
سعادة الدكتور عبدالعزيز بن ناصر بن مبارك آل خليفة رئيس ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، والأمين العام للمجلس الوطني للتخطيط،
الدوحة - قنا
أكد سعادة الدكتور عبدالعزيز بن ناصر بن مبارك آل خليفة الأمين العام للمجلس الوطني للتخطيط ورئيس ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، أن اليوم الوطني يجسد العلاقة الوثيقة بين القيم التي قامت عليها الدولة ونهج التخطيط الاستراتيجي الذي تتبناه اليوم.
وأضاف سعادته في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ "من منظورنا في المجلس الوطني للتخطيط، فهو يذكرنا بأن ما تحقق من إنجازات لم يكن صدفة، بل ثمرة تخطيط واع ومستمر يرسخ مبادئ الكفاءة والاستدامة والتكامل، ويضع الإنسان في صميم العملية التنموية بوصفه غاية التنمية ووسيلتها".
وأوضح أن اليوم الوطني يمثل مناسبة وطنية راسخة نستحضر فيها مسيرة بناء الدولة الحديثة على الأسس التي أرساها المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، رحمه الله، والمتمثلة في الإيمان بالهوية الوطنية، وترسيخ قيم العمل والعطاء، والاعتماد على الذات، والسعي لتحقيق التنمية، لافتا إلى أن إحياء هذه المناسبة كل عام يعكس تمسك دولة قطر، قيادة وحكومة وشعبا، بثوابتها الوطنية وقيمها الأصيلة، ويجسد وحدة الرؤية والإرادة نحو مستقبل مزدهر. كما يشكل فرصة لتجديد الالتزام بمواصلة العمل لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 وما انبثق عنها من استراتيجيات تنمية وطنية تهدف إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة في مختلف القطاعات.
كما يمثل اليوم الوطني مناسبة وطنية لتعزيز مشاعر الولاء والانتماء، وترسيخ قيم المواطنة والمسؤولية، وتعميق الوعي الجمعي بجهود الدولة ومسيرتها التنموية. فالاحتفاء بهذه المناسبة لا يقتصر على استذكار الماضي فحسب، بل يمتد ليؤكد التلاحم بين القيادة الرشيدة والشعب، ويجسد وحدة الهدف والرؤية نحو مستقبل قطر.
وأشار إلى أن ما يميز الاحتفال باليوم الوطني هو أنه يعيد التأكيد عاما بعد عام، على منظومة القيم التي قامت عليها الدولة، قيم الإخلاص في العمل، والعطاء، والانتماء للوطن، واحترام التقاليد مع الانفتاح على المستقبل، لافتا إلى أن هذه القيم تشكل الأساس الذي تنطلق منه رؤية قطر الوطنية 2030، والتي تهدف إلى بناء مجتمع متماسك قادر على تحقيق التنمية المستدامة في ظل قيادة رشيدة تضع الإنسان في مقدمة أولوياتها.
وأكد أن إحياء هذه المناسبة يسهم في تعزيز الوعي بأهمية المشاركة المجتمعية في مسيرة التنمية، ويغرس في الأجيال القادمة الإحساس بدورهم في مواصلة البناء. كما يشكل اليوم الوطني فرصة لترسيخ الثقة في قدرات الشباب وتمكينهم من الإسهام الفاعل في صياغة المستقبل، فهم عماد استدامة التنمية ومحرك تنفيذ استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، بما يضمن استمرار مسيرة التقدم والازدهار.
ولفت إلى أن الاحتفال باليوم الوطني يمثل تجديدا للعهد على مواصلة المسيرة التي بدأها المؤسس والقادة من بعده. فهو مناسبة وطنية تتجدد فيها مشاعر الاعتزاز بتاريخ الدولة، ويستحضر فيها الشعب القطري قيم التضحية والعزيمة والإخلاص التي كانت أساس قيام قطر الحديثة، مشيرا إلى أن هذا التفاعل الشعبي الواسع مع اليوم الوطني يعكس عمق العلاقة بين المواطن ووطنه، ويجسد ثقة المجتمع في قيادته الرشيدة، واستمرارية النهج الذي جعل من قطر نموذجا في التنمية والتقدم. ومن هذا المنطلق، يمكن النظر إلى اليوم الوطني بوصفه تعبيرا وطنيا جامعا يؤكد التلاحم بين القيادة والشعب، ويعبر عن وحدة الإرادة في مواجهة التحديات واستثمار الفرص.
وجدد سعادته تأكيده على مواصلة المجلس الوطني للتخطيط العمل بما يتماشى مع هذه القيم والطموحات من خلال التخطيط الاستراتيجي المتكامل الذي يترجم تطلعات القيادة إلى سياسات تنموية مستدامة، ويعزز قدرة الدولة على مواصلة مسيرتها بثبات نحو تحقيق نتائج استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة.
وحول أبرز الإنجازات التي تم تحقيقها خلال العام الجاري، قال سعادة الأمين العام للمجلس، إن المجلس الوطني للتخطيط يواصل تنفيذ مهامه ضمن الإطار العام لرؤية قطر الوطنية 2030، واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة (2024-2030) من خلال تطوير منظومة التخطيط الوطني وتعزيز مواءمة الاستراتيجيات القطاعية مع الأهداف الوطنية الشاملة.
وأضاف أنه خلال العام الجاري، وبرعاية وحضور معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ورئيس المجلس الوطني للتخطيط، عقد ملتقى التنمية الوطنية الأول والثاني بمشاركة أصحاب السعادة الوزراء وممثلين من القطاعين العام والخاص والقطاع غير الربحي في دولة قطر، حيث ناقش الملتقى الأول ركيزة التنمية الاقتصادية، بينما ناقش الملتقى الثاني ركيزة التنمية الاجتماعية، وذلك ضمن سلسلة ملتقيات التنمية الوطنية التي ينظمها المجلس الوطني للتخطيط بهدف ترسيخ الحوار المجتمعي المستمر المنظم حول أولويات استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة ورؤية قطر الوطنية 2030.
وأوضح قائلا: حقق المجلس الوطني للتخطيط تقدما نوعيا على مختلف الأصعدة. حيث كثف جهوده التعاونية مع الوزارات والجهات الحكومية في تنفيذ استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، ومواءمة الاستراتيجيات الوزارية معها. كما دشن الاستراتيجية الوطنية للبيانات والإحصاء، إلى جانب عدد من المبادرات في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، مثل إقرار سياسة البيانات الوطنية، وإطلاق البرنامج الوطني للبيانات، ولوائح البيانات، والدليل الوطني الإرشادي لإدارة البيانات. كما أطلق المجلس منصة قطر للبيانات المفتوحة بحلتها الجديدة، وأطلق مؤشر قطر لثقة البيانات، كما يجري المجلس الوطني للتخطيط هذا العام أول تعداد مبني على قواعد البيانات الإدارية من دون الحاجة إلى النزول إلى الميدان.
ونوه بأن هذه الجهود الوطنية المتضافرة تحت مظلة رؤية قطر الوطنية 2030، واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، أسفرت عن تقدم دولة قطر في عدد من المؤشرات الدولية في مجالات التعليم، والصحة، والتنافسية العالمية، وجودة الحياة، والأمن، وغيرها. وذلك إلى جانب النمو الاقتصادي المتواصل، والتنمية البيئية.
إضافة إلى ذلك، أطلق المجلس الوطني للتخطيط عددا من المبادرات الوطنية بالتعاون مع القطاعين العام والخاص، بهدف تسريع وتيرة تنفيذ استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، وتبني التحول الرقمي والبيانات في مختلف القطاعات في الدولة.
وفيما يتعلق بالفوائد النوعية التي يحققها استخدام التقنيات الحديثة مثل الرقمنة والذكاء الاصطناعي في تطوير الخدمات للجمهور وتسهيل الوصول إليها، أكد سعادته أن المجلس الوطني للتخطيط يضطلع بدور محوري في تعزيز قدرات المؤسسات الحكومية من خلال تطوير الاستراتيجيات الوطنية وتبني التقنيات الحديثة مثل الرقمنة والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات. ومن خلال هذه الجهود، تتحسن جودة الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية للمواطنين والمقيمين، إذ تصبح أكثر كفاءة وشفافية وسرعة وقادرة على تلبية الاحتياجات المتنوعة للمجتمع بشكل أفضل.
وتكمن الفوائد النوعية لاستخدام هذه التقنيات في عدة محاور منها: رفع كفاءة المؤسسات، وتعزيز التخطيط الاستراتيجي المبني على الأدلة، وتمكين الابتكار وتحسين الخدمات، وتعزيز التكامل بين الجهات الحكومية.
الجدير بالذكر أن دور المجلس لا يقتصر على وضع السياسات فقط، بل يمتد لضمان أن هذه السياسات والتقنيات تسهم بشكل مباشر في تعزيز جودة حياة المجتمع ورفع كفاءة الخدمات الحكومية، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030 واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة (2024- 2030).
وأشار إلى أنه وفي مجال توظيف التقنيات الحديثة، أطلق المجلس الوطني للتخطيط ممثلا بمركز الإحصاء الوطني منصة قطر للبيانات المفتوحة بحلتها الجديدة، والتي تضم أكثر من 1100 مجموعة بيانات تغطي مختلف القطاعات، وتتيح هذه المنصة للجمهور والباحثين وصناع القرار بيانات دقيقة موثوقة تشكل أساسا للتخطيط ورسم السياسات وتدعم الابتكار وتطوير المشاريع.
وحول الخطط أو الاستراتيجيات المستقبلية التي يعكف عليها المجلس، وتلك التي بصدد تنفيذها خلال المرحلة المقبلة، وتحديدا خلال العام المقبل، قال سعادته أن المجلس الوطني للتخطيط يواصل أداء دوره المحوري في صياغة التوجهات الوطنية المستقبلية من خلال تطوير ومتابعة تنفيذ الخطط والاستراتيجيات بما ينسجم مع رؤية قطر الوطنية 2030 واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة (2024-2030)
وأفاد بأن المجلس يركز في المرحلة المقبلة على ضمان إدماج التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والاستدامة في الاستراتيجيات القطاعية، وتعزيز التكامل بين القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، بما يسهم في توحيد الجهود الحكومية نحو أهداف تنموية واضحة وقابلة للقياس.
كما يعمل المجلس على تمكين الجهات الحكومية من تطبيق أفضل الممارسات التخطيطية من خلال وضع الأطر الإرشادية وبناء القدرات الوطنية، إلى جانب متابعة تنفيذ الاستراتيجيات ومؤشرات الأداء لضمان تحقيق النتائج المرجوة على مستوى التنمية وجودة الخدمات.
واختتم سعادة الدكتور عبدالعزيز بن ناصر بن مبارك آل خليفة الأمين العام للمجلس الوطني للتخطيط، تصريحه لـ/قنا/، مؤكدا أن المجلس سيركز خلال العام المقبل، على تعزيز مواءمة المبادرات الوطنية وتقييم أثرها، تأكيدا لدوره كجهة تخطيطية عليا تقود منظومة التنمية الوطنية نحو مستقبل أكثر استدامة وتكاملا.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير





