Arab News 24.ca اخبار العرب24-كندا

كأنك تنظر إلى "ثقب أسود".. قد يكون هذا القماش أكثر مادة فائقة السواد على الإطلاق

اخبار العرب -كندا 24: الاثنين 29 ديسمبر 2025 04:15 صباحاً دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--  يُعتَبَر نسيج جديد مستوحى من ريش طائر البندقية الرائع (magnificent riflebird)، وهو طائر من طيور الجنة موطنه غينيا الجديدة والطرف الشمالي لأستراليا، الأغمق لونًا على الإطلاق، بحسب مخترعيه.

النسيج مصنوع من صوف "مارينو" أبيض اللون يُصبغ بالبوليدوبامين أولاً، وهو شكل اصطناعي من صبغة الميلانين الطبيعية التي تشكّل لون الجلد والشعر والعينين. 

ومن ثمّ يتم النقش عليه داخل حجرة بلازما لتكوين تراكيب مجهرية شائكة تُدعى "ألياف نانوية" تحبس الضوء بكفاءة عالية.

والنتيجة هي مادة تمتص 99.87% من الضوء.

ابتكر باحثون في جامعة كورنيل بأمريكا ما وصفوه بالقماش "الأكثر سوادًا" على الإطلاق.Credit: Ryan Young/Cornell University

وقالت الأستاذة المساعدة في قسم التصميم المتمحور حول الإنسان بجامعة كورنيل بأمريكا، لاريسا شيبرد: "زارنا أساتذة جامعيون أثناء عملنا على هذا النسيج، وقالوا: الأمر أشبه بالنظر إلى ثقبٍ أسود'".

ابتكر الباحثون أيضًا نموذجًا أوليًا لفستان باستخدام هذا النسيج، يتضمن تصميمًا مستوحى من ريش طائر البندقية.

كما قدّموا طلبًا للحصول على براءة اختراع تمهيدية للمادة.

يستعرض هذا الفستان القماش فائق السواد.Credit: Ryan Young/Cornell University

وصرّحت شيبرد، وهي أيضًا المؤلفة الرئيسية لدراسة حول هذا النسيج الجديد نُشرت في مجلة "Nature Communications": "نعمل حاليًا على بعض التطبيقات المحتملة التي نأمل في نشرها قريبًا، لكن إحدى المجالات التي أرى فيها إمكانية استغلال هذه المادة، بخصائصها الحالية، هي الأزياء الراقية".

ينتمي هذا النسيج إلى فئة تُدعى مواد "فائقة السواد" تعكس أقل من 0.5% من الضوء عادةً، ومن أشهرها مادة "فانتابلاك".

 لكن مادة "فانتابلاك"، التي ابتُكِرت في عام 2014، ليست نسيجًا بل طلاء، كما أنّها مصنوعة من خيوط كربونية مجهرية.

وعند المقارنة بـ"فانتابلاك"، أوضحت شيبارد أنّ النسيج الجديد، الذي أطلق عليه الباحثون اسم "صوف فائق السواد" (UBW)، يتميز بكونه قابلاً للارتداء، كما أنّ تصنيعه أرخص وأسهل.

تحسين ما هو متوفر في الطبيعة

يكتسب ريش طائر البندقية لونه الأسود الداكن بفضل الشعيرات الدقيقة الغنية بالميلانين، التي تعكس الضوء إلى الداخل.

وفي محاولةٍ لإعادة إنتاج خصائص الريش في النسيج، أخذ الباحثون خطوةً أبعد، وزادوا الزاوية التي يمكن عبرها رؤية النسيج بلونٍ أسود قاتم إلى 120 درجة تقريبًا. 

ويُعد ذلك تحسينًا على ريش طائر البندقية، الذي يبدو لامعًا عند النظر إليه من زاوية غير مباشِرة، وكما أنّه تحسين على الأقمشة السوداء القاتمة المتوفرة حالياً، وفقاً للدراسة.

يتميّز النسيج الجديد بكونه أكثر تهوية ومرونة، وقالت طالبة الدكتوراة في جامعة كورنيل، والمؤلفة المشاركة في الدراسة، هانسادي جاياماها: "أردنا مادة طبيعية".

الملابس المصنوعة من النسيج الجديد لن تبدو سوداء للغاية فحسب، بل ستتمتع أيضًا بخصائص محسّنة لتنظيم درجة الحرارة.

لمحة من عملية صنع القماش.Credit: Ryan Young/Cornell University

وشرح أحد المؤلفين المشاركين والطالب في جامعة كورنيل، كيوين بارك: "إذا كنت ترتدي ملابس سوداء بالكامل، فستشعر بالراحة في المساحات الداخلية. لكن إذا تعرضت لأشعة الشمس، فسوف تمتص المزيد من الضوء على شكل طاقة حرارية، ما يجعل جسمك يزداد سخونة بشكلٍ أسرع".

وأضاف: "يمكننا التحكم في مساحة السطح الأسود القاتم على النسيج، فعلى سبيل المثال، يمكننا تغطية منطقة الكتف أو الظهر فقط، حيث تتعرق أكثر. في هذه المناطق، لا بأس من الشعور بالحرارة الزائدة، لأنه بمجرد بدء التعرق، تحدث عملية تُدعى التبريد التبخيري، وهي طريقة سريعة جدًا لنقل الحرارة تُستخدم بشكل شائع في الملابس الرياضية".

تشمل التطبيقات المحتملة الأخرى التمويه وغيرها.

إتاحة اللون الأسود الفائق للجميع

قد يهمك أيضاً

وقال الباحث في المعهد الوطني للعلوم والتكنولوجيا الصناعية المتقدمة (AIST) في اليابان، كونياكي أميميا، الذي لم يشارك في الدراسة، إنّه رُغم وجود أقمشة أخرى فائقة السواد، إلا أنّ هذا النسيج الجديد أقل سمكًا من الأقمشة الأخرى.

ويعني ذلك أنّ ملمسها أنعم، بحسب ما كتبه في رسالة عبر البريد الإلكتروني.

ومع ذلك، حذّر أميميا من أنّ التعرض للماء قد يُشكّل مشكلة، وأوضح: "في هذه الدراسة أيضًا، يبدو أنّ الأداء يتأثر سلبًا بعد الغسيل".

وأضاف: "من المرجح أنّ تشكّل المعالجة بالبلازما، الضرورية لإضفاء البنى النانوية، عائقًا أمام الإنتاج بكميات كبيرة. ومن شأن التغلب على هذه التحديات توسيع نطاق التطبيقات".

قد يهمك أيضاً

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

أخبار متعلقة :