
❖ عبد الناصر البار
سيكون استاد لوسيل المونديالي أمسية اليوم، مسرحا للنهائي العربي الكبير بين منتخبي المغرب والأردن بداية من الساعة السابعة، ويتطلع كلا المنتخبين للتتويج باللقب الذي سيكون الثاني للمنتخب المغربي بعد 2012، والتاريخي الأول للمنتخب الأردني الذي لم يسبق له وان توج باللقب...وستكون المباراة النهائية الليلة هي الأولى في بطولة كأس العرب التي ستجمع بين مدربين من جنسية واحدة، هما المغربيان جمال السلامي مدرب المنتخب الأردني وطارق السكتيوي مدرب المنتخب المغربي، وسطر المنتخبان الأردني والمغربي مسيرة رائعة خلال المراحل المختلفة للنسخة الحالية من البطولة، ليحجزا مقعديهما في المباراة النهائية عن جدارة واستحقاق، بعد تحديات كبيرة مر بها الطرفان، اللذان تمكنا من تجاوز منتخبات كانت مرشحة فوق العادة للمنافسة على اللقب.
- اعتراف دولي
وتعد بطولة كأس العرب في نسختها الحادية عشرة هي البطولة الثانية تواليا التي تقام تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بعد النسخة السابقة التي استضافتها الدوحة عام 2021، وحظيت باعتراف الاتحاد الدولي للمرة الأولى منذ انطلاقتها عام 1963 في لبنان، ما منحها بعدا دوليا واهتماما كبيرا نقلها من الإقليمية إلى العالمية..وشهدت البطولة قبل خوض مواجهة النهائي ومباراة تحديد المركزين الثالث والرابع المقررتين اليوم، إقامة 30 مباراة جرت على ستة استادات مونديالية سبق أن استضافت مباريات في النسخة التاريخية لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث تميزت جميع الملاعب بسهولة الوصول من خلال شبكة حديثة من وسائل النقل العام، ما ضمن تجربة مثالية فريدة للجماهير التي حضرت المنافسات.
- الصلابة الدفاعية للأردن
يسعى المنتخب الأردني المتألق خلال الفترة الحالية للاستمرار في مسار النتائج الإيجابية، بعدما أعاد كتابة تاريخ مشاركاته في بطولة كأس العرب، التي أظهر في نسختها الحالية شخصية قوية، مكنته من استهلال مشواره بطريقة مثالية، عندما دون حضورا لافتا في دور المجموعات، وحقق العلامة الكاملة بثلاثة انتصارات متجاوزا منتخبات الإمارات والكويت ومصر ضمن المجموعة الثالثة، ليبلغ الدور ربع النهائي مسجلا 8 أهداف ومستقبلا هدفين، ضاربا موعدا مع المنتخب العراقي في الدور الثاني....وعلى الرغم من المستوى المميز الذي قدمه المنتخب العراقي في لقاء ربع النهائي، إلا أن المنتخب الأردني استطاع تحقيق الفوز بهدف نظيف، ليضمن تأهله إلى الدور نصف النهائي بفضل الصلابة الدفاعية، وتألق حارس مرماه يزيد أبو ليلى الذي يعد من نقاط القوة في صفوف المنتخب.
- المركز الرابع عام 1988
ضرب المنتخب الأردني موعدا مع نظيره السعودي في مواجهة شكلت تحديا حقيقيا لوصيف بطولة كأس آسيا 2023، عطفا على المستويات المميزة التي كان يقدمها المنتخب السعودي، فضلا عن غياب مهاجمه الأول لاعب العربي القطري يزن النعيمات بسبب الإصابة بقطع في الرباط الصليبي للركبة التي لحقت به في مواجهة العراق...واستطاع المنتخب الأردني عبور المحطة الصعبة في استاد البيت بتجاوز عقبة نظيره السعودي، محققا الفوز بهدف دون مقابل، ليخطف بطاقة الترشح للنهائي للمرة الأولى في تاريخه، باحثا عن تحقيق إنجاز لافت للاقتراب أكثر من التتويج باللقب، بعدما سبق له الحصول على المركز الرابع في نسخة عام 1988 التي استضافتها الأردن.
- الروح الجماعية والقوة الهجومية
يعول المغربي جمال السلامي مدرب منتخب الأردن خلال مباراة الليلة على المنظومة الجماعية في صفوف المنتخب، والصلابة الدفاعية مع وجود العديد من الأسماء التي قدمت مستويات راقية في البطولة، على غرار علي علوان متصدر قائمة هدافي البطولة برصيد 4 أهداف، إضافة إلى محمد أبو زريق ومهند أبو طه والحارس المتألق يزيد أبو ليلى الذي نال جائزة أفضل لاعب في مباراتي العراق والسعودية، وتكمن قوة المنتخب الأردني في المنظومة الجماعية والتوازن في الأداء مع تنظيم رائع في الملعب وانضباط كبير للاعبيه في القيام بالمتطلبات الدفاعية والهجومية، وهو ما ساهم في نجاحه ببلوغه المباراة النهائية.
- الاستثمار الحقيقي باللاعب المحلي
أحد أسرار نجاح الأردن يكمن في الاستقرار الفني والصبر على المدربين. الإدارة لا تتخذ قرارات مفاجئة بعد مباراة واحدة، هذا منح اللاعبين الثقة، حتى أصبح الفريق يلعب بشخصية وهوية واضحة.. كما ان أكبر مكسب حققه الأردن هو الثقة في اللاعب المحلي. الجهاز الفني بقيادة السلامي نجح في ترسيخ فكرة “الفريق النجم”، حيث لا يعتمد على لاعب واحد لحل المعادلة، بل على منظومة جماعية متكاملة.

- إقصاء منتخبي سوريا والإمارات
ضرب منتخب المغرب موعدا مع نظيره السوري في الدور ربع النهائي على استاد خليفة الدولي، ليتمكن من تحقيق الفوز بهدف دون مقابل، حاجزا مقعده في نصف النهائي الذي التقى فيه مع المنتخب الإماراتي، حيث استطاع الخروج بانتصار بثلاثية نظيفة أكد خلالها قدراته الهجومية وصلابته الدفاعية...وخلال المباريات الخمس التي خاضها المنتخب المغربي في البطولة تمكن من تسجيل 8 أهداف، واستقبل هدفا وحيدا، وهو ما يؤكد قدراته العالية على المستوى الدفاعي، وفاعليته الهجومية، حيث كان الأقل استقبالا للأهداف من بين جميع المنتخبات المشاركة في هذه النسخة.
- تألق وصدارة بالدور الأول
قدم المنتخب المغربي مستويات راقية في النسخة الحالية من بطولة كأس العرب، متجاوزا العديد من الصعوبات التي تمثلت في الغيابات بسبب الإصابات التي لحقت ببعض لاعبيه على غرار أشرف بن شرقي، حيث أظهر لاعبوه عزيمة كبيرة وروحا عالية مكنته من شق طريقه حتى محطة الدور النهائي...وبدأ المنتخب المغربي البطولة على نحو مثالي، بعدما استهل مشواره ضمن المجموعة الثانية بالفوز على منتخب جزر القمر بثلاثية مقابل هدف، ثم تعادل مع نظيره العماني بدون أهداف في الجولة الثانية، قبل أن يختتم مشواره في دور المجموعات بالفوز على المنتخب السعودي بهدف نظيف في الجولة الثالثة والأخيرة، ليجمع 7 نقاط وضعته في الصدارة.
- الروح الرياضية بالقمة الكروية
من المنتظر ان تكون المباراة نهائية وحاسمة في مسيرة المنتخبين من أجل حسم اللقب العربي الليلة على استاد لوسيل المونديالي وفي الوقت نفسه من المتوقع ان يكون المشهد الختامي مميزا وفي المستوى المطلوب، حيث من المؤكد ان لاعبي الفريقين سيقدموا أفضل ما لديهم في هذا النهائي العربي الكبير الذي سيكون محط أنظار العالم العربي.
