كتبت: كندا نيوز:الأربعاء 24 ديسمبر 2025 12:46 مساءً قضت امرأة من تورنتو معظم حياتها البالغة وهي تعاني من اضطراب منهك، فيما تركها نظام الرعاية الصحية في أونتاريو في ألم دائم ومن دون أي تقدم نحو الجراحة التصحيحية.
عانت تيفاني فيلكاي من متلازمة إهلرز-دانلوس (EDS) منذ منتصف العشرينات من عمرها، وظلت تكافح مع وزارة الصحة في أونتاريو لأكثر من عقد في رحلة بلا جدوى من الدفاع عن صحتها.
وتحدثت فيلكاي عن تحدياتها المستمرة مع المرض والعقبات التي وضعتها الوزارة أمامها، ما حرمها من العلاج المطلوب وتركها بلا خيار سوى اللجوء إلى عيادات خاصة مكلفة في الولايات المتحدة.
تشخيصات خاطئة ومعاناة متزايدة
قالت فيلكاي إنها بدأت تظهر عليها أعراض المرض منذ طفولتها وبداية العشرينات، وتم تشخيصها رسميًا في منتصف العشرينات.
وواجهت خلال رحلتها سلسلة من التشخيصات الخاطئة التي أعاقت العلاج، بما في ذلك تجربة سلبية في عيادة Good Hope في تورنتو، حيث تم تجاهل الفحوصات الجينية التي اعتبرتها دليلًا قاطعًا على إصابتها بالمرض.
وتدهورت حالتها بسرعة في عام 2017، عندما أدت إصابة طفيفة ومرض فيروسي لاحق إلى فقدانها القوة وعدم قدرتها على المشي، وقالت: “أتذكر أنني حاولت الاتصال بوالدتي ولم أستطع حتى أن أمسك الهاتف”.
وانعكس المرض مباشرة على حياتها المهنية، إذ اضطرت إلى ترك دراستها الجامعية.
وخلال هذه الفترة، تم تشخيصها خطأً بمتلازمة غيلان-باريه واعتلال العضلات، قبل أن تواجه ما وصفته بـ”التلاعب النفسي” من الأطباء الذين اعتبروا أعراضها مجرد اضطرابات وظيفية.
رفض متكرر للعلاج
بعد عامين من التنقّل بين الأطباء من دون تحسن، استعانت فيلكاي بوكالة لإدارة الحالات الطبية، وتم تحويلها إلى طبيب أعصاب في الولايات المتحدة متخصص في المرض.
وأكد الطبيب إصابتها بالمتلازمة وحدد نوعها بناءً على الطفرة الجينية، ثم أوضح أن حالتها تشمل أيضًا “عدم استقرار عنقي قحفي”، وهو اضطراب يسبب أعراضًا شديدة مثل الصداع وفقدان التركيز.
لكن وزارة الصحة في أونتاريو تمسكت بالتشخيصات السابقة ورفضت العلاج المقترح، حتى بعد حصولها على إحالة إلى جراح أعصاب في مستشفى سانت مايكل عام 2021.
وبحلول أكتوبر 2024، أصبحت فيلكاي طريحة الفراش معظم اليوم، تعاني من فقدان النطق لفترات طويلة، وشلل بسبب الصداع النصفي، وآلام شديدة في العمود الفقري.
والعلاج المطلوب هو عملية دمج قحفي عنقي، حيث يتم دمج الجمجمة بالعمود الفقري لمنع الانزلاقات التي تضغط على جذع الدماغ، ولكن الوزارة رفضت الموافقة على العملية رغم توصية عدة أطباء بها.
تكلفة باهظة وخيارات محدودة
قدمت فيلكاي طلبًا للعلاج خارج البلاد، لكن الوزارة رفضته مجددًا بحجة أن العملية ليست خيارًا أوليًا وأنها متاحة داخل كندا، وهو ما اعتبرته غير صحيح.
واضطرت إلى دفع 1500 دولار لمراجعة مستقلة، وانتظرت ستة أشهر وسط الألم، قبل أن يكشف طبيب آخر عن مشكلة جديدة في دماغها تتعلق بتصريف الدم.
وفي منتصف عام 2025، أبلغها طبيبها أنها بحاجة إلى دعامة في الدماغ خلال أشهر قليلة، لكن جراحها المحلي رفض العملية معتبرًا أنها غير آمنة قبل تثبيت العمود الفقري، وهو ما لا يتوفر في كندا.
وقالت فيلكاي: “هذا وضع صعب جدًا، إذ يمكن أن أفقد بصري بشكل دائم لأن الجراحة الأولى غير متاحة هنا والوزارة لا تمولها”.

