
د. بلال تركية، القائم بالأعمال لدى السفارة السورية
الدوحة - قنا
أكد الدكتور بلال تركية القائم بأعمال السفارة السورية في الدوحة، أن اليوم الوطني لدولة قطر يشكل محطة مميزة للتأمل في مسيرتها التنموية الريادية التي امتدت عبر عقود، وما حققته من حضور إقليمي ودولي رفيع، بفضل الرؤية الحكيمة لقيادتها وحرصها الدائم على ترسيخ أسس دولة عصرية متقدمة وقوية ومزدهرة.
وقال في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: "إن اليوم الوطني يجسد معاني الوحدة والانتماء والوفاء لمسيرة التأسيس التي وضع ركائزها المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، ويبرز ما حققته قطر من نهضة شاملة في ظل قيادتها الحكيمة، حيث تمثل هذه المناسبة فرصة للتأمل في المسيرة التنموية الرائدة التي قادتها دولة قطر عبر عقود، وما وصلت إليه اليوم من مكانة إقليمية ودولية مرموقة بفضل رؤى قيادتها الحكيمة وحرصها المتواصل على بناء دولة عصرية قوية ومزدهرة".
وأضاف أن اليوم الوطني ليس يوما للاحتفال فحسب، بل هو مناسبة يستحضر فيها المواطنون والمقيمون معا القيم الأصيلة للمجتمع القطري، وفي مقدمتها التضامن والعطاء والإخلاص في العمل. وأشار إلى أن قطر على مدى السنوات الماضية أدت دورا بارزا في تعزيز روح التعايش والانفتاح، ما جعل من هذه المناسبة حدثا يتقاسمه الجميع على اختلاف جنسياتهم وخلفياتهم، تقديرا لما يلقونه من احترام وكرامة وأمان وفرص للنمو والإبداع.
ولفت إلى أن اليوم الوطني يحمل أهمية رمزية خاصة للقطريين، ويجدد العهد بالمضي قدما في مسيرة التطوير والنهضة، كما يمثل فرصة لإبراز الإنجازات الكبيرة التي حققتها الدولة في مجالات الاقتصاد، التعليم، الرياضة، والدبلوماسية الإنسانية، والتي جعلت قطر نموذجا يحتذى به في التنمية المستدامة والفاعلية الدولية.
وأكد الدكتور تركية أن حضور قطر الإقليمي والدولي خلال السنوات الماضية ارتكز على دبلوماسية واضحة ومتوازنة، كما أن سياستها الخارجية تهدف إلى تحقيق الوئام وتعزيز قيم الحوار والسلام، وفق رؤية مبنية على حكمة قيادتها وتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.
واعتبر أن شعار اليوم الوطني لهذا العام، "بكم تعلو ومنكم تنتظر"، يعكس الدور الأساسي للإنسان القطري في بناء نهضة بلاده وتعزيز مكانتها الدولية، مشيدا بالنهج الدبلوماسي القطري، الذي أثبت مرارا قدرته على إدارة الملفات الحساسة في المنطقة عبر سياسة الوساطة الفاعلة، وبناء الجسور، وتوفير منصات للحوار بين الأطراف المتنازعة، ما جعل قطر مرجعا إقليميا لمن يسعى إلى حلول سلمية بعيدا عن لغة التصعيد، وعزز مكانتها بوصفها دولة مؤثرة تعمل لصالح الاستقرار والتنمية والسلام.
وتطرق القائم بالأعمال السوري إلى التطور اللافت الذي شهدته قطر في العديد من القطاعات الحيوية، مثل البنية التحتية المتقدمة، التعليم والبحث العلمي، الطاقة والصناعة، الطب والرعاية الصحية، الرياضة، الثقافة والفنون، مؤكدا أن السياسات الحكيمة للقيادة القطرية أسهمت في الارتقاء بجودة الحياة وخلق بيئة اقتصادية واجتماعية مستقرة وجاذبة، تقوم على قيم العمل والإبداع والانفتاح.
