لماذا تشتعل المعارك بين حزب الله وإسرائيل الآن؟ خبراء يجيبون للجزيرة نت

لماذا تشتعل المعارك بين حزب الله وإسرائيل الآن؟ خبراء يجيبون للجزيرة نت
لماذا تشتعل المعارك بين حزب الله وإسرائيل الآن؟ خبراء يجيبون للجزيرة نت

اخبارالعرب 24-كندا:الثلاثاء 4 يونيو 2024 11:36 صباحاً أفادت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الثلاثاء بأن حرائق التهمت آلاف الدونمات بالجليل الأعلى (شمالي الأراضي المحتلة)، في حين دعا وزيرا الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش إلى "حرق لبنان كله".

ويأتي ذلك في ظل تصاعد متسارع في سير المعارك بين حزب الله وإسرائيل، وأخذ هذا التصاعد أشكالا مختلفة من حيث نوعية الأهداف وعمقها الإستراتيجي، وكذلك حجم الأسلحة وقدرتها التدميرية التي لم تستخدم من قبل.

ويطرح هذا التصعيد جملة من الأسئلة من قبيل: هل يمثل ذلك ردعا لإسرائيل أو ذهابا بالمواجهة إلى مدى بعيد؟ وما علاقة هذا التصعيد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ نحو 8 أشهر؟ وهل يكون هذا التصعيد انعكاسا للنزاعات الإقليمية وتشابكها كما يحدث في البحر الأحمر؟

وحملت الجزيرة نت هذه التساؤلات وغيرها إلى عدد من المحللين والخبراء العسكريين في محاولة لتقريب الصورة والإجابة على هذه الأسئلة.

ترسانة عسكرية

من جانبه، قال الخبير العسكري والإستراتيجي حاتم الفلاحي إن حزب الله يمتلك قدرات بشرية وعسكرية كبيرة جدا، كما أنه راكم ترسانة عسكرية منذ ثمانينيات القرن الماضي، وهذه الترسانة تضم ما بين 2000 و2500 طائرة مسيرة -بأنواع مختلفة- ويمكنها الوصول إلى جميع المدن الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.

وأضاف أن حزب الله يمتلك أيضا صواريخ مضادة للدبابات، ولديه كذلك أنواع أخرى من الصواريخ الباليستية والمضادة للطائرات، وهي متعددة المديات حيث تبدأ من 5 كيلومترات، وتنتهي بمسافات بعيدة جدا قد تصل إلى آلاف الكيلومترات، بالإضافة إلى أن إيران زوّدت حزب الله بأسلحة نوعية ومتطورة جدا.

ومن أجل ذلك -كما يبين الفلاحي- استطاع حزب الله الوصول إلى قاعدة "ميرون" الجوية المهمة جدا لجيش الاحتلال، واستهداف مقرات القيادة والسيطرة، وضرب أهداف مهمة، وإسقاط طائرات مسيرة، مثل "هيرمز 900″، محققا بذلك تصعيدا كبيرا في سير المواجهة في هذه الجبهة.

اشتعال النيران على الحدود بين لبنان والأراضي المحتلة نتيجة هجمات لحزب الله على إسرائيل (رويترز)
أهداف التصعيد

وعن أهداف هذا التصعيد، يقول المختص في الشؤون العسكرية والأمنية أسامة خالد إن حزب الله يصبو إلى الوصول لجملة من الأهداف، ومنها:

  1. ردع جيش الاحتلال الإسرائيلي عن التمادي في قصف أهداف تابعة لحزب الله في العمق اللبناني.
  2. منع إسرائيل من فرض واقع أمني جديد يقوم على تدمير المناطق الجنوبية في لبنان وتوسيع التهجير السكاني في هذه المناطق.
  3. حرمان القوات الإسرائيلية من مبدأ المفاجأة، وإنهاك الجهد العسكري لديها الذي يتركز في ما يعرف بمنطقة القيادة الشمالية والفرق العسكرية التابعة لها، مع استنزاف قدراتها في مناوشات مستمرة ضمن قواعد حرب محسوبة.
  4. تشكيل حالة من العمى الاستخباراتي لدى منظومة الأمن الإسرائيلية قبل ارتفاع مستوى المعركة، وتحسبا لاندلاع حرب كبيرة على جبهة لبنان.
  5. تقديم حالة إسناد لجبهة غزة في ظل الاستفراد بها طيلة الشهور الماضية في حرب غير مسبوقة على المقاومة في القطاع.
  6. تحسين أوراق التفاوض في المعركة السياسية والدبلوماسية في ظل مطالبات إسرائيلية بانسحاب قوات حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، وهذا ما يرفضه الحزب وحاضنته الشعبية.
ضبط إيقاع المعركة

ورغم هذا التصعيد الواضح، يقول حاتم الفلاحي إن الصراع ما زال مقيدا ضمن حدود معينة، لأن استخدام هذه الترسانة الصاروخية خضع لعمليات متعددة، أخذت مستويات وأبعادا مختلفة، بما فيها تطور المعركة، وصولا إلى مواجهة نوعية بين الطرفين.

