من صحف المهجر: علم فلسطين يرفرف لأول مرة في ساحة بلدية تورونتو: خطوة رمزية تثير جدلاً واسعًا

تستعد بلدية تورونتو لرفع علم فلسطين لأول مرة في تاريخ المدينة، وذلك يوم 17 نوفمبر الجاري، احتفالًا بيوم الاستقلال الفلسطيني الذي يصادف 15 نوفمبر. الخطوة جاءت بناءً على طلب تقدّمت به منظمة غير ربحية، وقامت إدارة البروتوكول في البلدية بالموافقة عليها، في إطار السياسة المعتمدة منذ عام 1999 التي تتيح رفع أعلام دول معترف بها في مناسبات وطنية أو مجتمعية.

مكان وتاريخ رفع علم فلسطين في تورونتو:

• المكان: ساحة ناثان فيليبس (Nathan Phillips Square)، أمام مبنى بلدية تورونتو (Toronto City Hall)
  العنوان الكامل: 100 Queen Street West, Toronto, ON M5H 2N2, Canada
• التاريخ: الجمعة، 17 نوفمبر 2025

ورغم أن مسؤولي المدينة أوضحوا أن هذا الإجراء لا يمثل تأييدًا سياسيًا لأي طرف، وإنما يهدف إلى تمكين الجاليات المختلفة من التعبير عن هويتها الثقافية والوطنية، إلا أن ردود الفعل الشعبية على هذه الخطوة كشفت عن انقسام حاد في الرأي العام، تجلّى بشكل لافت على منصات التواصل الاجتماعي، وخصوصًا عبر حسابات كندية واسعة المتابعة مثل 6ixbuzztv.

ففي حين اعتبر البعض أن رفع العلم الفلسطيني يمثل لحظة أمل ورمزًا للتضامن مع قضايا العدالة وحقوق الإنسان، رأى آخرون في هذه الخطوة “تفريطًا في السيادة الكندية” وانحيازًا سياسيًا في وقت حساس، لاسيما أنها تتزامن تقريبًا مع احتفالات يوم الذكرى (Remembrance Day)، الذي يكرّم فيه الكنديون جنودهم الذين ضحّوا بحياتهم من أجل البلاد.

عدد من المعلّقين أعربوا عن استيائهم الشديد، معتبرين أن ساحة البلدية يجب أن تُخصّص فقط لرموز الهوية الكندية، ودعوا إلى منع رفع أي أعلام أجنبية أو “غير رسمية”، بحسب تعبيرهم. كما وُجّهت انتقادات حادة لعمدة المدينة أوليفيا تشاو، رغم تأكيد مكتبها أن القرار لم يصدر عنها مباشرة، بل عبر إدارة البروتوكول التابعة للبلدية.

على الجانب الآخر، تفاعلت الجالية الفلسطينية في كندا بشكل إيجابي مع الحدث، واعتبرته انتصارًا رمزيًا ناتجًا عن الاعتراف الأخير الذي عبّرت عنه كندا خلال جلسات الأمم المتحدة، بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. ورأى بعض النشطاء أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام مزيد من الوعي حول قضايا الشرق الأوسط من منظور إنساني لا سياسي.

لكن في خضم هذه الردود، لم يخلُ المشهد من تعليقات عنصرية وتحريضية، شملت اتهامات وانتقادات جارحة موجهة ضد جاليات معينة، مما يعكس تصاعد التوتر المجتمعي عندما تتقاطع الرموز السياسية مع المشاعر الوطنية والهويات المتعددة.

هذا الجدل المتصاعد حول رفع علم فلسطين لا يعكس فقط خلافًا حول قرار إداري، بل يكشف عن أسئلة أعمق تتعلق بتعريف الهوية الكندية في عصر التعددية الثقافية، ودور المدن الكبرى في التعبير عن هذا التنوع دون أن تُتهم بالانحياز السياسي أو تجاهل مشاعر مكونات أخرى في المجتمع.

في النهاية، تبقى كندا – وبالأخص مدنها الكبرى مثل تورونتو – ساحة اختبار مستمرة للتوازن بين الاحتفاء بالتنوع وضرورة الحفاظ

..