دعم القيادة يتحوّل إلى إنجازات ملموسة في تمكين ذوي الإعاقة البصرية بمركز النور

الدوحة – موقع الشرق 

في اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، تتجدد الرسالة الوطنية لدولة قطر تجاه فئة ذوي الإعاقة البصرية، الذين يُعدّون جزءًا أصيلًا من المجتمع وشركاء فاعلين في مسيرة التنمية الوطنية، ويُجسّد مركز النور للمكفوفين، أحد المراكز المنضوية تحت مظلة المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، هذا التوجه الوطني من خلال برامجه النوعية ومبادراته المستمرة في مجالات التعليم والتأهيل والعمل، ليكون نموذجًا يحتذى به في دمج ذوي الإعاقة البصرية في جميع مجالات الحياة.

رؤية القيادة ونهج الدولة

وضعت رؤية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، الإنسان في صميم أهداف التنمية الوطنية 2030، مؤكدة أن التنمية لا تتحقق إلا من خلال الاستثمار في الإنسان وتمكينه من العيش بكرامة ومساواة، وضمن هذا الإطار، أولت الدولة اهتمامًا متزايدًا بالأشخاص ذوي الإعاقة، موفرة البيئة التشريعية والخدمية التي تضمن لهم حقوقهم، بدءًا من التعليم والتوظيف وصولاً إلى الرعاية الصحية والتكنولوجيا المساعدة، بما يعكس التزام الدولة بتوفير حياة متكاملة ومستقلة لهم.

ترجمة الدعم القيادي إلى واقع ملموس

وقال السيد مشعل بن عبدالله النعيمي، المدير التنفيذي لمركز النور للمكفوفين، إن توجيهات القيادة الرشيدة كانت الدافع الأساسي وراء الإنجازات التي شهدها مجال دعم وتمكين ذوي الإعاقة البصرية في قطر، مضيفًا أن الاهتمام الشامل بهذه الفئة هو نتيجة مباشرة للرؤية الوطنية التي جعلت تمكين الإنسان أولوية وطنية، مشيرًا إلى أن مركز النور يعمل على ترجمة هذه الرؤية إلى واقع عملي من خلال برامج تأهيلية وتعليمية وتدريبية متطورة، تفتح آفاقًا جديدة أمام المنتسبين والمستفيدين وتؤهلهم للاندماج الكامل في المجتمع.

وأوضح النعيمي أن دور المركز يتجاوز الخدمات التعليمية إلى التأهيل النفسي والاجتماعي والمهني، بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة، بهدف بناء شخصية مستقلة ومنتجة لكل منتسب، مؤكدًا أن رؤية المركز تتماشى مع استراتيجية الدولة لبناء مجتمع شامل وخالٍ من التمييز، وأن تمكين ذوي الإعاقة البصرية يُعد مسؤولية وطنية جماعية.

برامج ومبادرات نوعية

يقدّم مركز النور مجموعة واسعة من البرامج النوعية التي أسهمت في توعية المجتمع بقدرات منتسبيه وحقوقهم، وذلك من خلال فعاليات ومبادرات مستمرة، خاصة في الأيام العالمية كاليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، وأطلق المركز أيضًا شراكات استراتيجية مع جهات حكومية وخاصة لتوفير فرص عمل ملائمة للمنتسبين، إلى جانب تطوير مختبرات تقنية لتدريبهم على استخدام البرمجيات المساعدة في الحياة اليومية والعمل.

وأكد المدير التنفيذي أن هذه الجهود تشكّل جزءًا من منظومة وطنية متكاملة تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة في الفرص لجميع المواطنين والمقيمين من ذوي الإعاقة.

المرأة الكفيفة والأسرة محور الاهتمام

ولم يغب عن المركز اهتمام المرأة الكفيفة، حيث يُقدم برامج مهنية واقتصادية تُعزز من استقلالها وتمكينها من الاعتماد على الذات والمشاركة في سوق العمل، كما يقدّم الدعم النفسي والاجتماعي للأسر التي تضم أطفالًا من ذوي الإعاقة البصرية، إيمانًا بأن الأسرة هي البيئة الأولى للتمكين.

وأشار النعيمي إلى أن المركز وظّف عدداً من النساء من ذوي الإعاقة البصرية في مناصب قيادية، كما يتيح برامج متخصصة للأمهات الكفيفات لتبادل الخبرات وتعلّم مهارات تربية الأبناء والتعامل مع التحديات اليومية، بما يعزز دور الأسرة في التنمية والتمكين.

رسالة مستمرة نحو المستقبل

واختتم المدير التنفيذي تصريحه بالتأكيد على أن مركز النور سيواصل أداء رسالته الوطنية، قائلاً: "نحن جزء من منظومة دولة قطر التي آمنت بأن الإنسان هو محور التنمية، وواجبنا أن نحول هذه القناعة إلى واقع عملي يخدم كل شخص كفيف في هذا الوطن المعطاء."

ويُعد مركز النور اليوم نموذجًا عمليًا لترجمة الدعم القيادي والرؤية الوطنية إلى إنجازات ملموسة، حيث يضمن لكل مكفوف التعليم، التأهيل، والعمل، ليكون فاعلًا في المجتمع، مشاركًا في مسيرة التنمية الوطنية، ومستفيدًا من فرص متكافئة تحقق له الحياة الكريمة والكرامة الإنسانية.