كتبت: كندا نيوز:الثلاثاء 2 ديسمبر 2025 10:46 صباحاً حُكم يوم الاثنين على صبي من منطقة هاليفاكس له ماضٍ مضطرب بالسجن أربع سنوات، إضافة إلى ثلاث سنوات من المراقبة المجتمعية، بعد أن طعن طالبا في المدرسة الثانوية حتى الموت خلال هجوم جماعي مخطط العام الماضي.
تلقى المتهم البالغ من العمر 16 عاما، والذي كان عمره 14 عاما وقت الجريمة، أقصى عقوبة ممكنة بموجب قانون عدالة الأحداث، بناء على توصية مشتركة من محامي الادعاء والدفاع.
وقالت القاضية برونوين دافي في محكمة الأحداث بنوفا سكوشا للصبي، الذي لا يمكن نشر اسمه بسبب عمره: “لا ينبغي لأي طفل أن يتحمل المحن والآلام التي تحملتها وأنت صغير”.
وأضافت: “مجرد أنك لا تستطيع تغيير ماضيك، ولا تستطيع إصلاح ما جلبته على الضحية وعائلته، فهذا ليس سببا للتوقف عن المحاولة”.
وخفضت دافي عقوبة السجن بمقدار 12 شهرا، جزئيا لأن المراهق قضى بالفعل أكثر من 19 شهرا في الاحتجاز، ولكنها لم تخفض المدة كاملة لأنها قالت إنه يحتاج إلى وقت إضافي في السجن للخضوع لعلاج إلزامي مكثف لإعادة التأهيل.
وفي يناير، اعترف المتهم بالذنب في جريمة قتل من الدرجة الثانية بحق أحمد ماهر المراش، الطالب المحبوب في الصف العاشر البالغ من العمر 16 عاما، والذي وصل إلى كندا مع والديه وستة من أشقائه عام 2016 بعد أن فرّوا من الحرب في سوريا.
واستمعت المحكمة إلى أن المتهم وثلاثة مراهقين آخرين التقوا يوم 22 أبريل 2024 في مركز تسوق وسط هاليفاكس، حيث سرق المتهم سكين مطبخ كبيرة من متجر منخفض الأسعار، ثم استقلوا حافلة إلى موقف سيارات قرب مركز هاليفاكس للتسوق، حيث اتفق أحد المراهقين عبر رسائل نصية مع المراش على خوض “قتال فردي” بلا أسلحة.
ولكن وفقا لبيان الحقائق المتفق عليه، وصل الأربعة جميعا وهم يحملون سكاكين، بينما لم يكن لدى المراش أي سلاح.
وما إن بدأ القتال الفردي حتى انضم الثلاثة الآخرون للهجوم، وكان المتهم هو من أخرج السكين المسروقة وطعن المراش في صدره، وتم اعتقاله بعد يومين.
وقالت القاضية دافي: “(المتهم) شارك في هجوم جماعي ووجه طعنة قاتلة للمراش، وهو يعلم أنها قد تؤدي إلى وفاته”.
وأضافت: “خلال القتال، كان المراش في مواجهة عدد أكبر، ولم يتراجع المتهم في أي لحظة”.
وخلال جلسة النطق بالحكم، ارتدى القاتل بدلة رمادية فاتحة وقميصا أبيض وربطة عنق سوداء، وظل ينظر مباشرة إلى القاضية دون حركة تُذكر.
وأشارت القاضية إلى أن حياة المراهق اتسمت بسوء المعاملة الجسدية والعاطفية، إضافة إلى إهمال الوالدين، وقالت إنه اضطر في وقت ما إلى السرقة لإطعام أشقائه.
وقالت دافي: “هذا النقص الساحق في الفرص طوال حياته لا يبرر الجريمة، لكنه يوضح درجة مسؤوليته الأخلاقية ويساهم في وضعه الحالي”.
واستشهدت القاضية بتقرير خبير خلص إلى أن علاج الصبي في السجن سيكون “معقدا ويتطلب تدخل متخصصين ذوي خبرة كبيرة في علاج الشباب العنيفين والمعرضين لمخاطر عالية”، ولكنها أشارت أيضا إلى أن الجاني اعترف بمسؤوليته، وأبدى ندما، واعتذر لعائلة المراش.
أما أقارب المراش، فقالت دافي إنهم ما زالوا “يتحملون ألم غيابه”، واستشهدت بعدة بيانات تأثير على الضحايا، منها واحدة لشقيقته التي قالت إنها فقدت الفرح في حياتها بعد رحيله، وإنها تراه في أحلامها وما زالت غير قادرة على تصديق ما حدث لعائلتهم.
أما والدته، فوصفت القاضية بيانها بأنه “رواية معذبة”، حيث قالت إنها “تعيش في جسد بلا روح”، وإنها غير قادرة على التعايش مع وفاته أو متابعة حياة طبيعية، وتشعر بالذنب لأنها لم تكن هناك لتحميه، وتتمنى لو أنها تستطيع أن تفقد ذاكرتها.
وقرأت دافي مقتطفا من بيان الأم: “لقد مات حبيبي ومعه أمان قلبي.. كم أتمنى أن أراه مرة أخيرة،

