مدير صحة غزة: القطاع الصحي في غزة على حافة الانهيار الكامل

اخبار العرب -كندا 24: الاثنين 8 ديسمبر 2025 10:28 صباحاً عربي ودولي 24

غزة

غزة - قنا

حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم، مجددا من أن الأرصدة الصفرية من الأدوية والمستهلكات الطبية في المستشفيات، تتخطى مستويات كارثية.

وأكد الدكتور منير البرش المدير العام للوزارة في القطاع، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن 52 بالمئة من قائمة الأدوية الأساسية، و71 بالمئة من قوائم المستهلكات الطبية، و70 بالمئة من المستهلكات المخبرية رصيدها صفر.

وبلغ عجز أدوية السرطان 71 بالمئة، فيما اختفت 90 بالمئة من مستلزمات جراحة العظام، بحسب البرش، ما دفع آلاف الجرحى لطلب التحويل إلى الخارج لعدم توفر الأدوات الجراحية الأساسية.

وسجلت الوزارة، نحو 6 آلاف حالة بتر تحتاج إلى برامج تأهيل بدني ونفسي وأطراف صناعية وكراسٍ متحركة، إضافة إلى ارتفاع مستوى الصدمات النفسية لدى المصابين، بينما لا تتوفر لهم حتى المسكنات الأساسية.

وقال إن أقسام جراحة العظام، والكلى، والغسيل الكلوي، والعيون، والجراحة العامة، والعمليات والعناية الفائقة تواجه تحديات كارثية مع نقص المستهلكات الطبية.

وأضاف البرش أن 82 بالمئة من الأطفال دون عام واحد في غزة مصابون بفقر الدم، مشددا على أن هذه الأرقام تكشف عمق الكارثة الإنسانية في القطاع المحاصر، وتناقض الرواية الإسرائيلية حول الوضع الغذائي.

وأشار إلى أن مستلزمات أولية مثل الشاش الطبي غير متوفرة في مستشفيات القطاع، وأن ما تبقى من المحاليل لا يكفي سوى لأسابيع قليلة، في وقت تعجز فيه المستشفيات حتى عن تقديم الرعاية الأولية، في حين تسبب انقطاع الوقود والاتصالات في تعطل عمل المختبرات الطبية بشكل شبه كامل.

وحذر مدير عام وزارة الصحة في غزة، من الصورة المضللة التي يحرص الاحتلال الإسرائيلي على عرضها وتقديمها للعالم عبر السماح بدخول سلع استهلاكية غير أساسية، في الوقت ذاته يمنع الأجهزة الطبية والمستلزمات الضرورية، وهو ما يعمّق الأزمة الصحية في القطاع.

وبين أن وزارة الصحة في غزة لا تتلقى سوى شاحنتين أسبوعيا من المساعدات الطبية، من أصل 5 شاحنات تدخل قطاع غزة، حيث توزع البقية على المؤسسات الدولية، مشددا على أن الكمية التي تحصل عليها وزارة الصحة، "لا تساوي شيئا" أمام حجم الاحتياج الهائل.

من جهة أخرى، أشار البرش، إلى أن أكثر من 18 ألف شخص تقدموا بطلبات السفر للعلاج بالخارج، منهم نحو 7 آلاف جريح و5 آلاف طفل، إلى جانب مرضى السرطان وحالات تحتاج إلى عمليات عاجلة، في وقت يستمر الاحتلال فيه بإغلاق معبر رفح البري مع مصر.

     وكشف البرش، أن ما يزيد عن ألف مريض من قطاع غزة، توفوا وهم ينتظرون تحويلاتهم للعلاج خارج القطاع، رغم استكمالهم الإجراءات الرسمية.

     وحول الجرائم التي ارتكبها الاحتلال خلال العدوان بحق الأطقم والكوادر الطبية، أوضح البرش أنها لا تزال مستمرة، مشيرا إلى أن آخرها كان اعتقال قوات الاحتلال أحد سائقي الإسعاف من غزة.

     وبين أن 362 من الكوادر الصحية تعرّضوا للاعتقال منذ الحرب على غزة، ولا يزال عدد كبير منهم مغيبين قسرا في ظروف اعتقال صعبة ومحرومين من حقوقهم القانونية، داعيا كافة المؤسسات الإنسانية والحقوقية بممارسة نفوذها القانوني والضغط على الاحتلال للإفراج الفوري عن الأسرى من الطواقم الصحية.

     ودعا البرش للضغط على الاحتلال لفتح معبر رفح البري، ودخول مرحلة التعافي للقطاع الطبي، عبر تدفق الأدوية والوقود والأجهزة الطبية، مشددا على أن استمرارية الوضع الحالي يحول الموت الخيار المتاح أمام آلاف المرضى.