وأشار إلى أن هذه النهضة التنموية الشاملة، تعد نموذجا ملهما في المنطقة والعالم، تقوم على رؤية استراتيجية واضحة وإرادة سياسية راسخة لتطوير الإنسان والمكان معا، "فالإنجازات المتحققة خلال العقود الأخيرة دليل على قدرة قطر على تحويل الطموح إلى واقع ملموس من خلال الاستثمار الأمثل في الموارد البشرية وبناء اقتصاد قوي ومتنوع يعتمد على المعرفة والابتكار"، كما أنها ليست وليدة المصادفة، بل هي حصيلة مسار طويل من التخطيط الاستراتيجي والعمل المؤسسي المنسجم مع رؤية قطر الوطنية 2030.
وأكد أن قطر أصبحت اليوم مركزا إقليميا مهما في مجالات الاقتصاد والطاقة والتعليم والرياضة، ووجهة عالمية للفعاليات الكبرى، وساحة جاذبة للخبرات والكفاءات، مشيرا إلى أن هذا التقدم يمثل مصدر تقدير وإعجاب ويوفر آفاقا أرحب للتعاون بين سوريا وقطر في المجالات ذات الاهتمام المشترك، لا سيما في ميادين المعرفة والتنمية البشرية.
وحول الدور القطري تجاه سوريا، قال: "نحن في الجمهورية العربية السورية ننظر باحترام بالغ إلى جهود دولة قطر في دعم القضايا الإنسانية، والدفاع عن الشعوب التي تعاني من الأزمات، وكان الشعب السوري من بينها. لقد أدت قطر دورا مشهودا في تخفيف معاناة السوريين ودعمهم على مختلف الأصعدة الإنسانية والإغاثية والسياسية، وهو موقف يقدره السوريون ويثقون بأنه امتداد لنهج مستمر من المبادرات الصادقة والإنسانية".
وأكد أن الدور الدبلوماسي القطري، بتوازنه وصدق توجهاته، يفتح آفاقا واسعة أمام العلاقات العربية والدولية، ويعزز فرص التعاون بين دول المنطقة، مضيفا أن قطر أصبحت اليوم محط أنظار كل من يسعى إلى حلول عادلة للنزاعات وشراكات قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وأوضح أن هذه المكانة لم تأت من فراغ، بل نتيجة رؤية استراتيجية عميقة تؤكد أن الدبلوماسية ليست مجرد أداة لإدارة العلاقات الخارجية، بل ركن أساسي في بناء الدولة الحديثة.
وحول العلاقات السورية - القطرية اليوم، قال إنها "منذ فجر تحرير سوريا وبدء المرحلة الجديدة شهدت نموا متسارعا يعكس إرادة سياسية مشتركة لتعميق التعاون وتعزيز الشراكة في مختلف المجالات، حيث أعادت قطر فتح سفارتها في دمشق في ديسمبر 2024، مؤكدة دعمها للعملية السياسية وللجهود الإنسانية والتنموية التي تسهم في نهضة سوريا وعودتها لمكانها الطبيعي ضمن محيطها العربي والدولي".
وأضاف أن هذا العام شهد توقيع حزمة واسعة من اتفاقيات التعاون شملت قطاعات الطاقة، الاقتصاد، التجارة، المالية، السياحة، الاتصالات، والتعليم العالي، إلى جانب الاتفاق على استمرار توريد الغاز القطري وتعزيز آفاق العمل المشترك في كافة المجالات السياسية. كما واصلت قطر تقديم دعم إنساني وتنموي واسع النطاق، وشاركت في مبادرات ضخمة مشتركة مع المملكة العربية السعودية لتحسين الخدمات الأساسية في سوريا، وتعزيز مشاركة المؤسسات المالية القطرية في دعم القطاع المصرفي السوري.
واختتم القائم بأعمال السفارة السورية في الدوحة، تصريحه لـ/قنا/ بتوجيه التهاني لدولة قطر، أميرا وحكومة وشعبا، بمناسبة اليوم الوطني، متمنيا لها دوام العزة والتقدم والازدهار، ولشعبها دوام الأمن والأمان.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير




