كتبت: كندا نيوز:الاثنين 22 ديسمبر 2025 03:34 مساءً كشفت بيانات حديثة أن سلوك الركاب المشاغبين على متن الطائرات يرتفع بشكل ملحوظ خلال موسم العطلات، وتسجل الرحلات الجوية في شهر ديسمبر أعلى نسبة من بلاغات الركاب غير المنضبطين مقارنة ببقية أشهر العام.
وأظهر تحليل أجرته شبكة CBC News لأكثر من 340,000 واقعة طيران خلال فترة تمتد نحو 25 عاما أن بلاغات السلوك التخريبي على متن الطائرات التجارية تبلغ ذروتها خلال موسم الأعياد، ولا سيما في شهر ديسمبر.
وبحسب البيانات، سجل ديسمبر أعلى نسبة من بلاغات الركاب المشاغبين، استنادا إلى نحو 2,400 بلاغ قُدمت منذ عام 2000، ما يشير إلى أن الزيادة لا ترتبط فقط بارتفاع عدد الرحلات، بل بزيادة حصة هذه البلاغات من إجمالي حوادث الطيران خلال هذا الشهر.
وقالت عليا حسين، المضيفة الجوية منذ 18 عاما ورئيسة قسم الطيران في الاتحاد الكندي لموظفي الخدمة العامة، إن شهر ديسمبر يُعد من أكثر الفترات ضغطا على الركاب وأطقم الطائرات على حد سواء، بسبب امتلاء الرحلات، وضيق مواعيد الربط، وتأخيرات الطقس الشتوي.
وأضافت أن أطقم الطائرات تعمل في ظروف تشغيل صعبة وساعات غير منتظمة، ما يخلق بيئة مشحونة على ارتفاع 30,000 قدم، سواء للركاب أو الطاقم.
كما تُسجل بلاغات السلوك التخريبي عندما يهدد أحد الركاب أو يعطّل التشغيل الطبيعي للطائرة، وفقا لتعريف وزارة النقل الكندية.
وتشمل هذه البلاغات مخالفات متنوعة، مثل عدم الالتزام بوضعية المقعد أثناء الهبوط، أو التدخين داخل دورات المياه، أو السكر، أو الصراخ، وصولا إلى حالات اعتداء جنسي.
وفي إحدى الحوادث، ورد في بلاغ عن رحلة يوم عيد الميلاد من لندن إلى كالجاري أن أحد الركاب لمس راكب آخر مع تصرفات غير لائقة، وُصفت بأنها عدوانية وبذيئة، وانتهت بتوجيه اتهامات رسمية.
وأظهرت البيانات أن يوم عيد الميلاد نفسه يسجل أعلى نسبة من الركاب المشاغبين مقارنة بأي يوم آخر في شهر ديسمبر.
كما تعتمد هذه البيانات على نظام الإبلاغ اليومي عن وقائع الطيران المدني، الذي يستخدم لرصد المخالفات في المجال الجوي الكندي، مثل اصطدام الطيور أو سوء التواصل مع أبراج المراقبة، وتجمع وزارة النقل الكندية هذه المعلومات وتنشرها.
ورغم الارتفاع الموسمي، أشارت البيانات إلى أن إجمالي حوادث الركاب المشاغبين يشهد تراجعا عاما.
وفي عام 2022، وهو ذروة جائحة كورونا، سُجل 224 بلاغا، وهو أعلى رقم على الإطلاق، مدفوعا جزئيا بحوادث متعلقة بالكمامات.
وفي العام الماضي، انخفض العدد إلى 176 بلاغا.
ومع ذلك، لم تعد الأرقام بعد إلى مستويات ما قبل وباء كورونا.
وقالت عليا إن مستويات التوتر بين الركاب لا تزال مرتفعة، مع انخفاض القدرة على تحمل التأخيرات، وزيادة الميل لتحدي تعليمات السلامة، إضافة إلى تصعيد التوتر بسبب تصوير المشاجرات ونشرها عبر الإنترنت.
وأقرت شركة WestJet بارتفاع واضح في عدد الركاب غير المنضبطين مقارنة بفترة ما قبل الجائحة، مشيرة إلى أن البلاغات تشمل إساءات لفظية، وعدم الالتزام بالقوانين، وتخريب ممتلكات، وسلوكيات تهدد الحياة.
في المقابل، قالت الخطوط الجوية الكندية إن هذه الحالات لا تزال نادرة مقارنة بعدد رحلاتها السنوي.
كما أظهر تحليل CBC News أن نحو 20% من البلاغات تضمنت إشارات إلى الكحول، إلا أن عليا أكدت أن العامل الأساسي لا يقتصر على الشرب، بل يشمل التوتر، والإرهاق، والشعور بالاستحقاق، والإحباط من اضطرابات السفر.
ودعت عليا إلى تطبيق صارم ومنسق على مستوى القطاع بأكمله، معتبرة أن قوائم المنع الفردية التي تعتمدها بعض شركات الطيران غير كافية، وأنه يجب تبادل المعلومات عن الركاب المشاغبين بين الشركات.
وأشارت وزارة النقل الكندية إلى
