مبادرات نوعية لـ «القطرية للعمل الاجتماعي»

الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 05:16 مساءً اختتمت المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي عام 2025 بحصيلة نوعية من الإنجازات التي عكست تطورًا مؤسسياً واضحاً ونضجاً في منظومة العمل الاجتماعي، من خلال نهج قائم على الشراكة، وبناء القدرات، وتعزيز الحوكمة، وتوسيع الأثر الاجتماعي، بما ينسجم مع رؤية دولة قطر الوطنية 2030 وتوجهاتها في التنمية الاجتماعية والإنسانية.

وخلال العام، واصلت المؤسسة ترسيخ دورها كمظلة وطنية للعمل الاجتماعي، عبر تعزيز التكامل بين المراكز التابعة لها، وتوسيع شبكة شراكاتها المحلية والإقليمية والدولية، وربط البرامج الاجتماعية بالأولويات الوطنية والالتزامات الدولية، مع التأكيد على الإنسان والأسرة باعتبارهما محور السياسات الاجتماعية ومحرك التنمية المجتمعية.

وشهد عام 2025 توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع جهات وطنية ورياضية وثقافية، ومبادرات تُعنى بالقيم المجتمعية، إلى جانب منظمات عربية وإقليمية ودولية متخصصة، من بينها توقيع اتفاقيات تعاون مع مؤسسة «خطوتي» الأرمينية، ونادي السد الرياضي، ومبادرة «أخلاقنا»، والمنظمة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة، ومركز مناظرات قطر، بما أسهم في دعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعزيز الدمج المجتمعي، وتنمية المهارات الحوارية والتواصلية، وترسيخ القيم الإيجابية، وتفعيل دور الشراكات في خدمة العمل الاجتماعي.

وفي إطار الاستثمار في رأس المال البشري، أولت المؤسسة اهتماماً خاصاً ببناء القدرات المهنية والمؤسسية، حيث نظّمت سلسلة من الورش والبرامج التدريبية المتخصصة، شملت ورشة يوم الأسرة في قطر، وورشة أساسيات المناصرة والتأييد بالتعاون مع منظمة اليونيسف ومؤسسة الجيل المبهر، وبرنامج قياس الأثر الاجتماعي، وورشة التفكير الاستراتيجي بالتعاون مع الجامعة الوطنية الماليزية - قطر، إلى جانب ورشة بناء الاتصال الدولي لموظفي المؤسسة والمراكز التابعة لها، بما يعزز مهارات التواصل المؤسسي وبناء العلاقات الإقليمية والدولية.

كما نظّمت المؤسسة ورشاً توعوية متخصصة ركزت على الأمن السيبراني وحماية خصوصية الفئات المستفيدة بالتعاون مع الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، تأكيداً على التزامها بتعزيز الحوكمة الرقمية ورفع وعي كوادرها بالممارسات الآمنة في العالم الرقمي، إلى جانب تنظيم ورشة «ماذا يعني أن تكون جزءاً من العالم؟» بمناسبة اليوم العالمي للمسؤولية المجتمعية، لترسيخ مفهوم المسؤولية المجتمعية كقيمة عملية في حياة الأفراد والمؤسسات.

وامتداداً لالتزامها بالتنمية المستدامة، شاركت المؤسسة بفاعلية في أسبوع قطر للاستدامة، من خلال تنظيم ورش توعوية بالتعاون مع وزارة البلدية وشركة النخبة لإعادة تدوير الورق، تناولت فوائد الزراعة المنزلية، وفرز النفايات من المصدر، وأثر الاستدامة وإعادة التدوير، بما عزز الوعي البيئي وشجع على تبني سلوكيات صديقة للبيئة تدعم المسؤولية المجتمعية وتحافظ على الموارد الطبيعية.

كما شهد العام تنظيم برامج تدريبية مبتكرة لتطوير مهارات الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين، توّجت بإطلاق الحقيبة التدريبية لتقنيات المسرح الاجتماعي والنفسي ضمن مشروع «معمل الفن»، بالتعاون مع مركز رعاية الأيتام «دريمة» ومنظمة اليونسكو ومسرح عشتار، في تجربة رائدة دمجت الإبداع الفني بالعمل الاجتماعي وأسهمت في تطوير أدوات مهنية جديدة لدعم التمكين والتعبير والاندماج الاجتماعي.

وعلى صعيد الأسرة والتماسك الاجتماعي، نظّمت المؤسسة سلسلة من الندوات والفعاليات المجتمعية، من بينها ندوة «التوازن الأسري في ظل التطورات المجتمعية» بمناسبة يوم الأسرة في قطر، وفعالية اليوم الدولي للأسر في قطر مول، إلى جانب مشاركتها في اليوم الرياضي للدولة بحضور معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة وزير التنمية الاجتماعية والأسرة – رئيس مجلس إدارة المؤسسة، كما نظّمت المؤسسة فعالية في الحزم مول احتفاءً بليلة القرنقعوه، إلى جانب تنظيم فعاليات اليوم الوطني في الحي الثقافي كتارا، التي استمرت لمدة 18 يوماً، وشهدت مشاركة جميع المراكز التابعة للمؤسسة، بما عكس حضورها المجتمعي وقدرتها على التواصل المباشر مع مختلف فئات المجتمع.

وسجّل عام 2025 حضوراً إقليمياً ودولياً فاعلاً للمؤسسة، حيث شاركت في عدد من المؤتمرات والمنتديات المتخصصة، من بينها مشاركتها في القمة العالمية للإعاقة 2025 التي عُقدت في العاصمة الألمانية برلين، إلى جانب منتدى المجتمع المدني والمعرض المصاحب للقمة، حيث استعرضت المؤسسة بمشاركة مركزي الشفلح والنور تجربتها في دعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وتبادل الخبرات مع الجهات الدولية. كما شاركت المؤسسة في الملتقى الخليجي للقطاع غير الربحي بالمملكة العربية السعودية على هامش معرض إينا الدولي، وفي مؤتمر «مجتمعات الفرص 2025» في سنغافورة، إلى جانب مشاركتها في معرض ومؤتمر قطر للمسؤولية المجتمعية بمشاركة مركز نماء، تعزيزاً للشراكات المجتمعية وتبادل التجارب الرائدة.

وشكّلت مشاركة المؤسسة في القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، التي استضافتها الدوحة، محطة استراتيجية بارزة، حيث نظّمت المؤسسة جلسات حوارية متخصصة على هامش أعمال القمة، من بينها جلسة «التكنولوجيا كممكن اجتماعي» التي تناولت دور الحلول الرقمية في دعم الأسرة وتعزيز الصحة النفسية، إضافة إلى جلسة «الوفاء بالحقوق» المعنية بضمان الوصول الشامل إلى التعليم والصحة، كما عقدت لقاءات ثنائية مع قيادات أممية ومنظمات دولية، وتوّجت مشاركتها بتوقيع مذكرة تفاهم مع المنظمة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة.

وفي إطار دعم منظومة حقوق الإنسان، اضطلعت المؤسسة بدور محوري في دعم إعداد الخطة الوطنية لحقوق الإنسان 2026 - 2030، من خلال تنظيم جلسة تشاورية موسعة بالتعاون مع اللجنة الوطنية لإعداد الخطة، وبمشاركة ممثلي الجهات الحكومية والمجتمع المدني والفئات المستفيدة، بما أسهم في نقل التحديات الميدانية وصوت الفئات ذات الأولوية إلى دوائر صنع القرار.