اكتشاف أكبر موقع لآثار أقدام الديناصورات في العالم

اخبار العرب -كندا 24: الاثنين 8 ديسمبر 2025 04:27 صباحاً دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أحصى العلماء مؤخرًا 16,600 أثر قدم لديناصورات من نوع الثيروبودات، ما يمثل أكبر عدد مسجل في أي موقع للآثار الأحفورية، وتحديدًا في موقع "Carreras Pampas" الواقع ضمن منتزه تورونتو الوطني في بوليفيا.

وقد كانت ديناصورات الثيروبودات تسير على هذا الطريق المزدحم، وهي ديناصورات آكلة للحوم، ذات ثلاثة أصابع وتمشي على قدمين، وقد خلّفت وراءها آلاف آثارًا أحفورية لأقدامها. وقد وصف علماء الحفريات آثار الأقدام تلك لأول مرة الآن، وقدّموا لمحة نادرة عن حركة الديناصورات داخل بيئتها.

هناك، غرست الثيروبودات أقدامها في الطين العميق اللين قبل ما يتراوح بين 101 مليون و66 مليون سنة، في أواخر العصر الطباشيري.

تُعد هذه الدراسة أول مسح علمي للمساحات المليئة بآثار الأقدام، والتي تمتد على نحو 7,485 مترًا مربعًا، بعضها كان آثار أقدام منفردة، بينما شكّلت أخرى مسارات كاملة، أي سلسلة من بصمات تركها هذا النوع من الديناصورات، وفق ما ذكره الباحثون في مجلة PLOS One.

قال الدكتور جيريمي ماكلارتي، المؤلف المشارك للدراسة وأستاذ البيولوجيا ومدير متحف وباحث مركز علوم الديناصورات بجامعة ساوث ويسترن أدفينتست في تكساس: "أينما نظرت في تلك الطبقة الصخرية في الموقع، ستجد آثار أقدام ديناصورات".

وأضاف ماكلارتي لـCNN أن غالبية الآثار كانت تتجه نحو الشمال-الشمال الغربي أو الجنوب الشرقي. ويُرجّح أنها تكوّنت خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا، ما يشير إلى أن المنطقة كانت ممرًا شائعًا للثيروبودات وقد تكون جزءًا من طريق سريع للديناصورات يمتد عبر الأرجنتين، وبوليفيا، وبيرو.

كشفت أشكال الآثار والمسافات بينها عن كيفية تحرك الحيوانات؛ إذ أن بعضها كان يمشي ببطء، بينما كان بعضها الآخر يركض عبر الخط الساحلي الطيني، بينما حفظت أكثر من 1,300 أثر قدم بمثابة دليل على سباحة هذه الديناصورات في مياه ضحلة، وفقًا للباحثين.

شملت عدة مسارات آثار سحب خلفتها ذيول الثيروبودات، كما كشفت أطوال وعروض الآثار المتنوعة أن أحجام الديناصورات كانت مختلفة بشكل كبير، إذ تراوح ارتفاع الورك لديها بين 65 سنتيمترًا وأكثر من 125 سنتيمترًا. كما سُجلت مئات الآثار الإضافية لطيور كانت تشارك الديناصورات الخط الساحلي ذاته.

من جانبها، قالت عالمة الحفريات سالي هيرست، التي لم تشارك في الدراسة الجديدة، إن التعرّف إلى آلاف الآثار الفردية ووصف أساليبها المختلفة في المشي، يتمتع بدلالات مذهلة لإعادة بناء هذه البيئات القديمة، وكيفية استخدامها من قبل الديناصورات والطيور. 

تُعتبر الآثار محفوظة على أعماق متفاوتة في طين كان سابقًا لينًا وعميقًا، ما يمكن أن يظهر الكثير حول كيفية تحريك هذه الحيوانات لأقدامها، بحسب ما ذكره الدكتور بيتر فولكينغهام، وهو أستاذ علم الأحياء القديمة في جامعة ليفربول جون مورز في المملكة المتحدة.

وأضاف فولكينغهام، الذي يدرس مسارات الديناصورات ولم يشارك في الدراسة الجديدة، أن "الآثار الأعمق هي التي تحفظ المزيد من حركة القدم، وهذا ما يثير اهتمامي، خاصة أنه يتواجد مسارات طويلة من مثل هذه الآثار".

وأضاف فولكينغهام: "آثار الأقدام تُعد سجلا للأنسجة الرخوة، والحركات، والبيئات التي كانت الديناصورات تعيش فيها". وهذا الموقع، بتعدّد آثاره التي خلّفتها حيوانات ذات أحجام مختلفة تتحرك بطرق متنوعة، "يعيد إحياء هذه النظم البيئية المفقودة بطريقة لا تستطيع العظام أن تفعلها".