اخبار العرب -كندا 24: الجمعة 26 ديسمبر 2025 06:03 صباحاً دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- سطح المحيط ليس مستويًا على الإطلاق، وتتغير تضاريسه باستمرار.
تُظهر خرائط التغيرات الأخيرة أنماطًا معقّدة من التلال والوديان المائية، لكنها تلفت الانتباه أيضًا إلى موقع استثنائي تحديدًا.
قبالة سواحل اليابان، ترتفع منطقة من المحيط بمقدار 2.5 سنتيمتر تقريبًا كل عام ، بجوار منطقة أخرى ينخفض فيها مستوى سطح البحر بوتيرة أسرع.
هذه علامة على تغيير إحدى التيارات السطحية لموقعها، في حدثٍ أدّى إلى تداعيات وخيمة.
يُعد تيار "كوروشيو"، أو "التيار الأسود"، من أكبر التيارات المائية في العالم، وقد أدت حركته الأخيرة إلى ارتفاع قياسي في درجات حرارة المحيطات، وإلحاق الضرر بمصائد الأسماك، التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من الثقافة اليابانية.
قد يهمك أيضاً
أفاد العلماء أنّ المياه الدافئة زادت من حدة موجات الحر على اليابسة، وتسببت بهطول أمطار غزيرة.
وهناك مؤشرات تدلّ على تلاشي بعض هذه التغيرات. وتقول مجتمعات الصيد إنّها لم تعد إلى وضعها الطبيعي بعد.
ومن جانبٍ آخر، يخشى العلماء أن يشير ذلك إلى المزيد من التقلبات مستقبلًا.
ويرى بو تشيو، الخبير الرائد بتيار "كوروشيو" في جامعة هاواي بمانوا، أنّ موقع التيار قد يستمر بالتغير، موضحًا أنه "من الصعب التنبؤ بالمستقبل، لكن عند النظر إلى البيانات المتوفرة لدينا حتى الآن، أتوقع أن شدة التيار ستزداد".
نهر في المحيطينقل تيار "كوروشيو" العميق والدافئ كمية ضخمة من المياه تفوق ما ينقله نهر الأمازون بـ200 مرة وأكثر، وهو يتجه شمالًا من خط الاستواء، وعادةً ما ينحرف شرقًا حول شبه جزيرة "بوسو" اليابانية، بالقرب من طوكيو.
هناك، يُعرف التيار باسم "امتداد كوروشيو" أثناء توجّهه إلى المحيط الهادئ المفتوح.
لكن في السنوات الأخيرة، خرج التيار عن المألوف إذ شهد امتداده تحديدًا انحرافًا كبيرًا على طول الساحل الياباني.
تحركت حافته الشمالية بنحو 483 كيلومترًا تقريبًا باتجاه القطب، ما أدّى إلى ارتفاعٍ غير مسبوق في درجات حرارة المياه في المنطقة المحيطة.
وقال الأستاذ المساعد في جامعة توهوكو بمدينة سينداي الساحلية في اليابان، شوساكو سوجيموتو: "لقد فوجئتُ لدرجة أنّي لا أعرف حتى ما إذا كانت كلمة مفاجأة هي المفردة الدقيقة لتوصيف هذه الحالة".
قاد سوجيموتو دراسة حلّلت درجات حرارة المحيط قبالة الساحل في مواقع لم يصل إليها امتداد التيار تاريخيًا، لكنه وصل إليها في السنوات الأخيرة.
وقال: "ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 6 درجات مئوية قبالة ساحل سانريكو، واستمرار هذا الارتفاع لمدة عامين، يُمثِّل مستوى لم نشهده من قبل من ارتفاع درجة حرارة المياه".
ولم يكن هذا التغيير الوحيد.
في أغسطس/آب من العام 2017، استقر تيار "كوروشيو" جنوب اليابان على شكل نمط "متعرّج كبير"، مبتعدًا عن الساحل ومتجهًا جنوبًا، حاملًا معه مياهه الدافئة.
قد يهمك أيضاً
يُغير هذا التحول الكبير في درجات حرارة المياه جنوب اليابان توزيع أنواع الأسماك قبالة السواحل.
وأوضح شينيتشيرو كيدا، عالم المحيطات في جامعة كيوشو، أن الانحناءات الكبيرة بحد ذاتها سمة متكررة معروفة للتيار. بيد أنّ أي انحناء كبير معروف لتيار "كوروشيو" لم يستمر لفترة طويلة كهذا.
في أغسطس/آب، أعلنت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية أخيرًا انتهاء هذا الانحناء بعد نحو 8 سنوات. لكن بشكل عام، كان للتغييرين أثر كبير على هذا البلد الذي يضم أكثر من 100 مليون نسمة.
وشرح تشيو أنّ هناك رابط بين الانحناء وتحول امتداد التيار. وقد شارك في تأليف ورقة بحثية جديدة في مجلة المناخ تؤكد ذلك، وتصف هذا التكوين بأنه "نظام ديناميكي جديد".
السؤال الأهم هو: إلى أي مدى تُعد هذه الظواهر الأخيرة جزءًا من دورة طبيعية، وإلى أي مدى تتأثر بشيء آخر، مثل تغير المناخ (وإلى أي مدى تُعتبر مزيجًا من الاثنين)؟
عندما تصل المناطق الاستوائية إليكلفهم التغيرات الأخيرة في تيار كوروشيو، علينا فهم كيفية تحرك المياه عبر محيطات العالم، لا سيّما "الدوامات" الدوارة الكبيرة الموجودة في أحواض المحيطات الرئيسية في العالم.
تتميز خمسة من هذه الأحواض بنمط مماثل، إذ تنتقل المياه الدافئة غربًا على طول خط الاستواء، ومن ثمّ تتجه نحو القطبين.
تُسمى التيارات التي تحمل المياه الدافئة شمالًا أو جنوبًا في رحلاتها نحو القطبين "تيارات الحدود الغربية"، وتشمل تيار "كوروشيو" وأربعة تيارات أخرى.
يرى العلماء الآن أن معظم هذه التيارات تتغير بطريقة مماثلة، فهي تصبح أكثر دفئًا وتندفع نحو القطبين بشكلٍ أكبر.
يعود هذا التغيير إلى ظاهرة تُعرف باسم "خلية هادلي"، وهي منطقة عالمية من الهواء الدافئ الصاعد عبر المناطق الاستوائية. وهي تتوسع الآن بسبب تغير المناخ.
وأوضح عالم المناخ إيمانويل دي لورينزو من جامعة براون أن هذا التوسع "لا يغير أنماط هطول الأمطار فحسب، بل يغير أيضًا مناطق هبوط الهواء التي تُشكل أنظمة الضغط العالي، مثل نظام الضغط العالي في المحيط الهادئ".
وفي خطوط العرض المتوسطة، تُعد أنظمة الضغط العالي الضخمة هذه القوة الدافعة وراء تيارات المحيطات مثل تيار "كوروشيو". لذا عندما تتغير اتجاهات الرياح، تتغير تيارات المحيطات أيضًا.
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير
أخبار متعلقة :