د. جاسم الحربي الحارس السابق لمنتخب السعودية في حوار لـ"الشرق": طموح التتويج حق مشروع للأخضر

الدكتور جاسم الحربي الحارس السابق لمنتخب السعودية

أجرى الحوار: محمود النصيري

محطة السعودية هي الأخيرة للنشامى

قطر نجحت في تجميع العرب في بطولة من فئة 7 نجوم

منتخبنا أظهر هويته الحقيقية الطامحة للتتويج باللقب

الأرقام القياسية أكدت أن الجمهور السعودي رقم 1 في البطولة

أشار الدكتور جاسم الحربي الحارس السابق للأخضر السعودي والمحاضر بالاتحاد الاسيوي لكرة القدم الى ان مباراة المنتخب السعودي مع نظيره الاردني ستكون أخر محطات النشامى في البطولة معربا عن ثقته في لاعبي الاخضر في تقديم مستويات عالية من اجل الوصول الى النهائي ومواصلة الطريق نحو منصة التتويج العربية.

وأوضح الدكتور جاسم الحربي في حوار خاص لـ"الشرق" ان قطر نجحت من خلال هذه الاستضافة في تجميع المجتمع الرياضي العربي في بطولة استوفت كل معايير النجاح تحت اشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم -فيفا وهو ما جعلها محط انظار العالم وليس العرب فقط مثمنا الدور الذي تقوم به قطر في تجميع الشعوب العربية تحت راية كرة القدم.. والى بقية تفاصيل هذا الحوار:

في البداية كيف ترى مواجهة المنتخب السعودي أمام الأردن بنصف النهائي العربي؟

أولا نبارك للفرق الاربعة التي تأهلت للدور نصف النهائي وان شاء الله بالتوفيق للجميع، نتطلع لمشاهدة مستويات فنية عالية تليق بتاريخ المنتخبات الاربعة وبنصف نهائي بطولة عربية ونتمنى ان نرى المنتخبين الافضل في المباراة النهائية التي ستقام في لوسيل الخميس المقبل.

الكل سعى لهذه البطولة وقدم عروضا قوية منذ انطلاق البطولة بداية من التصفيات ومرورا بدور المجموعات وصولا الى الادوار الإقصائية، وبعد الوصول الى هذه المرحلة لا وجود لاي شيء سهل حيث نجح منتخب الاردن في تحقيق العلامة الكاملة بدور المجموعات كما تفوق على منتخب مصر بالبدلاء، وهو ما لم يتوقعه أحد، كما ان الفوز على العراق عزز ثقة اللاعبين في انفسهم، وعموما الاردن يقدم واحدة من افضل مشاركاته ببطولة كأس العرب وهو ما يجعله من افضل الفرق المرشحة للمنافسة على اللقب.. لذا فالمواجهة ستكون صعبة وستلعب على بعض التفاصيل الدقيقة.

ألا ترى أن الطريق إلى المباراة النهائية سيكون صعباً للغاية أمام منتخب أردني عنيد؟

فعلا المنتخب الاردني عنيد وقوي واثبت انه من ابرز المرشحين للمنافسة على اللقب العربي..كما ان المدرب المغربي جمال السلامي يتميز برؤية فنية وتكتيكية مميزة وهو ما اهله للوصول الى نصف النهائي، لكن في المقابل الاستمرار في المبالغة الدفاعية الذي ظهر به امام العراق في المباراة الماضية لم يكن له اي مبرر، حيث لعب المنتخب الاردني اغلب المباراة في الحالة الدفاعية ولم يغامر بالمبادرة الهجومية وهو ما اظهره في حالة ضعف بدت جلية لكل من تابع المباراة.. وكان من الاجدر على المدرب جمال السلامي احداث توازن بين الواجبات الدفاعية والهجومية.

كيف تقيم أداء لاعبي الأخضر السعودي إلى حد الآن في البطولة؟

المدرب الفرنسي هيرفي رينارد كان حريصا على اراحة اللاعبين الاساسيين في مباراة المغرب لحساب الجولة الاخيرة من دور المجموعات خاصة وانه كان قد حسم تأهله الى ربع النهائي قبل نهاية الدور الاول.. قبل ان تعود التشكيلة الاساسية للظهور امام منتخب فلسطين، حيث استطاع منتخبنا فرض سيطرته على مجريات اللقاء وقدم اللاعبون اداء رجوليا ورغبة كبيرة في الفوز واظهر المنتخب السعودي هويته الحقيقية الراغبة في التتويج بالبطولة وليس فقط المشاركة المشرفة.

واعتقد ان اللاعبين قدموا مستويات قوية جعلتهم يتواجدون في نصف النهائي بجدارة واستحقاق.. واعتقد ان طموح التتويج باللقب حق مشروع للمنتخب السعودي وجماهيره..

وعموما اعتقد ان الاداء العام للمنتخب الوطني كان جيدا رغم الاخطاء التي كانت اقل في الدفاع اكثر في الهجوم بسبب غياب التركيز امام مرمى المنافسين وهو ما ساهم في اضاعة الكثير من الفرص التهديفية.

اتوقع مباراة قوية والاخضر سيكون حاضرا في المباراة وأثق في ان الفوز سيكون سعوديا والبطولة سعودية.

ماهو تقييمك لمسيرة النشامى باعتباره المنتخب الوحيد الذي اكمل الدور الأول بالعلامة الكاملة؟

النشامى من افضل المنتخبات التي اظهرت مستويات جيدة بالبطولة..وقياسا على ما قدمه الى حد الان ارى ان محطة السعودية ستكون الاخيرة بالنسبة لمنتخب الاردن، واذا استطاع النجاة من فرص منتخب العراق الكثيرة التي اتيحت له في المباراة فانه لن يسلم امام الفرص التهديفية للاعبي السعودية في هذه المباراة.

