اخبار العرب -كندا 24: الجمعة 12 ديسمبر 2025 10:15 صباحاً بدا الجمعة أن النقاشات حول خطة السلام الأميركية في أوكرانيا بدأت تأخذ منحى أكثر تسارعاً، برغم تباعد المواقف بين موسكو من جانب، وكييف والعواصم الأوروبية من جانب آخر. ولفتت السجالات الروسية - الأوكرانية حول مصير منطقة دونباس، إلى انتقال الأطراف إلى مناقشة تفاصيل عملية التسوية المقبلة التي رأت أوساط في روسيا أنها «باتت قريبة».
وبعد مرور ساعات على إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فكرة إجراء استفتاء وطني شامل لتحديد مستقبل دونباس، ما حمل مؤشرات إلى بدء الخطوات العملية لتكريس الإقرار الأوكراني الرسمي بضرورة تقديم تنازلات ميدانية مؤلمة، رد الكرملين بتأكيد أن روسيا لن تتراجع عن قرارات ضم الأراضي التي باتت «روسية وفقاً للدستور». لكن اللافت أنه أقر في الوقت ذاته بإمكان تقديم تنازلات محددة لإنجاح خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في سياق الاستعداد لسحب الجيش الروسي مستقبلاً من المنطقة، والاكتفاء بقوات شرطية لحفظ الأمن فيها.
وقال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، إنه لا يستبعد احتمالية عدم وجود أي قوات روسية في دونباس في نهاية المطاف، لكنه أشار إلى أن وحدات «الحرس الوطني» قد تبقى في إطار قوات للحفاظ على النظام.
وتمسك أوشاكوف بموقف موسكو السابق حول أن «أي وقف لإطلاق النار لن يتحقق إلا بعد انسحاب القوات الأوكرانية». لكنه أضاف أن «ما سيحدث هناك (في دونباس) بعد ذلك، فبرأيي، يمكننا مناقشة ذلك؛ لأنه من الممكن تماماً ألا يكون هناك أي قوات، سواء روسية أو أوكرانية. نعم، لكن سيبقى (الحرس الوطني)، وشرطتنا، وكل ما يلزم للحفاظ على النظام وتنظيم الحياة».
وردّ السياسي الروسي على فكرة زيلينسكي إجراء استفتاء لتحديد مستقبل المنطقة، مذكّراً بأن «دونباس بأكملها روسية وفقاً للدستور الروسي». ورأى أن دونباس «ستخضع عاجلاً أو آجلاً للسيطرة الروسية الكاملة (...) إن لم يكن عن طريق المفاوضات، فعسكرياً. ستخضع هذه المنطقة (دونباس) للسيطرة الكاملة للاتحاد الروسي. كل شيء آخر سيتوقف على ذلك». وقال مساعد الرئيس الروسي إن موسكو «قد لا تكون راضية تماماً عن الوثيقة الأميركية المعدلة بشأن تسوية السلام في أوكرانيا التي ستتلقاها قريباً».
وأوضح أن «الأميركيين يقومون حالياً بالتنسيق مع الأوروبيين والأوكرانيين. وفي نهاية المطاف، يجب عرض النسخة النهائية لخطة السلام علينا، وهو ما سيثير، بطبيعة الحال، رد فعل مناسباً. ولا أعتقد أننا سنكون راضين تماماً عنها». وزاد أن بلاده لم تطلع بعد على النسخ المعدلة من خطة السلام الأميركية، مضيفاً أن موسكو «سوف تنخرط بشكل فعّال مع واشنطن بشأن خطة السلام في أوكرانيا». وأوضح: «عاجلاً أو آجلاً ستُستأنف الاتصالات الفعّالة مع الأميركيين؛ لأن ما ينسّقه الأميركيون حالياً مع الأوروبيين والأوكرانيين يجب أن يُعرض علينا في نهاية المطاف».
في غضون ذلك، بدا أن زيلينسكي الذي تعرض لضغوط أميركية قوية خلال الأيام الماضية، بدأ يستعد بالفعل لخوض استحقاق انتخابي رئاسي. وكانت موسكو شككت في شرعية الرئيس الأوكراني أكثر من مرة؛ كونه أجّل الاستحقاق الانتخابي بعد انتهاء ولايته الرئاسية العام الماضي، مبرراً ذلك بأن البلاد تعيش في حالة طوارئ بسبب الحرب.
ووفقاً لوكالة «آر بي سي - أوكرانيا»، يعتزم حزب «خادم الشعب» الحاكم عقد مؤتمر في 17 ديسمبر (كانون الأول) لإعادة انتخاب زعيمه زيلينسكي، ما يمهد لإطلاق عملية انتخابية في البلاد.
ورأت تحليلات في وسائل إعلام روسية وأوكرانية أن إجراء الانتخابات وإعلان زيلينسكي احتمال إجراء استفتاء على الأراضي، يعدان مؤشرين إلى أن «الصراع يقترب من نهايته». ورأى خبراء أنه «مهما كانت النتيجة فهي حتماً وخيمة على أوكرانيا (...) سيشعر بعض الأوكرانيين بالخيانة، في حين سوف يتساءل آخرون عن جدوى كل هذه التضحيات إذا ما تبين أن الاتفاق النهائي أسوأ من ذلك الذي رفضته كييف في إسطنبول في أبريل (نيسان) 2022. لكنْ ثمة أمر واحد واضح: لقد باتت نهاية الحرب أقرب بكثير».
وكان الكرملين علّق على تصريح زيلينسكي بشأن استعداده لإجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا، بإشارة إلى أن «هذا التصريح جديد تماماً».
وأشار المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، إلى «تطور» في موقف زيلينسكي، لكنه ذكّر بأن الرئيس فلاديمير بوتين كان قد أثار هذا الموضوع سابقاً مع نظيره الأميركي، وأكد الطرفان في حينه «الحاجة إلى مثل هذه الإجراءات».
وكان زيلينسكي أكد استعداده للانتخابات، لكنه شدد على ضرورة إجراء تعديلات تشريعية واتخاذ تدابير أمنية، بما في ذلك السماح لأفراد الجيش بالتصويت. كما أشار إلى أن أولوية الحكومة يجب أن تكون ضمان شفافية العملية الانتخابية ونزاهتها، فضلاً عن حماية حقوق جميع المواطنين.
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير




