Arab News 24.ca اخبار العرب24-كندا

دلافين تُصادق حيتانًا قاتلة.. هل تمكّن العلماء من كشف سرّ هذه العلاقة الغريبة؟

اخبار العرب -كندا 24: الجمعة 19 ديسمبر 2025 04:51 صباحاً دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- شوهدت مجموعة من دلافين الباسيفيكي أبيض الجنب قبالة سواحل مقاطعة كولومبيا البريطانية، تتعاون مع الحيتان القاتلة، أي العدو التقليدي المعروف أكثر بافتراسه أسماك القرش الأبيض الكبير، لا بتفاعلاته الودّية.

وأفاد العلماء أنهم وثّقوا قيام الدلافين بالتعاون مع مجموعة محلية من الحيتان القاتلة تُعرف باسم "Northern Resident orcas" (الحيتان القاتلة المقيمة في الشمال) في عملية صيد الغذاء الرئيسي للحيتان القاتلة، أي سمك السلمون. 

ورغم أنّ مجموعات أخرى من الحيتان القاتلة تتغذّى على الدلافين، إلا أنّ هذا الأمر لا يسري على "الحيتان القاتلة المقيمة في الشمال". ومع ذلك، هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توثيق هذا النوع من السلوك التعاوني بين هذين الثديين البحريين، بحسب ما أفاد به الباحثون.

وأوضحت سارة فورتشن، رئيسة قسم الحفاظ على الحيتان الكبيرة في الاتحاد الكندي للحياة البرية، وأستاذة مساعدة بقسم علوم المحيطات في جامعة دالهوزي، المؤلفة الرئيسية للدراسة المنشورة في مجلة Scientific Reports، الخميس: "إن رؤيتها تغوص وتصطاد بتناغم مع الدلافين تغيّر فهمنا بالكامل لما تعنيه تلك اللقاءات". 

قام الباحثون بتصوير الدلافين والحيتان القاتلة على السطح وتحت الماء باستخدام طائرات بدون طيار وأجهزة تتبع مزودة بكاميرات.Credit: UBC (A.Trites), Dalhousie (S. Fortune), Hakai Institute (K. Holmes), Leibniz Institute (X. Cheng)

ومن أجل مشاهدة التفاعل بين الدلافين والحيتان القاتلة، قام الباحثون بتصوير مقاطع فيديو بواسطة طائرات بدون طيار(الدرون)، إضافة إلى تصوير تحت الماء من طريق تثبيت كاميرات وسماعات مائية على الحيتان القاتلة.

أظهرت مقاطع الفيديو أن الحيتان القاتلة كانت تتجه نحو الدلافين وتتبعها عند مستوى السطح. وكشفت لقطات تحت الماء أنها كانت تتبع الدلافين أيضًا أثناء غطسها حتى أعماق تصل إلى 60 مترًا، حيث كانت الحيتان القاتلة قادرة على افتراس أسماك من نوع سلمون "شينوك".

قد يهمك أيضاً

ورغم انخفاض مستويات الضوء في تلك الأعماق، لفتت فورتشن إلى أن الكاميرات رصدت الحيتان القاتلة فيما تصطاد السلمون، مع تصاعد سحب من الدماء من أفواهها، كما أن السماعات المائية التقطت صوت طحن الفريسة.

ومن أجل فهم ما كان يجري بشكل أفضل، قام الباحثون أيضًا بالتنصّت على نقرات الرصد بالصدى التي تصدرها الدلافين والحيتان القاتلة، التي تمكّن الحيوانات من التنقل واستشعار بيئتها عبر الاستماع إلى صدى الأصوات التي تصدرها. 

صورة لدولفين باسيفيكي أبيض الجنب يسبح في الماء.Credit: University of British Columbia (A.Trites), Dalhousie University (S. Fortune), Hakai Institute (K. Holmes), Leibniz Institute for Zoo and Wildlife Research (X. Cheng)

وقالت فورتشن: "يمكننا النظر إلى خصائص هذه النقرات لاستنتاج ما إذا كان الحوت يطارد فريسة من الأسماك بنشاط، وأيضًا لمعرفة ما إذا كان قد اصطاد السمكة بالفعل".

وقدسجل الباحثون 258 حالة لتفاعل الدلافين والحيتان القاتلة بين 15 و30 أغسطس/ آب العام 2020.

ووجدوا أن جميع الحيتان التي تفاعلت مع الدلافين شاركت أيضًا في القتل، والأكل، والبحث عن أسماك السلمون.

وبناءً على ذلك، أشارت البيانات التي جمعتها فورتشن وزملاؤها إلى أن الحيتان القاتلة، أي المفترسات المخيفة القادرة على مواجهة أسماك القرش الأبيض الكبير والقرش الحوتي التي تفوقها حجمًا بمرات عدة، كانت في الأساس تستخدم الدلافين ككشافة.

وأوضحت فورتشن قائلة: "من خلال الصيد مع حيوانات أخرى تستخدم الرصد بالصدى مثل الدلافين، قد تزيد الحيتان القاتلة من مجال الرؤية الصوتي لديها، ما يوفر فرصة أكبر لاكتشاف أماكن تواجد أسماك السلمون. هذه هي الفكرة السائدة هنا". 

وأضافت فورتشن أن استخدام الدلافين بهذه الطريقة يتيح أيضًا للحيتان القاتلة حفظ الطاقة، إذ غالبًا ما تختبئ أسماك السلمون في أعماق المياه لتجنب الحيوانات المفترسة مثل الحيتان القاتلة.

لكن، ماذا تستفيد الدلافين من هذه التفاعلات؟

كشفت مقاطع الفيديو التي جمعتها فورتشن وزملاؤها أنه بمجرد أن تصطاد الحيتان القاتلة فريستها وتشاركها مع المجموعة، كانت الدلافين سريعة في التهام البقايا.

قد يهمك أيضاً

لكن أسماك السلمون ليست جزءًا أساسيًا من نظام غذاء الدلافين، لذا من المرجح أن الحصول على طعام أكثر لم يكن الدافع الوحيد، بحسب ما ذكرته فورتشن. ومن خلال مرافقة الحيتان القاتلة، من المحتمل أن الدلافين تكتسب حماية من قطعان الحيتان القاتلة الأخرى التي تمر عبر المنطقة وتصطاد الدلافين.

إضافة إلى "الحيتان القاتلة المقيمة في الشمال" التي تتغذى على أسماك السلمون، يعيش في المنطقة أيضًا نوع مميز من الحيتان القاتلة يُعرف باسم حيتان "Bigg's" أو الحيتان القاتلة العابرة التي تتخصص في أكل الثدييات البحرية مثل الدلافين.

ووفقًا لبريتاني فيسونا كيلي، مديرة أولى في مجموعة المحيطات الكندية Ocean Wise ضمن مبادرة الحيتان، غير المشاركة في هذا البحث، لكنها درست التفاعلات بين الدلافين والخنازير البحرية وذات مجموعة الحيتان القاتلة، فقد حدثت تفاعلات بين "الحيتان القاتلة المقيمة في الشمال" والدلافين قبالة شمال شرق جزيرة فانكوفر على مدى ثلاثة عقود بالحد الأدنى.

استُخدمت سفينة الأبحاث "Steller Quest" لوضع أجهزة تتبع على الحيتان القاتلة.Credit: University of British Columbia (A.Trites), Dalhousie University (S. Fortune), Hakai Institute (K. Holmes), Leibniz Institute for Zoo and Wildlife Research (X. Cheng)

وأوضحت من خلال تجربتها، أن الدلافين كانت هي من تبادر بالتفاعل مع الحيتان القاتلة، وليس العكس، وقالت إنها كانت متشككة في أن الاثنين يتشاركان فعلًا في صيد تعاوني. عوض ذلك، قالت إن الحيتان القاتلة ربما كانت ترى الدلافين كحشرات مزعجة من الأسهل احتمالها من محاولة التخلص منها.

وأضافت: "من خلال العديد من الملاحظات المدونة على مدى سنوات، استنتجنا أن الدلافين والخنازير البحرية، وليس الحيتان القاتلة، هي المستفيدة من هذه اللقاءات. فمن المرجح أن الدلافين والخنازير البحرية تكسب حماية من مفترسها الأساسي".

ومع ذلك، قالت فورتشن إن نتائج فريقها قلبت النظرة السائدة بين العلماء حول هذه التفاعلات.

وقالت فورتشن : "في ظل هذا النموذج، ستحتاج الدلافين إلى مجرد العبور قرب السطح، تأكل البقايا، من دون بذل جهد ووقت وطاقات كبيرة، وهو ما تفعله بالتأكيد"، مضيفة أن فريقها لم يجد أي دليل على سلوك عدائي أو تجنبي من الحيتان القاتلة تجاه الدلافين.

كما أن بحث فورتشن وزملاؤها هو الأول الذي يتم خلاله استخدام لقطات تحت الماء لفهم ذلك السلوك.

ويعد التعاون بين الأنواع المختلفة أمر شائع نسبيًا في الطبيعة، لكنه أقل شيوعًا بين الثدييات وعادة لا يشمل المفترسات، بحسب جوديث برونشتاين، أستاذة في جامعة أريزونا بقسم علم البيئة وعلم الأحياء التطوري، التي تدرس التعاون بين الأنواع.

وأوضحت أنّ العديد من الأنواع تتغذى معًا، مشيرًة إلى أن "أسراب الطيور المختلطة، ومجموعات الأسماك المختلطة، على سبيل المثال، جميعها تراقب الحيوانات المفترسة".

وتابعت برونشتاين: "الأمر الرائع في هذا المثال يتمثّل أنّ كل نوع لديه قدرات مختلفة، وعندما تنظر إلى التعاون بين الأنواع، فأنت تبحث دائمًا عن الفائدة التي تفوق المخاطرة".

تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير

أخبار متعلقة :