
❖ الدوحة - الشرق
وينتمي النوع المكتشف إلى سلالة قريبة أقدم وأصغر حجمًا من بقر البحر الذي نراه في الوقت الحالي (دوغونغ دوغون) وتحمل التسمية العلمية دلالات وطنية بارزة، فيما يشير اسم الجنس «سلوى سايرِن» إلى خليج سلوى، الذي يحتضن أكبر تجمع منفرد لبقر البحر في الخليج العربي، أما اسم النوع «قطرنسيس» فهو تكريم مباشر لدولة قطر واعتزاز بها بوصفها موقع الاكتشاف. وتركّز الدراسة على موقع المسحبية الأحفوري في جنوب غرب قطر، والذي يعود إلى العصر الميوسيني المبكر قبل نحو 21 مليون سنة، حيث يضم الموقع أكثر من 170 موضعًا لأحافير بقر البحر، ما يجعله أضخم تجمّع لعظام بقر البحر المتحجرة على مستوى العالم.
ومن جانبها، أكدت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، في منشور عبر حسابها الرسمي في منصة «إكس»: إنه «في عام 2021 زُرتُ موقع المسحبية في جنوب غرب قطر للمرة الأولى، ومن هناك بدأت قصة اكتشاف موقع غني برفات مجموعة كبيرة من أبقار البحر».
وأضافت سعادتها أنه «بعد عامين، انطلقت الأبحاث بالشراكة بين متاحف قطر ومؤسسة سميثسونيان لفهم ما تختزنه طبقات الأرض من تاريخ يعود إلى أكثر من 20 مليون عام، واليوم نكشف نتائج هذا العمل العلمي، الذي أعلن رسميًا عن اكتشاف نوع جديد من بقر البحر ليحمل اسم «سلوى سايرِن قطرنسيس» تكريمًا لدولة قطر وموقع الاكتشاف».
وأشارت سعادة الشيخة المياسة إلى أن هذه الدراسة البارزة، تؤكد أن «قطر موطن أغنى موقع أحفوري لأبقار البحر في العالم، وتفتح آفاقًا جديدة لحماية تراثنا البيئي للأجيال القادمة».
وقال د. فرحان سَكَل، عالم الآثار ورئيس قسم الحفريات وإدارة المواقع في متاحف قطر وأحد مؤلفي الدراسة، إنه من الطبيعي أن يحمل هذا النوع اسم قطر، فهو يوضّح بجلاء مكان العثور على تلك الحفريات، ونضمن، من خلال هذا التعاون، أفضل حماية وإدارة لهذه المواقع.
وأكد د.نيكولاس باينسون، القيّم في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي التابع لمؤسسة سميثسونيان، أنّ كثافة الأحافير المكتشفة تثبت أن نوع «سلوى سايرِن قطرنسيس» لعب الدور البيئي نفسه الذي تؤديه حيوانات بقر البحر الحديثة اليوم، باعتبارها من «مهندسي النظام البيئي» بحفاظها على مروج الأعشاب البحرية.
أما السيد فيصل النعيمي، مدير إدارة الآثار في متاحف قطر وأحد مؤلفي الدراسة، فسلّط الضوء على البعد الثقافي لهذا الكشف. وقال إن بقر البحر جزء أصيل من تراثنا، وتؤكد مكتشفات محمية المسحبية أنّ هذا التراث ليس مقتصرًا على الذاكرة والتقاليد فحسب، بل يمتد عميقًا في الزمن الجيولوجي، ويعزّز علاقتنا الدائمة مع البيئة الطبيعية.
وتنوي متاحف قطر ترشيح موقع المسحبية لإدراجه ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، في إطار حماية هذا الموقع الفريد وغير القابل للتعويض.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير




