كتبت: كندا نيوز:الأربعاء 24 ديسمبر 2025 06:10 صباحاً كشف خبير في علوم الأرض أن الكوكب يحتوي على قطبين شماليين، وأن تحرك أحدهما بشكل مستمر قد يكون له تأثيرات خفية على السفر حول العالم.
أوضح سكوت برام من جامعة كليمسون أن حركة “القطب الشمالي المغناطيسي” تؤثر على اتجاه البوصلة، مما يعني أن الأدوات اليومية مثل خرائط الهواتف الذكية قد تعطي معلومات خاطئة إذا لم يتم تحديث أنظمة الملاحة بانتظام.
وإذا تحرك القطب بسرعة أكبر من المتوقع ولم تُحدّث النماذج في الوقت المناسب، فقد تتفاقم هذه الأخطاء في تطبيقات GPS على الهواتف أو السيارات، ما قد يؤدي إلى ضياع الأشخاص، أو اختيار مسارات أطول، أو مواجهة مخاطر في المناطق النائية، وفقا لموقع The Conversation.
ورغم أن هناك نقطة تعرف باسم “الشمال الحقيقي” وتقع عند أعلى محور دوران الأرض، أوضح برام أن هناك أيضًا “الشمال المغناطيسي” الذي ظل يتحرك عبر شمال كندا لعدة قرون.
ومع ذلك، تسارعت حركة هذا القطب بشكل ملحوظ منذ التسعينيات، فارتفعت سرعته من حوالي ستة إلى تسعة أميال سنويا لتصل إلى نحو 34 ميلا سنويا، وفقا للعلماء.
وأظهرت دراسة نشرت عام 2020 في مجلة Nature Geoscience أن هذا التسارع يعود بشكل رئيسي إلى تغيرات في تدفق الحديد المنصهر داخل النواة الخارجية للأرض، ما يغير المجال المغناطيسي للكوكب، إلا أن السبب الدقيق وراء هذا التغير لا يزال غير محدد.
سبب تحرك القطب الشمالي المغناطيسي
ويعود تحرك القطب الشمالي المغناطيسي إلى النشاط الديناميكي لنواة الأرض، فالنواة الداخلية، الواقعة على عمق نحو 3,200 ميل تحت سطح الأرض، صلبة وتحت ضغط هائل يمنع ذوبانها، بينما النواة الخارجية منصهرة وتتكون من الحديد والنيكل المنصهرين.
وتؤدي حرارة النواة الداخلية إلى حركة الحديد والنيكل في النواة الخارجية، بطريقة تشبه تحريك الحساء في قدر على موقد ساخن، وتنتج عن هذه الحركة مجالا مغناطيسيا يغطي الأرض بأكملها. ومع تحرك الحديد المنصهر في النواة الخارجية، يتجول القطب الشمالي المغناطيسي تدريجيا.
وعلى مدى حوالي 600 سنة، ظل القطب يتجول ببطء فوق شمال كندا، بمعدل ستة إلى تسعة أميال سنويا، حتى حوالي عام 1990، حين تسارعت حركته بشكل ملحوظ لتصل إلى نحو 34 ميلا سنويا.
ومنذ نحو قرن، بدأ القطب يتحرك في الاتجاه العام للقطب الشمالي الجغرافي، ولا يزال السبب الدقيق لهذا التحرك غير محدد، لكن العلماء يرونه انعكاسا للتغيرات في تدفق المواد داخل النواة الخارجية للأرض.
التأثير على السفر
بغض النظر عن الجهاز المستخدم، سواء كانت بوصلة تقليدية أو هاتف ذكي، فإن كلاهما يعتمد على الشمال المغناطيسي لتحديد الاتجاه.
ورغم أن أنظمة GPS الحديثة تحدد موقعك بدقة، إلا أنها لا تستطيع توجيهك بشكل صحيح دون معرفة اتجاه الشمال المغناطيسي.

