كتبت: كندا نيوز:الجمعة 12 ديسمبر 2025 01:10 صباحاً بعيدا عن صخب المدن الحديثة، تقع قرية “دالي كوامبي” النائية في قلب الصحراء، التي تعد واحدة من أغرب المناطق على كوكب الأرض.
ففي هذه القرية المعزولة منذ قرون، يشهد السكان ظاهرة وراثية استثنائية في ولادة واحد من كل اثنين تقريبا فاقدي البصر، وسط مجتمع يعيش بمعزل شبه كامل عن العالم الخارجي.
وتقع قرية “دالي كوامبي” على مسافة نحو 1000 كيلومتر من العاصمة الموريتانية نواكشوط، وتعرف بأنها الأكثر عزلة في البلاد، ما يجعل الوصول إليها تحديا كبيرا للباحثين والرحالة على حد سواء.
ويشير الخبراء إلى أن هذه العزلة الطويلة ساهمت في استمرار اضطراب جيني نادر عبر الأجيال، يؤدي إلى الإصابة بالعمى نتيجة نقص التنوع الجيني والانغلاق الجغرافي.
ومع ذلك، لدى سكان القرية تفسير مختلف تماما لهذه الظاهرة. فوفقا لعمدة القرية، يعود الأمر إلى نبوءة قديمة مضى عليها أكثر من عشرة أجيال، تحدثت عن ميلاد رجل صالح فاقد للبصر، ومنذ ذلك الحين أصبح العمى مصيرا ملازما لأهل القرية.
وبينما يتمسك السكان بهذا الاعتقاد، يؤكد الباحثون أن القرابة الداخلية والعزلة الممتدة عبر القرون كانت العامل الأساسي في استمرار هذه الظاهرة.
ورغم تحديات التي يواجهونها بسبب فقدان البصر، أظهر سكان قرية “دالي كوامبي” قدرة استثنائية على التكيف، حيث يتحركون داخل منازلهم وبين الطرق الرملية بدقة مذهلة، مستفيدين من حواسهم السمعية واللمسية، وذاكرتهم المكانية، إضافة إلى شبكة قوية من التضامن المجتمعي التي تشكل الدعامة الأساسية لحياتهم اليومية.
كما تفتقر القرية إلى الكهرباء والإنترنت ومعظم مقومات الحياة الحديثة، ومع ذلك يواصل الأهالي حياتهم بأساليب تقليدية متوارثة، معتمدين على التعاون العميق لتجاوز صعوبات البيئة الصحراوية وظروف الإعاقة البصرية.
وعلى الرغم من ذلك، يرحب أهالي القرية بالزوار النادرين بكرم ودفء، مشاركينهم قصصهم ومعتقداتهم التي
