أخبار عاجلة
ريال مدريد يسعى للفوز باللقبين 36 و15 -

سبب الاختلاف في تفسير الرد الإيراني

سبب الاختلاف في تفسير الرد الإيراني
سبب الاختلاف في تفسير الرد الإيراني

اخبارالعرب 24-كندا:الجمعة 19 أبريل 2024 06:15 صباحاً اختلفَ العرب والمسلمون بعد 14 أبريل/نيسان 2024 في تقييمهم للردّ الإيراني على استهداف إسرائيل لقنصليتها في دمشق مطلع أبريل/نيسان وقتل قادة من الصفّ الأول للحرس الثوري، حيث اعتُبر ذلك استهدافًا مباشرًا للأراضي الإيرانية وَفق المادة (51) من القانون الدولي باعتبارها أرضًا إيرانية.

عقب انتهاء العملية التي أعلن عنها الحرس الثوري الإيراني – والتي كانت محدودة التأثير وفق المعايير العسكرية والتي لم يُشاهَد لها إلا انفجارٌ محدود في قاعدة نافاتيم الجوية، حيث قالت إيران؛ إنّ طائرات "إف -35" انطلقت منها – تباينت التحليلات حول هذا الرد، وتحولت إلى معارك طاحنة غير قابلة للنقاش في مسلّمات كل فريق: فريق اعتبرها أمَّ المعارك ونصرًا عظيمًا للعرب والمسلمين، وضرورة مساندتها والتعويل عليها بكل ما أُوتي من قوّة. وفريق آخر اعتبرها مسرحية فاشلة سيئة الإخراج والتمثيل، بينما قلة حاولت قراءة المشهد سياسيًا بتأنٍ وموضوعية وبأبعاده الإستراتيجية على المنطقة.

هذا الاختلاف والتباين له أسبابه الموضوعية، التي يجب تحليلها بعناية ومعرفة دوافعها وخلفياتها حتى نستفيد من هذه الأحداث نحن والأجيال القادمة، خاصة أن أمتنا لا تزال تكرر أخطاءها دون الاستفادة من الماضي، فما هي تلك الأسباب والدوافع؟

