
❖ عبد المجيد آيت الكزار
يواصل المنتخب المغربي تأكيد التوقعات التي أجمعت قبل انطلاق كأس العرب FIFA قطر 2025 في الأول من ديسمبر الحالي، والتي يسدل الستار على منافساتها في الثامن عشر الجاري، على أنه سيكون في عداد المرشحين الاوائل للظفر بلقبها حتى وان كان سيشارك فيها بـ"الصف الثاني" او "الرديف" كما يطلق عليه في بلده.
وعلى الرغم من أن بداية "أسوط الأطلس" في النسخة ال11 من البطولة لم تكن مثالية ولم يقدم فيها مستويات مقنعة خصوصا بدور المجموعات إلا أنه نجح في حجز أول مقعد بالدور نصف النهائي عقب انتصار مستحق على نظيره السوري بهدف دون رد بافتتاح مباريات الدور ربع النهائي.
عزز المنتخب المغربي حظوظه في التتويج باللقب العربي للمرة الثانية في تاريخه بعد الأول الذي أحرزه عام 2012 بالمملكة العربية السعودية بعد أن بلغ المربع الذهبي ليصبح على بعد فوزين فقط من تحقيق الهدف الرئيسي الذي يشارك من أجله في البطولة.
وهذه هي ثالث مرة يبلغ فيها "أسود الأطلس" المربع الذهبي للبطولة، حيث كانت الأولى بنسخة عام 2002 التي حل فيها ثالثا، والثانية بنسخة عام 2012 حين توج بطلا على حساب ليب.
وكان مدربه طارق السكتيوي قد صرح أمام الإعلاميين في المؤتمر الصحفي قبل مواجهة منتخب جزر القمر لحساب الجولة الأولى من منافسات البطولة أن المنتخب المغربي يشارك في البطولة بهدف الفوز باللقب، وما فتئ يكرره ويؤكده في كل مؤتمر صحفي ولقاء إعلامي يجريه خلال البطولة.

- إعداد متعثر
بعد النجاح اللافت للنظر الذي حققه السكتيوي كمدرب للأولمبي المغربي الذي قاده إلى التتويج ببرونزية أولمبياد باريس 2024، وكذلك كمدرب للمنتخب المحلي الذي قاده في أغسطس الماضي للتتويج بلقب كأس أمم أفريقيا للمحليين (شان) أسندت الجامعة الملكية المغربية إليه مسؤولية المنتخب الرديف في كأس العرب 2025.
ولكن الاعداد النهائي بالدوحة قبيل اجراء مباراته الأولى في البطولة لم يمر في ظروف مثلى حيث تأخر العديد من اللاعبين عن موعده بسبب مشاركتهم مع أنديتهم المغربية في المسابقات الافريقية، بالإضافة إلى الإصابات الطارئة في آخر لحظة والتي أربكت حسابات الجهاز الفني المغربي.
- إصابات طارئة
بعد خروج أسامة المليوي، هداف بطولة (شان) برصيد 6 أهداف، بداعي الإصابة من قائمة "أسود الأطلس" الذين كانوا يتأهبون للمشاركة في البطولة مني الجهاز الفني بضربات موجعة متتالية حيث اضطر إلى التخلي عن الجناح المتميز يوسف ميهري للسبب ذاته.
وسوف تمتد لعنة الإصابات لتصيب الجناح أشرف بن شرقي في مباراة فريقه الأهلي مع الجيش الملكي الغربي ضمن منافسات الجولة الثانية من دوري أبطال أفريقيا قبل يومين فقط من افتتاح كأس العرب 2025، كما أنها لحقت بالمهاجم حمزة الهنوري في التدريبات عشية مواجهة منتخب جزر القمر.
وفرضت الإصابات الطارئة على المدرب السكتيوي التكيف مع الواقع الجديد بوضع نهج تكتيكي مغاير عن الذي كان يود تطبيقه واللعب بطريقة مختلفة عن التي كان يود اتباعها.
- مرونة تكتيكية
ظهر جليا أن المدرب طارق السكتيوي وجد نفسه مكرها على أن يحيد عن قناعاته وفلسفته الفنية التي كانت تتأسس في تجاربه الناجحة سابقا على الاستحواذ على الكرة والتحكم في الوسط من أجل تدبير مجريات اللعب والاعتماد على التوغلات والعرضيات من الرواقين الأيمن والأيسر في تهيئة الفرص للقادمين من الخلف.
ولأن "الغاية تبرر الوسيلة" أسس السكتيوي أسلوب لعب "أسود الأطلس" على دفاع قوي وتضييق المساحات في الوسط واللعب بصفوف متراصة ومتماسكة ككتلة واحدة لتحمل الضغط الهجومي للمنتخبات المنافسة.
وقد أعطت طريقة اللعب التي اتبعها المنتخب المغربي أكلها خصوصا في المباريات التي دانت فيها الأفضلية لمنافسيه ضمن منافسات المجموعة الثانية، ووجد فيها نفسه مكرها على الدفاع.
- الدفاع يجلب الانتصارات
بعد شوط أول نموذجي أمام منتخب جزر القمر سجل فيه ثلاثة أهداف تراجع أداء "أسود الأطلس" إلى الوراء في الشوط الثاني الذي تلقى فيه هدفا عكسيا لتنتهي المباراة لصالح بنتيجة 3-1.
وفرض النقص العددي منذ طلع الشوط الثاني بسبب طرد المهاجم عبدالرزاق حمد الله على المنتخب المغربي أمام نظيره العماني التراجع للوراء فدافع بشراسة ونجح في إنهاء المباراة بالتعادل السلبي قبل أن ينتصر بهدف دون رد في ختام دور المجموعات على "الأخضر" السعودي الذي مارس ضغطا هجوميا مكثفا ولكن دون أن ينجح في فك شيفرة الدفاع المغربي مع إهداره لركلة جزاء.
- تطور في المستوى
قدمت مواجهة السعودية التي انتزع فيها المنتخب المغربي صدارة المجموعة والتأهل لربع النهائي مؤشرات أولية على أنه بدأ يتطور في الأداء ويرتقي إلى مستوى المنافسة على اللقب، وهذا الأمر سيتأكد أمام منتخب سوريا في ربع النهائي، حيث إنه كان الأفضل في جل مجريات المباراة التي سيطر عليها وانفتح فيها على اللعب الهجومي بتنويع محاولاته ما بين التمرير العرضي من الرواقين والتوغلات من العمق والتسديد من خارج المنطقة.
وسجل "أسود الأطلس" هدفا في آخر ربع ساعة من الشوط الثاني الذي تألق فيه الحارس السوري بشكل لافت للنظر حيث تصدى وأبعد العديد من الكرات الخطيرة. كما أثبت المباراة الأخيرة أن دكة بدلاء المنتخب المغربي تختزن أوراقا رابحة استعان بها الجهاز الفني في إيجاد حلول ناجعة في الدفاع والهجوم على حد السواء.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير




