
الدوحة - قنا
أكد سعادة السيد حمد بن ناصر المسند، رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية، ورئيس الدورة الحادية عشرة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، أن أجهزة مكافحة الفساد لا يمكنها أن تواجه ظاهرة الفساد العابر للحدود كلا بمعزل عن الآخر، بل تحتاج إلى منصات عملية سريعة وآمنة لتبادل المعلومات وتنسيق الجهود وبناء الثقة المتبادلة.
وأوضح سعادته في كلمة ألقاها اليوم خلال الجلسة الافتتاحية لفعاليات يوم شبكة العمليات العالمية لسلطات إنفاذ القانون المعنية بمكافحة الفساد /جلوب/، التي أقيمت على هامش الدورة الحادية عشرة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، أن الفساد أصبح خلال السنوات الأخيرة ظاهرة عابرة للحدود وأن ممارسيه يستغلون الثغرات والتعقيدات القانونية والإدارية وضعف التعاون الدولي للتحايل والإفلات من المساءلة.
وقال سعادته: "هنا تبرز القيمة المضافة لشبكة "جلوب"، بوصفها جسرا يربط بين الهيئات المختصة في الدول الأطراف، ويتيح الأدوات الرقمية وقنوات تواصل مباشر لدعم التحقيقات وتعزيز الوقاية".
وأشار إلى أن اجتماع شبكة "جلوب" المنعقد على هامش الدورة الحادية عشرة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، مكرس لتعزيز التعاون العملي بين الجهات المسؤولة عن إنفاذ القانون في مجال مكافحة الفساد، واستثمار ما توفره هذه الشبكة من فرص بناءة للتواصل وتبادل المعلومات والخبرات.
وأوضح أن حرص المشاركين على حضور جلسات شبكة "جلوب" يعكس التزاما جماعيا بتفعيل التعاون على أرض الواقع، وتحويل النصوص إلى أدوات عملية في مواجهة الفساد.
ولفت إلى أن برنامج فعاليات يوم "جلوب" يركز على مسارات عملية واضحة من تحويل بيانات إلى رؤية استراتيجية إلى الانتقال من البيانات المستترة إلى بيانات الملكية الحقيقية المتبادلة، مرورا بجلسات خاصة باستخدام تكنولوجيا المعلومات والأطر الإقليمية، وصولا إلى العمل معا من أجل التغيير واستشراف مستقبل شبكة "جلوب".
ونوه بأن هذه العناوين تعبر عن مسار متكامل تبدأ من جمع المعلومات وتحليلها، ثم تبادلها وترجمتها إلى عمل مشترك يحقق نتائج ملموسة.
وقال: "إن التركيز على البيانات الاستباقية والمؤشرات المبكرة لمخاطر الفساد يمثل نقلة نوعية في الطريقة التي ننظر بها إلى مكافحة الفساد، لأنه لم يعد مقبولا أن ننتظر وقوع الجريمة ثم نتحرك، بل المطلوب أن نستخدم ما يتوافر لنا من قواعد بيانات وسجلات ومعلومات عبر الحدود لاكتشاف أنماط السلوك المشبوه قبل أن تتحول إلى قضايا معقدة وعابرة للحدود".
وأضاف: "هنا يمكن لشبكة "جلوب" وأدواتها أن توفر منصة تساعد الدول على ربط هذه النقاط وتحويل البيانات المتفرقة إلى رؤية استراتيجية مشتركة".
وتابع: "إن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يمثل محورا رئيسيا في اجتماعنا اليوم سواء من خلال المنصة الرقمية لشبكة "جلوب" أو من خلال المبادرات الإقليمية التي ستعرض خلال الجلسات".
وأكد أن الأنظمة الرقمية الآمنة وأدوات الاتصال الفوري والقدرة على مشاركة المستندات والطلبات في الوقت الحقيقي، يمكن أن تختصر شهورا من المكاتبات الورقية التقليدية وأن تحدث فرقا حقيقيا في سرعة التحقيقات وفعاليتها.
كما أن النجاح في هذا المجال يتطلب في الوقت ذاته الاستثمار في بناء القدرات الوطنية وتطوير الأطر التشريعية والتنظيمية التي تكفل حماية البيانات واحترام السيادة الوطنية مع الحفاظ على انسيابية التعاون وفعاليته.
وفي هذا السياق فإن هيئة الرقابة الإدارية والشفافية تنظر باهتمام بالغ إلى الدور الذي تقوم به شبكة "جلوب" في دعم التعاون بين السلطات المختصة وتولي أهمية خاصة لبناء الشراكات مع الشبكات والآليات الدولية والإقليمية التي تشترك في الهدف نفسه وهو تجفيف منابع الفساد وحماية المال العام وتعزيز ثقات المجتمعات في مؤسساتها.
وقال رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية: "إن العمل معا من أجل التغيير يختصر جوهر رسالتنا في هذا اليوم، فالتغيير الحقيقي لا يتحقق بمجرد وضع السياسات والتشريعات والنظم، بل يحتاج فوق ذلك إلى آليات واضحة للمتابعة والتقييم والاستعداد لتقاسم الخبرات الناجعة، ومواجهة التحديات والعمل على معالجتها بصورة جماعية".
وأعرب عن تطلعه إلى أن تسهم المناقشات خلال هذا اليوم في بلورة أفكار ومبادرات تعزيز استخدام شبكة "جلوب"، بالعمل التطبيقي لهيئات مكافحة الفساد وتجعل منها أداة أساسية في أي تعاون ثنائي أو متعدد الأطراف.
وعبر عن أمله في أن يكون هذا اليوم خطوة إضافية على طريق ترسيخ شبكة "جلوب" كمنصة عالمية رائدة للتعاون في مكافحة الفساد، كما أكد استعداد هيئة الرقابة الإدارية والشفافية لمواصلة العمل مع شركائها في الأمم المتحدة والدول الأعضاء في الشبكة من أجل توسيع نطاق استخدامها وتعزيز أثرها في كشف قضايا الفساد وتعقب عوائدها واستردادها.
من جانبه، أشار الدكتور ناصر أبا الخيل، رئيس شبكة "جلوب" إلى أن الجلسة الافتتاحية ركزت على أهمية تبادل المعلومات الفعالة وفي الوقت المناسب، لافتا إلى أن قضايا الفساد تتسم بطابع عابر للحدود، ومؤكدا أن التعاون بين مختلف أجهزة مكافحة الفساد أمر أساسي.
وقال: "التعاون بين مختلف أجهزة مكافحة الفساد أمر ضروري، وتشارك المعلومات يمكننا من الحصول على المعلومات الأساسية في الوقت المناسب وبشكل فعال".
وتحدث المشاركون خلال الجلسة الافتتاحية ليوم "جلوب" عن أهمية تبادل المعلومات بين أجهزة مكافحة الفساد، وكيف تساهم أدوات شبكة /جلوب/ في دعم الممارسين في عملهم اليومي، كما استعرضوا تجاربهم في مجال مكافحة الفساد.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير



