الأحد 7 ديسمبر 2025 05:28 مساءً الدوحة- قنا- أكد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن دولة قطر مستمرة في دعم الشعب الفلسطيني وتواصل تقديم المساعدات الإنسانية له ولن تتركه دون تمويل، إلا أنها لن تكون مسؤولة عن دفع تكلفة إعادة إعمار ما دمره الآخرون في قطاع غزة، مشددا على أن الفلسطينيين لهم الحق في البقاء على أرضهم، ولا يحق لأي جهة إجبارهم على مغادرة بلادهم.
وقال معاليه في حوار أجراه مع السيد تاكر كارلسون مؤسس شبكة تاكر كارلسون، ضمن أعمال اليوم الثاني لمنتدى الدوحة 2025، المنعقد في الدوحة تحت شعار «ترسيخ العدالة.. من الوعود إلى الواقع الملموس»: «إن العلاقة مع حركة المقاومة الإسلامية «حماس» كانت منذ 13 عاما بطلب من الولايات المتحدة الأميركية»، مشيرا إلى أن جذور العلاقة مع الحركة تعود إلى نحو 19 عاما، عندما شاركت الحركة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، وكذلك عندما نقلت الحركة مكتبها إلى الدوحة في العام 2012، والذي كان استخدامه مقتصرا على التواصل لوقف إطلاق النار، وتسهيل إيصال المساعدات إلى قطاع غزة.
وأضاف أن «دولة قطر تلقت انتقادات وتعرضت لهجمات نتيجة استضافة حركة حماس على أراضيها»، موضحا أنه عند النظر إلى النزاعات فلا بد من وجود مختلف الأطراف لتسويتها.
وبين معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أنه رغم وجود الانتقادات والاتهامات، إلا أن التواصل مع الحركة أدى إلى اتفاقات متعددة لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وتخفيف معاناة المدنيين، لافتا إلى أن هناك سياسيين يحاولون استغلال ذلك لتحقيق مكاسب سياسية قصيرة الأمد، تغذي السرديات التي ينشرونها، مستغلين دولة قطر لتوجيه اللوم لدول أخرى.
وأوضح معاليه أن كل المساعدات التي وصلت الشعب الفلسطيني جرى تنفيذها بشفافية تامة وبمتابعة الولايات المتحدة الأميركية، مشيرا إلى أن إسرائيل كانت تيسر هذه العملية، والتي كانت تتم عبر مختلف الحكومات المتعاقبة هناك.
وجدد التأكيد على أن دولة قطر لم تقدم تمويلا لحركة «حماس»، وأن الادعاءات الموجهة لها بهذا الإطار لا أساس لها من الصحة، قائلا في هذا الصدد: «إن الهدف من ذلك نشر الأكاذيب والمعلومات المضللة عن دولة قطر، وهذا لا يحقق أي شيء في الواقع».
وشدد معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية على أن سجل دولة قطر مع الولايات المتحدة الأميركية على مدى العقود الماضية، يظهر أنها لم تشجع القيام بأي أعمال عدائية، لافتا إلى أن جميع حواراتها مع الولايات المتحدة تركز على خفض التصعيد وتحقيق السلام في المنطقة.
وحول الاستهداف الإسرائيلي للدوحة، أشار معاليه إلى أن هناك الكثير من الأفعال غير الأخلاقية التي لا يمكن تبريرها، قائلا في هذا السياق: «إن مفهوم الوساطة يتمثل في كونها مساحة آمنة لأطراف النزاع، حتى يتمكنوا من إبرام صفقة لإنهاء الحروب والنزاعات، إلا أنه عندما يتعرض الوسيط للقصف من قبل أحد أطراف النزاع، فهذا أمر غير مسبوق».
وجدد التأكيد على أن القصف الإسرائيلي للدوحة يضرب سيادة الدول والقانون الدولي بعرض الحائط، ولا يمكن تقبله بأي شكل من الأشكال.
وقال معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: «منذ لحظة الهجوم الإسرائيلي، طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب التواصل معنا، وبذات الوقت تم التواصل مع الجانب الإسرائيلي، حيث عبر عن خيبة أمله وصدمته بما قامت به إسرائيل، بصفته شريكا في هذه الجهود».
وأضاف معاليه أن الضربة الإسرائيلية للدوحة حدثت بينما كان الفريق القطري يعمل على إقناع حركة «حماس» بالموافقة على العرض الذي تقدم به الرئيس الأميركي آنذاك، والتوصل إلى اتفاق قبل تطوير خطة النقاط العشرين.
وحول التقارير الإعلامية المضللة التي تزعم أن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة نفذ بموافقة الرئيس ترامب، أشار معالي رئيس مجلس الوزراء إلى أن هناك من يحاول تخريب العلاقة بين دولة قطر والولايات المتحدة الأميركية، قائلا في هذا الإطار: «يريدوننا أن نصدق ذلك، ولكن هذا ليس جديدا بالنسبة لنا، لقد شهدنا الكثير من المحاولات المبنية على الكذب والتضليل والمغالطات حول دولة قطر، وكذلك من أجل الإضرار بالعلاقة بينها وبين الولايات المتحدة».
وأضاف معاليه أن «علاقة دولة قطر مع الولايات المتحدة الأميركية تعود بالفائدة على الطرفين، لأننا نعمل على تحقيق أمور لا يسعى إليها خصومنا، والذين يريدون التصعيد والهيمنة والسيطرة، ونحن نطالب بحل النزاعات بالسبل السلمية والحوار، وهذه سياسة دولة قطر منذ تأسيسها».
وشدد معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، على أن الدعم القطري سيكون للشعب الفلسطيني وليس لإعادة إعمار ما دمرته إسرائيل.
وقال معاليه: «إننا نشعر بالألم حين نسمع الآخرين يتحدثون عن شعب غزة كشعب مختلف عن غيره، ولكننا نرى أن شعب غزة له الحق في تقرير أين يريد أن يعيش، وهؤلاء الناس لا يريدون مغادرة بلادهم كما شاهدنا في أكثر من مناسبة حين تمت إزالة الحواجز بين شمال وجنوب غزة، وشاهدنا الناس يعودون إلى منازلهم رغم أنها سويت بالأرض، ويبنون الخيام على أنقاضها، ما يبين صلابة هذا الشعب، ولا نرى أي جهة تمتلك الحق بتهجير هذا الشعب أو إجباره على الانتقال لمكان آخر».
وأكد معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر للمدى الطويل، لافتا إلى أنه في حال استمرت الخروقات في قطاع غزة فيمكن لهذا النزاع أن يتصاعد مجددا، وهذا ما يجب أن يتفاداه الجميع.
وأوضح أن الحل الأمثل يكمن في تطبيق الخطة التي أطلقها الرئيس ترامب، والتي حازت على إجماع دول المنطقة، وإعادة إعمار غزة ليبقى شعبها فيها ويعيش على أرضها، والتوصل إلى حل سياسي للقضية الأشمل عبر إقامة الدولة الفلسطينية وفق حل الدولتين.
وأعرب معاليه عن أمله في أن لا تقع حرب بين إسرائيل وإيران مستقبلا، والتوصل إلى طريقة لإحياء المفاوضات والمحادثات بشأن برنامج إيران النووي، محذرا من أنه في حال حصل أي هجوم إسرائيلي على إيران فإن تأثيره سيكون على جميع دول المنطقة بأكملها.
وحول الأزمة الروسية- الأوكرانية، أشار معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى أن هناك الكثير من الأمل في الجهود الحالية التي تمارسها الولايات المتحدة بهذا الإطار للتوصل إلى حل، مؤكدا أن هذه الحرب أصبحت مصدر ضرر للعالم بأسره، ولها عواقب وخيمة في حال استمرارها.
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير




