كتبت: كندا نيوز:الخميس 25 ديسمبر 2025 05:58 صباحاً بعد أن كانت تُعرف بجمالها الأخاذ ولقبها الشهير “مرسيليا الخليج”، تواجه مدينة الكويت اليوم موجة حرّ شديدة لدرجة أن الحياة البرية تُحرق حيّة تحت أشعة الشمس الحارقة.
أصبحت العاصمة رمزًا صارخًا لقوة التغير المناخي المدمرة، حيث تتساقط الطيور ميتة من السماء، وتغلي الأسماك في البحر نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
بعد أن كانت المدينة في السابق مركزًا نابضًا بالحياة، تزدهر فيها صناعة صيد الأسماك، وتستقطب شواطئها البكر السياح الباحثين عن الشمس والبحر، باتت اليوم تواجه خطرًا مرعبًا يتمثل في احتمالية أن تصبح درجات حرارتها مرتفعة جدًا لدرجة تجعل العيش البشري صعبًا أو مستحيلًا.
في 21 يوليو 2016، سجلت محطة مطربة للأرصاد الجوية رقمًا قياسيًا مذهلًا بلغ 54 درجة مئوية (129 فهرنهايت)، لتصبح الكويت ثالث أحرّ مكان على وجه الأرض.
وحتى موجة الحر الشهيرة في أوروبا، المعروفة باسم Cerberus، تبدو ضئيلة مقارنة بهذا الرقم القياسي، إذ لا تتجاوز درجات الحرارة في الكويت بفارق 10 درجات مئوية عن ذروة موجة الحر الأوروبية.
وحذر علماء المناخ من أن هذه الدولة الصحراوية قد تشهد ارتفاعًا إضافيًا في درجات الحرارة يصل إلى 5.5 درجة مئوية (10 فهرنهايت) بحلول نهاية القرن، مقارنة بمستويات أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وفي عام 2023 وحده، تجاوزت درجات الحرارة 50 درجة مئوية (122 فهرنهايت) في 19 يومًا منفصلًا، وهو رقم يخشى الخبراء أن يكون مجرد البداية.
لقد حوّل التوسع العمراني مدينة الكويت إلى متاهة خانقة من الخرسانة والإسفلت، حيث ترتفع درجات الحرارة بسرعة إلى مستويات خطيرة خلال الصيف.
ومما يزيد من خطورة الوضع، انخفاض معدل هطول الأمطار السنوي، الذي يساهم في اندلاع عواصف ترابية شديدة تجتاح البلاد، وتزداد معها الجفاف والتصحر.
وقد أظهرت موجة الحرّ المشهد المأساوي بوضوح، إذ تهوي الطيور من السماء، ويُسلق فرس البحر حيًّا في الخليج، ومع ارتفاع الحرارة إلى 50 درجة مئوية، أي بفارق 13 درجة مئوية عن متوسط حرارة جسم الإنسان، تتزايد مخاطر الإصابة بالإنهاك الحراري وأمراض القلب وغيرها من الأمراض المرتبطة بالحرارة بشكل ملحوظ.
وفي خطوة لافتة للتكيف مع الظروف القاسية، سمحت الكويت بإجراء دفن الموتى

