اخبار العرب -كندا 24: السبت 27 ديسمبر 2025 08:03 صباحاً دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- "الشلل الرعاشي". كلمات استخدمها الدكتور جيمس باركنسون في مقالة له قبل أكثر من 200 عام، في محاولة منه لتجميع عدد من الأعراض ووصف مرض غامض أصاب ستة أشخاص في لندن.
وكان الطبيب البريطاني أول من تعرف على الحالة وسجّلها، وهي تُعرف اليوم بمرض باركنسون، وهو اضطراب حركي تدريجي. ويتميز بتلف الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في الدماغ، ما قد يؤدي إلى تيبّس العضلات، وبطء الحركة، ومشاكل في التوازن، إضافة إلى مجموعة من المشاكل الأخرى.
يُعدّ الدوبامين ناقلًا عصبيًا حيويًا يشارك في نظام المكافأة بالدماغ. ويلعب هذا الكيميائي دورًا مركزيًا في التحفيز، وكذلك في الوظائف التنفيذية التي تشمل الانتباه، واتخاذ القرار، وإدارة المهام المتعددة والتخطيط، والحركة، وتنظيم العواطف.
بحلول العام 2021، أبلغ باحثو الصحة العامة عن وجود نحو 12 مليون حالة حول العالم. ومن المتوقع أن يتجاوز عدد الأشخاص المصابين بمرض باركنسون 25 مليونًا بحلول العام 2050. ولا يثقل المرض كاهل الفرد فقط، بل يؤثر أيضًا على أسرته ومجتمعه والمجتمع ككل.
قد يهمك أيضاً
وقال الطبيب العصبي د. مايكل أوكون لـCNN في بودكاسته "Chasing Life": "نحن الآن نشهد نموًا في الأمراض العصبية التنكسية أسرع من مرض الزهايمر، وهذا يجب أن يلفت انتباه الجميع".
ويعد مرض باركنسون أكثر من كونه مجرد "شلل رعاشي"، وفق ما أدرك العلماء منذ العام 1817، إلا أنّ الطريق ما زال طويلًا لتحديد أسبابه الجذرية، وفهم تطور المرض بشكل كامل، وحتى تطوير اختبار تشخيصي موثوق.
قال أوكون، الذي شارك في تأسيس وإدارة معهد نورمان فيكسل للأمراض العصبية في جامعة فلوريدا بجاينزفيل، ويشغل منصب المدير الطبي والمستشار الطبي لمؤسسة باركنسون: "يتضح، بشكل جلي، عندما ترى الأشخاص المصابين بهذا المرض أنّه ليس مجرد مرض ناجم عن خلل بالدوبامين، أو مجرد مرض دماغي. نحن نراه في الأمعاء، في الجلد، وفي العديد من الأعضاء"، مضيفًا: "لذلك، من المهم جدًا أن نسأل: لماذا يبدأ؟ لماذا يتقدم؟ لماذا ينتشر؟".
يلعب العامل الوراثي دورًا رئيسيًا في نحو 10% إلى 15% من الحالات. أما بالنسبة للعديد من الحالات الأخرى، فقال أوكون إن السبب الكامن وراء المرض قد يكون أكثر بساطة وخطورة في الوقت ذاته: السموم البيئية، من الهواء الذي نتنفسه، والماء الذي نشربه، والطعام الذي نأكله، والمواد الكيميائية التي نتعرض لها بانتظام.
وتابع أوكون: "لدينا الآن فرصة كبيرة لفهم أنّه ليس علينا أن نعيش في عالم نعتقد فيه أنّ الإصابة بباركنسون أمر محتوم". واستكشف في كتابه الأخير عن المرض، بعنوان "خطة باركنسون: طريق جديد للوقاية والعلاج"، الذي شارك في تأليفه مع الدكتور راي دورسي، جزئيًا الروابط بين المرض ومجموعة من المواد الكيميائية التي تؤثر على أجسامنا بصمت.
قد يهمك أيضاً
وفي كتابه قائمة تضم 25 نصيحة، إليكم النصائح الخمس المفضلة لدى أوكون.
شرب ماء نظيفقال أوكون لـCNN إنه من المفيد الاستثمار في فلتر مياه كربوني لحوض المطبخ، إذ "يمكنه التقليل من السموم غير المرئية التي تتسلّل إلى مياه الشرب وقد تضغط على أنظمة الدماغ الضعيفة".
يمكن لهذه الفلاتر تقليل التعرض للمبيدات والمواد الكيميائية مثل ثلاثي كلور الإيثيلين (TCE)، وهو مركب شائع يُستخدم في التنظيف الجاف للملابس، وإزالة الكافيين من القهوة، وإزالة الشحوم من المعادن، بالإضافة إلى الشوائب الأخرى. وفي ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت وكالة حماية البيئة عن حظر شبه كامل لمادة TCE، لكن الدعاوى القضائية أوقفت حتى الآن بدء تطبيق هذا القرار في ظروف معينة.
تنفّس هواء نظيفًااستخدم أجهزة تنقية الهواء في المنزل والعمل. وأوضح أوكون أنّ "إزالة الجسيمات الدقيقة من الهواء الداخلي تحمي المسار من الأنف إلى الدماغ الذي قد يهيئ لظهور باركنسون. فالهواء الأنظف يعني عددًا أقل من العوامل المسببة التي تدخل من 'الباب الأمامي' للدماغ".
ويجب التأكد من استخدام منقّي هواء مزوّد بفلتر كربوني مصمم لإزالة المركبات العضوية المتطايرة (VOCs) مثل TCE. وتُعرّف وكالة حماية البيئة المركبات العضوية المتطايرة بأنها غازات يمكن أن تنبعث من المنتجات الصلبة أو السائلة. وقالت الوكالة الفيدرالية إن هذه المواد الكيميائية قد تُسبّب مشاكل مثل تهيج العين والأنف والحلق، بالإضافة إلى أضرار في الكبد والكلى والجهاز العصبي المركزي.
تناول طعامًا نظيفًاخصّص وقتًا لغسل الفاكهة والخضار جيدًا، حتى لو كانت عضوية.
وأشار أوكون: "شطف وفرك المنتجات الغذائية يساعد على إزالة بقايا المبيدات التي قد تضر بالميتوكوندريا بهدوء مع مرور الوقت. هذه العادة اليومية البسيطة تقلل من العبء التعرضي الذي يجب على دماغك وجهازك العصبي التعامل معه".
حافظ على نشاط جسمكمارس الرياضة يوميًا. يُعتقد أنّ الحركة المنتظمة تقي أو تؤخر ظهور مرض باركنسون، وهي أيضًا ضرورية للأشخاص الذين يعيشون بالفعل مع هذا الاضطراب.
ونصح أوكون بـ"ممارسة الرياضة يوميًا، من خلال المشي 20 دقيقة أربع مرات في اليوم (~7000 خطوة)، أو أي روتين مكافئ يحافظ على حركتك طوال اليوم. الحركة تنشط دوائر الدوبامين الطبيعية، وتحسن القدرة على الحركة، وقد تُبطئ تطور الأعراض".
احرص على النوم الكافيامنح الأولوية لنوم منتظم وعالي الجودة لتتيح لدماغك فرصة التعافي كل ليلة.
قال أوكون: "النوم العميق ينشط نظام التنظيف الداخلي للدماغ، ويطرد السموم ويساعد على تحسن الأعراض في اليوم التالي. النوم الجيد يعني حماية صحة الدماغ، خصوصًا عند العيش مع باركنسون أو عند السعي للوقاية منه".
وأضاف: بعد استيقاظك صباحًا، استمتع بفنجان من القهوة أو الشاي المحتوي على الكافيين. فقد ارتبط استهلاك الكافيين باستمرار بانخفاض خطر الإصابة بمرض باركنسون، ويُعتقد أنّه يحمي الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين من التلف الناتج عن السموم البيئية.
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير
أخبار متعلقة :