
محمد حسن
الصعوبات خلقت دافعا قويا للنجاح في الميدان الإعلامي والرياضي
تنظيم الدوحة مختلف خاصة من ناحية الاهتمام بذوي الإعاقة
بدأت التصوير وأنا على قدميّ لكن قضاء الله وقدره كان له رأي آخر
البعض ينصحني بإخفاء قدمي المبتورة لكنني أؤمن بأنه لا يوجد ما يدعو للخجل
لفت انتباهي في الملاعب القطرية مستوى الانسيابية في الحركة داخل الاستادات
حظيت بمقاعد مخصصة في جميع الأماكن وسيارات تسهّل التنقل
يُعدّ المصور العراقي إسماعيل الرفاعي واحدًا من الأسماء التي فرضت حضورها في عالم التصوير الرياضي رغم التحديات، حيث استطاع بعدسته أن يوثق لحظات رياضية مميزة من الملاعب الشعبية في كركوك وصولًا إلى البطولات الكبرى في المنطقة. رحلة بدأت بالشغف والتعلّم، واستمرت بالإصرار والعزيمة، ليكون مثالًا حيًا على أن الإعاقة لا تقف عائقًا أمام الطموح، بل قد تتحول إلى دافع أقوى للنجاح والتميّز في الميدان الإعلامي والرياضي، كل هذا وأكثر في سطور الحوار التالي:
كيف كانت بداياتك في عالم التصوير؟
بدأ دخولي إلى عالم التصوير من بوابة الشغف العائلي، حيث كان لأخي الأكبر الدور الأول في تعريفي بهذا المجال. كنت أراقبه باستمرار أثناء التقاطه للصور، ومن خلاله تعلمت أساسيات التصوير الأولى التي شكّلت حجر الأساس لمسيرتي لاحقًا. وفي عام 2001 خطوت أولى خطواتي نحو الاحتراف، بعد اقتنائي أول كاميرا احترافية لي، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة من العمل الميداني. انطلقت بعدسة الكاميرا إلى الملاعب الشعبية في مدينتي كركوك، حيث ركّزت في البداية على توثيق المباريات الرياضية. ولم يقتصر عملي على كرة القدم فقط، بل شمل أيضًا رياضات أخرى مثل الملاكمة والتايكوندو، إلى أن أصبحت المصور الرياضي الوحيد في مدينتي، مدينة كركوك العراقية خلال تلك الفترة.
ما تعليقك على تجربتك في تصوير بطولة كأس العرب؟
كانت تجربتي في تصوير بطولة بحجم كأس العرب تجربة مميزة ومثرية بكل المقاييس، خصوصًا أنها المرة الثانية التي أحضر فيها بطولة تُقام على الملاعب القطرية، بعد مشاركتي الأولى في كأس العرب 2021. وبشكل عام، فإن التنظيم في البطولات العربية، وتحديدًا تلك التي تُقام في قطر، يتّسم بمستوى عالٍ من الاحترافية والدقة في أدق التفاصيل. وخلال مسيرتي، زرت وعملت في العديد من ملاعب العالم، سواء كمشجع أو كمصور، إلا أن التجربة في الدوحة كانت مختلفة ولافتة للنظر، خاصة من ناحية الاهتمام بذوي الإعاقة. فقد حظيت بمقاعد مخصصة في جميع الأماكن، إضافة إلى تسهيلات شاملة تعكس تقديرًا حقيقيًا لهذه الفئة، وهو أمر لم ألمسه بهذا الشكل في أغلب الدول التي زرتها سابقًا. كما لفت انتباهي في الملاعب القطرية مستوى الانسيابية في الحركة داخل الاستادات، إلى جانب توفير سيارات متنقلة تسهّل التنقل داخل الملاعب، وهي خدمات قلّما تتوافر في ملاعب أخرى حول العالم، ما جعل تجربة العمل والتواجد في البطولة أكثر راحة واحترافية.
لو تكلمنا عن حالتك الصحية، كيف استطعت أن تجمع التصوير مع الإعاقة وما الصعوبات التي واجهتها؟
في بداية مسيرتي في عالم التصوير لم أكن أعاني من أي إعاقة، بل كنت أعمل وأنا على قدميّ بشكل طبيعي. لكن قضاء الله وقدره كان له رأي آخر، إذ تعرّضت لإصابة مع مرور الوقت أدّت إلى بتر إحدى ساقيّ، لتبدأ مرحلة جديدة ومختلفة من حياتي المهنية والشخصية.
ورغم ذلك، لم تكن الإعاقة عائقًا أمام استمراري في العمل كمصور، وإن كانت الصعوبات حاضرة وبشكل واضح. فالتنقل، وحمل معدات التصوير الثقيلة، والحركة داخل الملاعب تشكّل تحديات يومية، إلا أن الإرادة وحب المهنة كانا دائمًا الدافع لتجاوزها. كما أن دعم المنظمين وحرصهم على تقديم المساعدة للجميع ساهم بشكل كبير في تذليل الكثير من العقبات، ومكّنني من مواصلة عملي وممارسة شغفي في التصوير.
رسالتك لكل شخص عنده إعاقة ويخجل يخرج للمجتمع؟
أود أن أوجّه رسالة لكل شخص من ذوي الإعاقة يشعر بالخجل أو يتردد في الاندماج مع المجتمع، مفادها أن الإعاقة، بجميع أشكالها، هي ابتلاء من رب العالمين، وعلى الإنسان أن يتقبّل هذا القدر وألّا يتوقف عنده أو يجعله عائقًا أمام طموحاته.
إذا كنت تمتلك موهبة، سواء في الإعلام أو في أي مجال آخر، فعليك أن تظهرها للعلن دون تردد، لأن هذه الموهبة وهذا الهدف سيكونان سندًا لك ودافعًا قويًا للاستمرار والتقدم. وعن تجربتي الشخصية، أحرص دائمًا على إظهار ساقي الصناعية، ليس لأنها أمر يجب إخفاؤه، بل لأنها مصدر فخر لي ودليل على القوة والإرادة. في كثير من الأحيان أشعر بأن هناك شيئًا ناقصًا عندما لا أظهر بها.
قد ينصحني البعض بإخفائها أو تغطيتها بالملابس، لكنني أؤمن بأنه لا يوجد ما يدعو للخجل، فإظهارها للناس ليس عيبًا، بل رسالة واضحة بأن الإعاقة لا تُنقص من قيمة الإنسان، بل قد تكون سببًا في قوته وتميّزه.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير




