصر من الله ..كما نصر عبده.

وإنها والله لحق .. وإنها والله لسكينة من ربهم عليهم .. 

وإنه والله لنصر أو استشهاد .. وإنه والله ليقين لا شك فيه.

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

السابق ما المطلوب من الحكومة المصرية الجديدة؟.. خبراء يجيبون لـCNN
التالى إيهود أولمرت لـCNN عن دعوة الكونغرس لنتنياهو: تتناقض تماما مع مصلحة إسرائيل والمنطقة

 
c 1976-2021 Arab News 24 Int'l - Canada: كافة حقوق الموقع والتصميم محفوظة لـ أخبار العرب-كندا
الآراء المنشورة في هذا الموقع، لا تعبر بالضرورة علي آراء الناشرأو محرري الموقع ولكن تعبر عن رأي كاتبيها
Opinion in this site does not reflect the opinion of the Publisher/ or the Editors, but reflects the opinion of its authors.
This website is Educational and Not for Profit to inform & educate the Arab Community in Canada & USA
This Website conforms to all Canadian Laws
Copyrights infringements: The news published here are feeds from different media, if there is any concern,
please contact us: arabnews AT yahoo.com and we will remove, rectify or address the matter.