أسباب الاختلاف في التحليل
  1. المشهد الدولي المعقد الذي يعيشه العالم: إنّ الحرب المندلعة بين روسيا وأوكرانيا والتوتر الحاصل بين أميركا والصين، والعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة تجعل عملية التحليل معقدة، خصوصًا أننا نعيش على مشارف بناء نظام عالمي جديد تحاول القوى العظمى ترسيخ نفوذها فيه لقرن قادم.
  2. القرب والبعد الجغرافي من إيران: إنَّ المواقف الإيرانية الطائفية تجاه بعض دول الجوار والجرائم المرتكبة من قبل مليشياتها في (العراق – اليمن – سوريا – لبنان) لعبت دورًا مؤثرًا في الاقتناع بها، حيث عانت كثيرًا شعوبُ تلك الدول من مليشياتها ومن القوى المرتبطة بها والانهيارات الحاصلة بسببها، بينما نرى التحليلات القادمة من دول المغرب العربي البعيدة عن المشهد في المشرق العربي ومعاناته وعدم تعاملها معه مباشرة، تبالغ في مدى تأثير تلك الردود على الساحة العربية والإسلامية.
  3. العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة: مما يجعل البعض يعتبره ردًا لا يرقى لجريمة الإبادة المستمرة، وأنه لا علاقة له بالرد، وهناك آخرون يرونه ردًا هامًا مستفيدًا من قصف القنصلية، في ظل صمت العالم على تلك الجرائم، ودور عربي ضعيف خلال أحداث غزة.
  4. عدم استهداف شخصيات إسرائيلية – أو موقع هام– موازية لشخصيات قيادية قُتلت في دمشق داخل القنصلية وخارجها.
  5. المقارنة مع قضايا مشابهة والمعايير المزدوجة: استجلب المحللون التاريخ عبر ما حصل في العراق سابقًا فترة الرئيس صدام حسين، ومقارنته بتعاملهم الحالي مع إيران، فمع بداية القرن الحادي والعشرين ادّعت أميركا وإسرائيل امتلاك العراق – زورًا وبهتانًا – أسلحة دمار شامل، فقامت أميركا والدول المتحالفة معها بمهاجمة العراق واحتلاله، بينما يرى المراقبون أن تعامل أميركا مع الملف النووي الإيراني الحقيقي يتم بمنتهى الدبلوماسية بعيدًا عن أي تهديد عسكري، وكذلك قصف إسرائيل "مفاعل تموز" عام 1981، خارج القانون الدولي، رغم أن فرنسا كانت هي من تقوم ببنائه.
  6. ضعف الواقع العربي: إنَّ استمرار حالة الضعف العربي على الصعيد الإقليمي والعالمي في ظلّ دور إيراني متنامٍ على الصعيد الإقليمي، جعل الجميع، خاصة المؤدلجين يستخدمون سياسة التحليل العاطفي؛ لتبرير واقعهم المؤلم.
  7. ضعف المنظومة السياسية العربية: يعيش العالم العربي انعدامًا في الدينامية السياسية؛ بسبب عدم وجود أحزاب سياسية فاعلة وموثوقة، يمكن أن تلعب دورًا رياديًا جماهيريًا في التوعية، وشرح القضايا الملتبسة وتوجيه الشعوب لما فيه مصلحة أوطانها وأمّتها.
  8. قلة مراكز الأبحاث العربية المحترفة التي تستقطب مفكّرين وباحثين متخصصين يصدرون أبحاثًا رصينة معتبرة.
  9. ضعف مصداقية غالبية الإعلام العربي؛ بسبب ارتباطه بالأنظمة والأجهزة الأمنية، مما جعل الجماهير تلجأ لمواقع التواصل الاجتماعي والمشاهير لفهم الأحداث.
  10. تصريحات الرئيس الأميركي السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب الذي تكلم سابقًا عن مسرحية تم ترتيبها مع الإيرانيين بعد اغتيال قاسم سليماني.

إنّ التحليل السياسي العلمي للأحداث يتطلب أدوات علمية، أهمها فهم طبيعة العلاقات الدولية ومعرفة التاريخ وأهمية الجغرافيا وامتلاك المعلومات الدقيقة، بعيدًا عن التهوين أو التهويل ودغدغة العواطف والمشاعر للحصول على الإعجابات والمشاهدات، فلقد أثبتت الأيام أنّ حكام إيران يمتلكون مشروعًا توسعيًا براغماتيًا، يجيد الكرّ والفرّ وتقديم التنازلات التكتيكية للحصول على مكسب إستراتيجي، ويستفيدون من أدواتهم خاصة الطائفية، بينما المشروع العربي الجمعي يعاني ويتراجع باستمرار، فهل تكون الأحداث الجارية منطلقًا لاستيقاظ أمتنا عبر نخب وأحزاب وطنية بعيدًا عن الارتهان للمشاريع الخارجية سواء كانت إقليمية أو دولية، كما تجيد تسويق مصالحها ومقاطعتها مع الآخرين لتعظيم دورها في أيّ نظام عالمي قادم؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

التالى لماذا محمد بن سلمان ضمن أقوى 5 قادة في العالم؟.. تقرير يثير تفاعلا

 
c 1976-2021 Arab News 24 Int'l - Canada: كافة حقوق الموقع والتصميم محفوظة لـ أخبار العرب-كندا
الآراء المنشورة في هذا الموقع، لا تعبر بالضرورة علي آراء الناشرأو محرري الموقع ولكن تعبر عن رأي كاتبيها
Opinion in this site does not reflect the opinion of the Publisher/ or the Editors, but reflects the opinion of its authors.
This website is Educational and Not for Profit to inform & educate the Arab Community in Canada & USA
This Website conforms to all Canadian Laws
Copyrights infringements: The news published here are feeds from different media, if there is any concern,
please contact us: arabnews AT yahoo.com and we will remove, rectify or address the matter.