- 5 انتصارات للأسود على النشامى
يخوض المنتخب المغربي هذا النهائي وهو يعوّل على عدة عوامل إيجابية، في مقدمتها سجله التاريخي المميز أمام المنتخب الأردني، إضافة إلى الخبرة التي راكمها لاعبوه في مثل هذه المواعيد الكبرى، ما يجعله في وضعية مريحة نسبيًا من الناحية المعنوية..وتشير الأرقام التاريخية إلى تفوق واضح للمنتخب المغربي في مواجهاته السابقة مع الأردن، إذ التقى المنتخبان في خمس مباريات عبر مختلف البطولات، حقق خلالها المغرب أربعة انتصارات، فيما انتهت مباراة واحدة بنتيجة التعادل، من دون أن ينجح المنتخب الأردني في تحقيق أي فوز، كما سجل أسود الأطلس 12 هدفًا مقابل 3 أهداف فقط للأردن، وهو ما يعكس أفضلية مغربية واضحة على مستوى النتائج والمردود الهجومي....وعلى مستوى بطولة كأس العرب، سبق للمنتخبين أن تواجها في مناسبتين. الأولى كانت خلال دور المجموعات لنسخة 2002، وانتهت بالتعادل الإيجابي (1-1)،..أما المواجهة الثانية، فجرت ضمن دور المجموعات لنسخة 2021، وشهدت تفوقًا مغربيًا كاسحًا بنتيجة أربعة أهداف من دون رد، سجلها كل من عبد الإله حافيظي (هدفين)، محمد الناهيري وبدر بانون، في مباراة أكد خلالها المغرب قوته الهجومية وانضباطه التكتيكي.
- 200 ألف دولار للاعبي المغرب
رصدت الجامعة المغربية لكرة القدم مكافآت مالية ضخمة للاعبي أسود الأطلس وأعضاء الجهازين الفني والطبي مقابل التتويج بلقب كأس العرب للمرة الثانية في تاريخ الكرة المغربية، بعد إنجاز نسخة 2012، وذلك رغبة من الاتحاد المحلي في رفع معنويات اللاعبين، وتعزيز فرص التتويج باللقب العربي، اكد أحد أعضاء الجامعة المغربية "لقد اعتدنا صرف مكافآت مالية مهمة لجميع المنتخبات المتوجة في البطولات القارية والعالمية، ولهذا لن يكون المنتخب الرديف الاستثناء، إذ سيحصل لاعبوه على مبالغ مهمة بعد بلوغ المباراة النهائية، سواء توجوا باللقب، أم اكتفوا بمركز الوصافة"، ومن المنتظر ان يحصل لاعبو المنتخب المغربي على 200 ألف دولار، خاصة أن قيمة المكافآت الفردية قد تتجاوز 200 ألف دولار لكل لاعب، في حال التتويج بالبطولة. علماً أن بطل النسخة الحالية سيحصل على منحة مالية قدرها سبعة ملايين و155 ألف دولار.
- حلم التتويج باللقب الثاني
يمني المنتخب المغربي بأن يواصل أسود الأطلس مشوارهم بنجاح في البطولة من أجل التتويج للمرة الثانية في تاريخه، بعدما حصد اللقب للمرة الأولى في نسخة 2012 التي جرت بالسعودية، عندما تغلب على نظيره الليبي بركلات الترجيح (3 - 1) عقب انتهاء المباراة بالتعادل بهدف لمثله...ويعول المنتخب المغربي على عدد من اللاعبين المميزين ، على غرار كريم البركاوي ، وعبدالرزاق حمد الله وطارق تيسودالي وأمين زحزوح و أسامة طنان.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير



