أرقــــــام محبطــــة للعنــــابي

الاثنين 8 ديسمبر 2025 05:40 مساءً ودّع منتخبنا الوطني منافسات كأس العرب FIFA قطر 2025 من دور المجموعات، بعد أداء لم يرتقِ إلى مستوى الطموحات، خصوصًا مع كونه المستضيف وبطل آسيا في آخر نسختين ومتأهلا رسميًا إلى كأس العالم 2026

، لكن الأرقام الإحصائية كانت محبطة للغاية.

العنابي أنهى مشواره في المجموعة الأولى في المركز الرابع، بعد أن حصد نقطة وحيدة من تعادل أمام سوريا (1-1)، بينما تلقى خسارتين أمام فلسطين (0-1) وتونس (0-3

).

النتائج جاءت صادمة للجماهير، التي كانت تتوقع مشوارًا مختلفًا للعنابي في هذه النسخة، خاصة مع وجود أسماء بارزة في التشكيلة، ودعم جماهيري كبير.

أبرز الأرقام السلبية تتعلق بالمشاكل الدفاعية، فقد استقبل المنتخب 5 أهداف في 3 مباريات، مقابل هدف وحيد فقط سجله طوال المنافسة، مما يعكس ضعفًا في الأداء الهجومي والدفاعي على حد سواء.

هذا الخروج المبكر يطرح العديد من التساؤلات حول كيفية الاستفادة مما حدث وتجنب الأخطاء قبل مونديال 2026 منتصف العام المقبل في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

من الأرقام السلبية أيضا، أن الخروج المبكر بنقطة واحدة يعيد تسليط الضوء على مواقفة مشابهة في بطولات أخرى مجمعة خلال السنوات الأخيرة، حيث تُعد هذه المرة الثالثة التي يتحصل فيها «العنابي» على نقطة واحدة أو أقل في دور المجموعات خلال آخر 10 سنوات.

ففي كوبا أميركا 2019، خرج المنتخب العنابي بنقطة واحدة فقط، وفي كأس العالم 2022، التي استضافتها قطر، خرج من الدور الأول دون أي نقطة، وفي كأس العرب 2025، اكتفى أيضًا بنقطة واحدة.

في المقابل يملك منتخبنا سجلًا مشرفًا من الإنجازات في السنوات العشر الأخيرة، وضعه في مصاف المنتخبات العربية والآسيوية البارزة على مستوى البطولات القارية والدولية.

ففي كأس أمم آسيا 2019، حقق «العنابي» إنجازًا تاريخيًا بتتويجه باللقب للمرة الأولى في تاريخه، بعد مشوار مثالي دون هزيمة، قبل أن يؤكد جدارته القارية مجددًا بالفوز بلقب كأس آسيا 2023 في الدوحة، ليصبح بطلًا للقارة مرتين متتاليتين.

وعلى الصعيد العربي، حلّ المنتخب القطري في المركز الثالث خلال بطولة كأس العرب 2021 التي استضافها، وبلغ نصف نهائي كأس الكونكاكاف الذهبية 2021 في أول مشاركة له في البطولة الخاصة باتحاد أميركا الشمالية والوسطى.

رغم خروج العنابي المبكر من كأس العرب لكن يبقى النجم المميز أكرم عفيف الاستثناء على مستوى الأرقام الفردية، حيث قدم جهدا كبيرا لكنه افتقد تسجيل الأهداف.

وبرهن قائد العنابي على قيمته الفنية العالية، بتفوقه في صناعة الفرص وخلق التمريرات المفتاحية لزملائه، فقد تصدر قائمة أكثر اللاعبين صناعةً للفرص في البطولة حتى الآن، وجاءت أرقامه بواقع «7 تمريرات مفتاحية ضد سوريا، و5 تمريرات مفتاحية ضد تونس، و2 تمريرة مفتاحية ضد فلسطين».

هذا الأداء يؤكد أن تأثير عفيف يتجاوز لغة الأهداف، إذ يواصل لعب دور محوري في بناء الهجمات وصناعة اللعب، رغم غياب المساندة الهجومية التي حرمته من التحويل إلى أرقام حاسمة على مستوى التسجيل أو التمرير النهائي.

وتُظهر هذه الإحصائيات أن عفيف يظل أحد أبرز مفاتيح اللعب في صفوف «العنابي»، ويملك القدرة على صناعة الفارق، وهو ما قد يكون عنصرًا حاسمًا في تحضيرات المنتخب الوطني للاستحقاقات القادمة.