وأضاف أن هذا التصعيد كان مؤثرا بشكل كبير جدا على إسرائيل خلال الفترة الماضية، وهو ما دفعها إلى إجراء مناورات والتهديد باجتياح جنوب لبنان من أجل دفع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني.

ويشاركه هذا الرأي أسامة خالد الذي يرى أن أطراف القتال لا زالت حريصة حتى اللحظة على ضبط إيقاع المعركة حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة نحو حرب إقليمية، ولكن التطورات المتسارعة على الجبهة اللبنانية ذاهبة نحو مسار إجباري من التصعيد العسكري في المنطقة، خاصة مع الأعمال العسكرية التي تقوم بها جماعة الحوثي في البحر الأحمر.

لكن مدير مشروع لبنان في مجموعة الأزمات الدولية هايكو ويمن ذهب إلى أن تصعيد حزب الله خلال الأسابيع الأخيرة ذو طابع تكتيكي في الأساس، فهو تصعيد مضاد لهجمات إسرائيلية أكثر عمقًا وشدة، ويأتي كذلك ضمن نظرية دفاع حزب الله عن نفسه أمام الرواية الإسرائيلية التي تقول إنها أحدثت ضررا كبيرا في صفوف الحزب.

وأضاف ويمن أن حزب الله الآن في مرحلة الرد لمنع إسرائيل من تحقيق هذا "التحسن". وأشار إلى أنه قد تكون هناك أيضا رسالة للأطراف الخارجية والوسطاء الذين يعتقدون أن حزب الله يائس من وقف إطلاق النار، وهو في الوقت نفسه جاهز لدفع الثمن من أجل ذلك.

ويرى أيضا أن حزب الله يعتقد أن التصعيد الإسرائيلي خلال الأسابيع الماضية يهدف إلى تحسين موقفه التفاوضي من أجل وقف إطلاق النار في لبنان بمجرد الوصول إلى الأمر نفسه في غزة.

إسرائيل تقصف جنوب لبنان ردا على اشتعال حرائق في الجليل الأعلى نتيجة قصف لحزب الله (الفرنسية)
مستقبل الصراع

أما عن تأثير اشتعال الجبهة في جنوب لبنان على المنطقة، فيرى مدير مشروع لبنان في مجموعة الأزمات الدولية أن حزب الله وإسرائيل -بالإضافة إلى حلفائهما الخارجيين إيران والولايات المتحدة- غير مهتمين بالفعل ببدء حرب شاملة بينهما.

ويضيف ويمن أنه ما دامت الحرب في غزة لم تنته، فإن إمكانية وجود أزمة إقليمية لا تزال قائمة، وأشار إلى أن الزيادة في نطاق الأراضي وشدة الحرب الحالية مع وجود أي خطأ تكتيكي أو تقديرات خاطئة قد تخلق ديناميكية قوية نحو تصعيد متسارع يكون من الصعب جدا الحفاظ عليه.

في حين يرى المختص في الشؤون العسكرية والأمنية أسامة خالد أن المؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل لديها توجه جدي في الذهاب نحو قرارات حاسمة تتعلق بمصير قواعد اللعبة مع حزب الله، والسعي نحو إمكانية تحقيق المفاجأة الإستراتيجية.

وأضاف أن إسرائيل تعتقد أنه يمكنها شلّ الجزء الأكبر من قوة حزب الله وقدراته استعدادا لحرب كبيرة على لبنان، لكن هذا رهن بالوضع الداخلي في إسرائيل، ومدى قناعة المستوى السياسي بالتصعيد إلى حرب طاحنة مع حزب الله كما يحدث في قطاع غزة، وكذلك مدى تقبل الوضع الإقليمي الحالي لهذا التوجه.

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

السابق واشنطن تعلن تدمير زوارق ومسيّرتين للحوثيين وتدعو لإطلاق سراح عمال إغاثة باليمن
التالى واشنطن تعلن تدمير زوارق ومسيّرتين للحوثيين وتدعو لإطلاق سراح عمال إغاثة باليمن

 
c 1976-2021 Arab News 24 Int'l - Canada: كافة حقوق الموقع والتصميم محفوظة لـ أخبار العرب-كندا
الآراء المنشورة في هذا الموقع، لا تعبر بالضرورة علي آراء الناشرأو محرري الموقع ولكن تعبر عن رأي كاتبيها
Opinion in this site does not reflect the opinion of the Publisher/ or the Editors, but reflects the opinion of its authors.
This website is Educational and Not for Profit to inform & educate the Arab Community in Canada & USA
This Website conforms to all Canadian Laws
Copyrights infringements: The news published here are feeds from different media, if there is any concern,
please contact us: arabnews AT yahoo.com and we will remove, rectify or address the matter.