هل تعتقد أن غياب يزن النعيمات سيؤثر كثيراً على اداء النشامى في مباراة اليوم؟

فعلا ارى ان اصابة اللاعب يزن النعيمات في المباراة الماضية امام العراق سيكون له تأثير واضح على خطط جمال السلامي مدرب الاردن، ونتمنى الشفاء العاجل لهذا اللاعب الذي قدم مستويات جيدة وساهم في انتصارات الاردن في دور المجموعات.

تأثير اللاعب قوي داخل النشامى وهذا ما ظهر جليا من خلال تصريحات المدرب واللاعبين بعد نهاية مباراة العراق.. لذا اعتقد ان غيابه عن تشكيلة منتخب الاردن سيكون له تأثير كبير على اداء الفريق بصفة عامة ليس فقط خططيا وفنيا بل ايضا معنويا.

مواجهة عاطفية ستجمع رينارد مع السلامي.. كيف ترى معركة الدكة الفنية في هذا اللقاء؟

المدربان تجمعهما علاقة صداقة قديمة، وميزة الرياضة ولعبة كرة القدم على وجه الخصوص انها تعزز التقارب وتساهم في توطيد العلاقات داخل وخارج الملعب، وهذا هو الهدف الاساسي من هذا التجمع العربي في قطر، والمنافسة لا يجب ان تتجاوز الملعب في حدود الروح الرياضية، في ظل منافسة شريفة من اجل مزيد توطيد العلاقات بين المجتمعات العربية.

المنتخب السعودي بات على بعد خطوة واحدة من اجل بلوغ النهائي والمنافسة على التتويج باللقب الثالث.. هل ترى ان الاخضر هو الاحق بالتتويج العربي؟

المنتخب السعودي له رغبة كبيرة في التتويج باللقب العربي وسيكون مدعوما بجماهيره الكبيرة التي حققت ارقاما قياسية بالجملة في هذه النسخة ومثلت اللاعب رقم 12 بالنسبة للاخضر السعودي.

الجماهير السعودية كسرت الرقم القياسي للحضور خلال مباراتي المغرب وفلسطين..كيف ترى هذا الحضور؟

اعتقد ان حضور الجماهير السعودية شكل حالة فريدة من نوعها واثبت انه رقم واحد في هذه البطولة، جماهيرنا بذلت جهودا كبيرة من اجل التواجد في الملاعب والساحات العامة وفي كل مكان من اجل مؤازرة المنتخب الوطني..لذا لم يستطع اي جمهور عربي اخر تجاوز الارقام التي حققتها جماهيرنا في مبارياتها بالبطولة الى حد الان..لذا اتوقع ان يتواصل الحضور القياسي لجماهيرنا التي مثلت ملح البطولة العربية.

ما رأيك في الحضور الجماهيري في البطولة بعدما تجاوز المليون مع ختام الدور ربع النهائي؟

الحضور الجماهيري في مباريات هذه البطولة شكل اللاعب رقم 1 في التأثير على نجاح هذه البطولة التي تعتبر بطولة لكل الدول العربية شاركت بغض النظر عن النتائج وهو ما ساهم في بلوغ ارقام غير مسبوقة بتاريخ هذا الحدث الرياضي العربي منذ نشأته في 1963.

كيف تقيم التنظيم القطري للبطولة ومساهمته في تعزيز التقارب العربي؟

لا بد من الاشادة بالتنظيم القطري للبطولة العربية في نسختها الحالي وايضا السباقة، وعموما اصبحت قطر من افضل الدول التي تنظم البطولات وبدرجة 7 نجوم.

لقد افتقدنا للتقارب العربي لفترات طويلة لكن قطر نجحت من خلال هذه الاستضافة في تجميع المجتمع الرياضي العربي في بطولة استوفت كل معايير النجاح تحت اشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم -فيفا وهو ما جعلها محط انظار العالم وليس العرب فقط.

ما رأيك في المدرسة المغربية التي اثبتت جدارتها في هذه البطولة بوجود مدربين في نصف النهائي؟

انا مع المدرب الوطني مغربيا كان ام جنسية عربية اخرى..ولن تتطور كرة القدم الا بوجود مدربين مواطنين يهتمون بالمراحل السنية وصولا الى المنتخب الاول..نرى الكثير من الاجانب الذين يدفع لهم مبالغ طائلة وفي النهاية النتيجة صفرية..اؤيد كل المدارس التدريبية العربية، لذا فان تواجد اي مدرب عربي هو نجاح ويستحق الاشادة.

كما ان استمرار الاردن على النهج المغربي بوجود سلامي خلفا لعموتة يؤكد ان توحيد المدرسة يساهم في خلق حالة من الاستقرار الفني التي تواكب برنامج الاتحاد المحلي.

ما هي رسالتك إلى الجماهير السعودية قبل مواجهة الأردن؟

الجماهير السعودية لا تحتاج الى رسالئل خاصة..لانهم اثبتوا انهم دائما اللاعب رقم 1، ووجودهم ضروري وفعال ومحفز لبث الروح الحماسية لدى اللاعبين، وهو ما سينعكس على الاداء العام في المباراة، وفي النهاية سنبارك للمنتخب الفائز في نهاية المباراة.

وانا سعيد ايضا بالتنافس الرائع بين الجماهير العربية خارج الملاعب رغم ثقتي بان جماهير الاخضر هي الاكثر فعالية مع المنتخب الوطني.