أخبار عاجلة
بصمة إصبع تكشف سرّ زورق دنماركي عمره 2400 عام -
مدرب الإمارات: مواجهة الجزائر صعبة -

«مسألة حياة أو موت»... حين يضع الحبّ يده على حافة العبث

«مسألة حياة أو موت»... حين يضع الحبّ يده على حافة العبث
«مسألة
      حياة
      أو
      موت»...
      حين
      يضع
      الحبّ
      يده
      على
      حافة
      العبث

اخبار العرب -كندا 24: الخميس 11 ديسمبر 2025 07:52 صباحاً اعتادت السينما أن تفتح مساحتها للعلاقات التي يعجز الواقع عن منحها فرصة حدوث. شخصيات منكسرة، أو متناقضة، أو واقفة على حافة الوجود، تلتقي في لحظة غير متوقَّعة لتُشكّل علاقة لا تُقاس بمنطق الحياة اليومية. هذا النوع من الحكايات، كما في أفلام مصاص الدماء البشري «Humanist Vampires»، لا يقدّم الحب بوصفه خلاصاً رومانسيّاً تقليدياً، بل حالة إنسانية طارئة، تنبت في ظروف أقرب إلى المستحيل.

ضمن هذا المسار، يندرج الفيلم السعودي «مسألة حياة أو موت»، المعروض في الدورة الخامسة من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، والذي يتّخذ من جدة خلفية صاخبة لحكاية حبّ غير تقليدية، تتقاطع فيها الرغبة في الموت مع الميل إلى القتل، قبل أن يُعيد الحبّ تعريف المعنى نفسه للحياة.

امرأة تنتظر نهايتها ورجل يراوغ

يروي الفيلم قصة «حياة»، امرأة تؤمن بالخرافات، وتعيش بقناعة راسخة بأنّ لعنة مُتوارثة ستقضي عليها في عيد ميلادها الثلاثين. هذا الإيمان يجعلها مستعدّة تماماً لاستقبال مصيرها المحتوم، بلا مقاومة أو محاولة للفرار. في المقابل، يقف «يوسف»، جرّاح القلب العبقري والخجول، الذي يعاني تباطؤاً في نبضات قلبه، ويجد رغبته الوحيدة حين يمسك بالمشرط، بينما يكافح ميلاً خفياً للقتل يحاول كبحه داخلياً.

حين ينسج القدر خيوطه بين امرأة ترغب في الموت، ورجل يُخفي رغبة في القتل، تنطلق خطة مأساوية يتفقان عليها، وتسير في بدايتها وفق ما رُسم لها. غير أنّ التدخل غير المتوقَّع للحبّ يقلب المسار، لا بوعود رومانسية مألوفة، بل بإعادة ربط الشخصيتين بالحياة نفسها.

صنّاع الفيلم على السجادة الحمراء خلال العرض الخاص (البحر الأحمر)

سينما الشخصيات قبل القصة

يعتمد الفيلم، كما توضح كاتبة السيناريو وبطلته سارة طيبة، لـ«الشرق الأوسط»، على الشخصيات بوصفها نقطة الانطلاق الأولى، قبل الفكرة أو الحبكة. فالشخصيات هنا ليست أدوات لخدمة المفارقة، بل كائنات إنسانية تحمل هشاشتها، ووحدتها، وتناقضها الداخلي. من هذا المنطلق، تبدو «حياة» و«يوسف» شخصيتين يمكن تصديقهما، رغم غرابة الظروف المحيطة بهما، لأنّ دوافعهما تنبع من تجارب داخلية لا من رغبة في الاستفزاز الدرامي.

علاقة تولد من الوحدة

العلاقة التي تتشكَّل بين «حياة» و«يوسف» لا يمكن تصنيفها بسهولة على أنها قصة حبّ تقليدية أو فعل إنقاذ مباشر. فكلاهما يحمل تاريخاً من الوحدة والانفصال المبكر. «حياة» فقدت والديها في طفولتها، في حين نشأ «يوسف» في ظلّ غياب عاطفي فرضه مرض والدته وانشغال والده. هذه الخلفيات المتقاطعة تصنع أرضية مشتركة بين شخصَيْن متناقضَيْن في الظاهر، لكنهما متشابهان في العزلة.

ومع تطوُّر العلاقة، يتحوَّل الاتفاق الأولي بينهما من فعل عبثي إلى مساحة للتقارب الإنساني، ليصبح الحبّ تدريجاً سبباً في إيقاظهما من حالة العبث والفراغ التي يعيشانها.

جدة... المكان الذي يعرف الحكاية

يولي المخرج أنس باطهف أهمية خاصة للمكان، فتتحوَّل جدة في الفيلم إلى أكثر من خلفية. المدينة تُقدَّم كما يعرفها أهلها، بطابعها الصاخب وتناقضاتها البصرية، وبقربها من البحر الأحمر الذي يمنح العمل مساحات للتأمُّل وسط الفوضى.

عرضُ الفيلم للمرة الأولى ضمن مهرجان «البحر الأحمر»، وأمام جمهور جدة تحديداً، يشكّل لحظة مفصلية في رحلته، ليس فقط لأنّ الأحداث تدور فيها، بل لأنّ المدينة ذاتها تشكّل جزءاً من ذاكرة الفيلم وحسّه البصري.

ويقول باطهف لـ«الشرق الأوسط»: «ينتمي (مسألة حياة أو موت) إلى فضاء الكوميديا السوداء، إذ تتجاور الدراما الثقيلة مع نبرة خفيفة في بعض الشخصيات الثانوية، مما يمنح العمل توازناً يمنعه من الانزلاق إلى القسوة أو الميلودراما. الهواجس التي يعيشها الأبطال تُقدّم بوصفها صادقة من داخلهم، وإن بدت عبثية من الخارج، في مقاربة تعكس تناقض الإنسان الحديث في تعامله مع الخوف، والرغبة، والحياة».

انطلاقة من «البحر الأحمر»

يشكّل «البحر الأحمر» محطة أساسية في مسار الفيلم، لا سيما أنّ المهرجان دعم العمل في مرحلتَي التطوير والإنتاج. انطلاق الرحلة من هذا المحفل يمنح الفيلم بعداً خاصاً، لكونه يبدأ من المكان الذي يحكي عنه، قبل أن يتّجه لاحقاً إلى جمهور أوسع.

في النهاية، لا يقدّم «مسألة حياة أو موت» إجابات جاهزة عن الحبّ أو النجاة، بل يترك المشاهد أمام تجربة إنسانية غير مألوفة، تُذكّر بأنّ السينما، حين تضيق الحياة، قد تكون المكان الوحيد الذي يسمح لمثل هذه العلاقات بأن ترى النور.

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

السابق بنك إنجلترا يُطلق اختبار إجهاد لقطاعي الاستثمار والائتمان الخاص
التالى ماذا يحدث لجسمك عند شرب القهوة يومياً؟

 
c 1976-2025 Arab News 24 Int'l - Canada: كافة حقوق الموقع والتصميم محفوظة لـ أخبار العرب-كندا
الآراء المنشورة في هذا الموقع، لا تعبر بالضرورة علي آراء الناشرأو محرري الموقع ولكن تعبر عن رأي كاتبيها
Opinion in this site does not reflect the opinion of the Publisher/ or the Editors, but reflects the opinion of its authors.
This website is Educational and Not for Profit to inform & educate the Arab Community in Canada & USA
This Website conforms to all Canadian Laws
Copyrights infringements: The news published here are feeds from different media, if there is any concern,
please contact us: arabnews AT yahoo.com and we will remove, rectify or address the matter.