
قرر خليل بن أحمد المهندي عدم الترشح لولاية جديدة على رئاسة الاتحاد القطري لكرة الطاولة، منهياً مسيرة امتدت لأكثر من ثلاثين عامًا من العمل الدؤوب والريادة، بالتزامن مع عدم ترشح أعضاء مجلس الإدارة الحاليين، في خطوة عكست الوعي المؤسسي وحرص القيادة على استمرارية التطوير.
وسيتم الإعلان عن القرار خلال اجتماع الجمعية العمومية، اليوم في أجواء مفعمة بالتقدير والوفاء لمسيرة رجل قاد مرحلة ذهبية في تاريخ كرة الطاولة القطرية، وترك إرثًا إداريًا وفنيًا سيبقى محفورًا في ذاكرة الرياضة القطرية والعربية والدولية.
ومنذ تسلمه دفة القيادة في تسعينات القرن الماضي، شكّل المهندي نموذجًا فريدًا في الإدارة الرياضية الحديثة، حيث قاد الاتحاد من مرحلة التأسيس والبناء إلى مصاف الاتحادات العالمية الأكثر تطورًا وتنظيمًا، ليصبح اليوم علامة مضيئة في سماء الرياضة القطرية، وواحدًا من أبرز صناع النجاح الرياضي في المنطقة.
من المحلية إلى العالمية
رؤية واضحة وطموح لا يعرف المستحيل، هكذا كانت رحلة المهندي، الذي وضع هدفًا استراتيجيًا بأن تكون كرة الطاولة القطرية رقمًا صعبًا في كل المحافل.
وبفضل سياساته وخططه الطموحة، نجح الاتحاد في تحقيق إنجازات غير مسبوقة، أبرزها استضافة قطر لأكبر وأقوى البطولات العالمية على أرض الدوحة، حتى باتت العاصمة القطرية وجهة مفضلة للاتحاد الدولي لكرة الطاولة.
النجاح التنظيمي اللافت في بطولات العالم، والجولات الختامية لسلسلة المحترفين، إلى جانب بطولات آسيا والعرب والخليج، عزّز مكانة قطر كمركز ثقل عالمي للعبة، ورسّخ سمعتها كعاصمة للتميز الرياضي والتنظيم الاحترافي.
الريادة الإدارية والحضور الدولي
لم تتوقف إنجازات المهندي عند حدود الوطن، بل امتدت إلى الساحة الدولية، حيث انتُخب نائبًا لرئيس الاتحاد الدولي لكرة الطاولة في أكثر من دورة، إضافة إلى رئاسته للاتحادين العربي والآسيوي، ليصبح أحد أبرز الشخصيات المؤثرة في صناعة القرار الدولي للعبة.
ومن خلال هذه المناصب، كان المهندي خير سفير للرياضة القطرية، مدافعًا عن مصالح الاتحادات العربية، ومساهمًا في تطوير كرة الطاولة عالميًا عبر مبادرات إصلاحية وأفكار تطويرية نالت احترام وتقدير الأسرة الدولية.
صناعة القيادات وبناء المستقبل
ويُحسب للمهندي أنه لم يكتفِ بصناعة الإنجازات، بل حرص على صناعة الإنسان، من خلال إعداد جيل جديد من القيادات الشابة القادرة على حمل الراية ومواصلة المسيرة.
فقد آمن مبكرًا بأهمية تمكين الكفاءات الوطنية وبناء صف ثانٍ من الإداريين والفنيين، ليبقى الاتحاد القطري نموذجًا في الاستدامة والتجدد.
واليوم، وهو يغادر موقعه الرسمي، يترك خلفه منظومة متكاملة من الكوادر المؤهلة، التي تعلمت منه قيم الالتزام والعمل بروح الفريق والسعي الدائم نحو التميز والابتكار.
إنجازات رياضية وميداليات تاريخية
على الصعيد الفني، حقق المنتخب القطري لكرة الطاولة في عهد المهندي إنجازات مشرفة على المستويات الخليجية والعربية والآسيوية، وحصد عشرات الميداليات، ليؤكد حضوره القوي في البطولات الكبرى، وتتحول اللعبة إلى إحدى الرياضات التي ترفع علم الأدعم باستمرار في المحافل الدولية.
مرحلة جديدة بقيادة حمد الحمادي
وفي إطار الانتقال السلس للمرحلة المقبلة، ستبصم الجمعية العمومية على انتخاب حمد الحمادي أسطورة كرة الطاولة السابق المرشح الوحيد في هذا المنصب رئيسًا جديدًا للاتحاد القطري لكرة الطاولة، وسط ثقة كبيرة بقدرته على مواصلة البناء على ما تحقق من مكتسبات، وقيادة الاتحاد نحو آفاق جديدة من النجاح والتطور.
إرث من المجد ورأس مرفوعاً
يغادر خليل المهندي رئاسة الاتحاد ورأسه مرفوعاً، بعد أن ترك إرثًا إداريًا وإنجازات يفتخر بها كل قطري، مؤكدًا أن مغادرته المنصب لا تعني نهاية العطاء، بل بداية مرحلة جديدة من الخدمة الرياضية في مواقع أخرى، مستندًا إلى تجربة نادرة وبصمة لا تُنسى في تاريخ كرة الطاولة القطرية والعالمية .
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير





