اخبار العرب -كندا 24: السبت 27 ديسمبر 2025 01:39 صباحاً دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كان 2025، عامًا حافلًا بالتناقضات في ثقافة الجمال. فقد بدا هذا القطاع، الذي تُقدَّر قيمته بـ450 مليون دولار، أكثر استقطابًا من أي وقت مضى، مع تصاعد الدعوات إلى روتينات "بسيطة وسهلة" تشجّع على التخلّي عن الماسكارا أو الظهور من دون مكياج بالكامل، غير أنّ هذا المظهر ذات المجهود البسيط كان في كثير من الأحيان يتطلّب عناية باهظة الكلفة لتحقيقه، مثل رفع الرموش، وتبييض الأسنان، وإزالة الشعر بالليزر.
وفيما كانت بعض العلامات التجارية تدعونا إلى "إعادة تعريف الجمال بشروطنا الخاصة"، كانت أخرى تسوّق لمنتجات ضغط ونحت للوجه لتحديد الفكّين. كما اتّسع مفهوم الجمال ليشمل مجالات جديدة. ففي نوفمبر/تشرين الثاني، تصدّرت الممثلة ورائدة الأعمال الكندية شاي ميتشل العناوين بإطلاقها علامة عناية بالبشرة تقدّم أقنعة هيدروجيل للأطفال بعمر ثلاث سنوات وما فوق.
شهدنا أيضًا صعود صيحة "جمال الكلاب"، مع شامبوهات فاخرة نباتية ومتوازنة الحموضة (pH)، غنية بالفيتامينات وزيوت للعناية بالفرو، وشامبوهات جافة تؤدي دور العطر المخصّص للكلاب.
ولم يعد أي جزء من الجسد خارج دائرة الاهتمام، إذ جرى تسليط الضوء على مناطق لم تكن مطروحة سابقًا. فقد وصفت صحيفة نيويورك تايمز فروة الرأس بأنها المنطقة الجديدة للجمال ، مع تزايد الإقبال على مراكز العناية الفاخرة بالرأس، فيما أعلنت مجلّة "فوغ بيزنس" أنّ موجة العافية المقبلة تركّز على "جمال المؤخرة"، مع تسابق العلامات لإطلاق مزيلات عرق للجسم بالكامل، ومنتجات عناية بالجزء السفلي، و"سيرومات للمناطق الحساسة".
لخّصت الممثّلة الأمريكية كيت وينسلت المشهد بأفضل طريقة عندما وصفت معايير الجمال السائدة اليوم في إحدى مقابلاتها بالفوضى العارمة.
لمحاولة فهم كل هذا المشهد المتشابك، طلبت CNN من ثلاث كاتبات بارزات في مجال الجمال أن يعبّرن بصراحة تامة عن اللحظات التي اعتبرن أنها شكّلت ملامح العام المنصرم.
مستحضرات حتّى لا تفوح من الكلب "رائحة الكلب"
قالت جيسيكا دي فينو إنّ 2025، كان عامًا استثنائيًا لصناعة الجمال، إذ لم يعد يقتصر على البشر فقط، بل امتد إلى الحيوانات الأليفة، وظهرت مستحضرات تجميل للكلاب.
أُطلقت علامة "ليلاف دوغ"، شامبو جاف بسعر 36 دولارًا ، هدفه الحد من فوح "رائحة الكلب" من الكلب. وفي أكتوبر/تشرين الأول، انضمّت شركة أخرى بمجموعة مستحضرات بسعر 98 دولارًا، لتنظيف وترطيب وحماية فراء الكلاب من دون الإخلال بحاجز بشرتهم. كما كانت محرّرة الجمال السابقة ألكسندرا باولي ستطلق خطها الخاص بعنوان " بيش"، مع عطر مخصص ليستمتع البشر بشمه.
ووفق دي فينو، استمتع البشر فعليًا بذلك، إذ سجلت صناعة العناية بالحيوانات الأليفة نموًا فاق 7% سنويًا حتى العام 2030، متجاوزة نمو مستحضرات التجميل الخاصة بالبشر، حتى قرّاء مجلّة "ألور" طلبوا مزيدًا من محتوى "جمال الحيوانات الأليفة".
وأوضحت دي فينو أن السبب يعود جزئيًا إلى إضفاء الصفات الإنسانية، فمع ازدياد عدد الأشخاص الذين يختارون عدم الإنجاب، أصبحت الكلاب بمثابة الأطفال الجدد، واعتُبر بلسم الفرو المعطر قناعًا ورقيًا للأطفال. كما رأى البشر أنفسهم في كلابهم، فتطورت لدى الكلاب عضلات وجه جديدة لتقليد تعابير أصحابها.
وختمت بالقول إن هذه المعايير الجديدة عكست جوانب مظلمة من الجمال غير الإنساني الذي فُرض على البشر آنذاك، وتساءلت عن المستقبل: هل سيكون هناك أوزمبيك لكلاب الـOld English Sheepdog؟ وأكدت أن ذلك كان قيد التطوير بالفعل.
صراحة غير مسبوقةقالت سابل يونغ إن عام 2025 شهد صراحة غير مسبوقة حول الإجراءات التجميلية التي خضع لها الناس أو خططوا لها، وكذلك حول ما تكهّنوا بأنّ المشاهير قد أجرَوه، خصوصًا بعدما أصبح كثيرون مستعدين للكشف عن التفاصيل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
فقد ردّت نجمة تلفزيون الواقع الأمريكية كايلي جينر على مستخدمة في تيك توك سألتها عن "وصفة تكبير الصدر" بتفاصيل دقيقة، فيما جذبت والدتها كريس جينر الاهتمام بعد شدّ وجه ثانٍ خلال 15 عامًا، ما رفع اهتمام الجمهور بمصطلحات لها علاقة بشد الوجه وتقنياته. كما أعلنت لاعبة الجمباز سيمون بايلز عن خضوعها لتكبير الثدي، وجراحة الجفن السفلي، وإعادة ترميم شحمة الأذن، مؤكدة أنّ الشفافية أصبحت وسيلة للتعامل مع ضغوط وسائل التواصل.
أوضحت يونغ أن التركيز على الشفافية رفع سقف معايير الجمال، فمع انتشار العلاجات غير الجراحية مثل البوتوكس والفيلر والليزر والعناية بالأظافر، أصبح الحد الأدنى المقبول للمظهر أكثر تكلفة من أي وقت مضى، ما استبعد فئات واسعة، وزاد شعور الناس بالريبة تجاه ما يرونه على الإنترنت، وعمّق الوصمة المرتبطة بالمظهر الطبيعي مع التقدّم في السن.
ومع ذلك، شددت يونغ على أن الجمال يتطوّر مع الإنسان ويظل وسيلة أساسية للتعبير والتواصل، ويمكن أن يكون أداة للتمرّد على ثقافة مهووسة بالتكنولوجيا. وأكدت أنه مع سيطرة الذكاء الاصطناعي على المحتوى، قد يعيد الناس قريبًا تقدير الصفات الإنسانية غير الكاملة والفريدة، وربما في العام 2026 سيعاد التفكير بالقيمة الحقيقية للجمال على المستويين الفردي والجماعي.
سراويل داخلية جريئة والشعر البشري جزء من ابتكارات العامأشارت أليكس بيترز إلى أنّ النقاش حول الشعر الكامل بدأ في أواخر العام الماضي على "تيك توك،" حيث تساءل المستخدمون عما إذا كانت النساء اللواتي يحتفظن بشعر العانة أكثر صدقًا. و انتشرت مقاطع فيديو تشجّع على رفض الضغوط الاجتماعية لإزالة الشعر.
ولم يقتصر الاهتمام على الإنترنت، فقد عرض المصمّمون في 2025، مجموعات تشير إلى الشعر الكامل، من بدلة فرو صناعي عالية القص إلى بدلات مموهة بالكامل وبدلات تقلّد الشعر، بينما قدّمت نجمة تلفزيون الواقع الأمريكية كيم كارداشيان مجموعة من السراويل الداخلية الجريئة التي أثارت الجدل بقوّة.
وقالت بيترز إن النقاش حول الشعر الكامل شكّل نفحة من الإيجابية الجسدية وسط مشهد جمال مليء بالضغط والمعايير الصارمة. وفيما تكثر العلاجات الجراحية وغير الجراحية يوميًا، مثل البوتوكس وعمليات شد الوجه، اعتُبرت مقالاتها حول استكشاف أزياء الشعر الكامل، ونصائح نمو الشعر بين الأكثر تداولًا.
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير
أخبار متعلقة :