اخبار العرب -كندا 24: الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 03:03 مساءً لم تكن تتصور هند زمامة، الأم والجدة وصانعة الشوكولاتة المغربية، أن تصل يوما إلى قمم 5 من أعلى الجبال المصنفة في العالم عند بلوغها سن الخمسين، غير أن شغفها واصرارها دفعاها إلى خوض مغامرات صعبة أوصلتها إلى اعتلاء قمم شاهقة، كان أبرزها جبل إيفرست.
وتمكنت هند، في مايو الماضي، من بلوغ قمة جبل "إيفرست"، أعلى قمة في العالم بعلو 8848 مترا، وكانت قبلها قد وصلت إلى قمة "كليمنجارو" في تنزانيا، و"أكونكاغوا" بالأرجنتين، و"البورز" في روسيا، و"أيلاند بيك" في النيبال، وقمة "لاكارسنتز" بإندونيسيا.
في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية"، سردت هند زمامة تفاصيل رحلتها مع تسلق الجبال، مستعيدة محطات التحدي التي خاضتها منذ أول تجربة لها على قمة توبقال وصولا إلى اعتلاء خمس قمم عالمية.
بداية الرحلة
بدأت قصة هند مع تسلق الجبال بعدما شاهدت برنامجا يتحدث عن هذه الرياضة، وذكرها ذلك بطفولتها التي قضتها في قريتها المحاطة بالجبال جنوب المغرب، فانتبها حنين للحظات تتسلق الجبال واللهو بين الصخور والوديان.
وقالت، هند في حديثها مع "سكاي نيوز عربية"، عندما "قررت خوض هذه التجربة لم تكن لديها أي فكرة عن رياضة تسلق الجبال، ولا عن الجبال، والعدة اللازمة لذلك".
وأضافت مبتسمة: "كانت الجبال هي التي تبحث عني ولست أنا من يبحث عنها".
وأوضحت هند إن تسلق الجبال كان "الرياضة الوحيدة التي استطاعت إشباع غريزة التحدي الكامنة في ذاتها، والتي مكنتها من الخروج من منطقة الراحة والاستماع لنفسها في حضرة وسكون الجبل".
بدأت رحلتها الأولى في تسلق الجبال عام 2023 بتسلق قمة جبل توبقال، الذي يعد أعلى قمة في شمال إفريقيا، والواقع قرب مدينة مراكش وسط المغرب.
وواجهت هند صعوبات كبيرة في الوصول إلى قمة توبقال، إذ منعتها السلطات في المرة الأولى بدعوى وفاة متسلقين في الجبل.
ورغم ذلك، لم يخبو إصرارها على تحقيق قمتها الأولى، وعادت بعد أسبوع واستطاعت الوصول إلى قمة الجبل المرتفعة بـ4176 مترا فوق سطح البحر.
ومنذ تلك اللحظة أخذت على نفسها وعدا بأن ترفع الراية المغربية فوق القمم السبع العالمية.
بعدها شدت الرحال إلى تنزانيا لصعود قمة "كليمنجارو"، لكنها فشلت في المرة الأولى واضطرت إلى النزول بعد أن شعرت بإعياء شديد.
وقالت هند: "كان كليمنجارو فشلي الأول، وعندما عدت إلى المغرب كان ضميري يؤنبني لعجزي عن إتمام التحدي والوصول إلى أعلى قمة في إفريقيا، وبعد 3 أشهر عدت إلى تنزانيا واستطعت تسلق قمة كليمنجارو".
وبعد كليمنجارو توجهت هند إلى روسيا لصعود قمة "إلبورز" في سلسلة جبال القوقاز، ومن ثم قمة "لاكارسنتز" بإندونيسيا التي تعد إحدى أصعب القمم في العالم.
وتمكنت هند من الوصول إلى قمة إيفرست في مايو الماضي، وبخصوص إحساسها عندما وطئت قدماها القمة قالت: "لا أستطيع حقيقة أن أصف ما شعرت به. كنت مفتخرة بمغربيتي، وزاد فخري عندما توصلت برسالة ملكية من الملك محمد السادس يهنئني فيها بمساري".
المخاطر والعقبات
وبخصوص العقبات التي واجهتها هند في رحلتها لصعود الجبال، أوضحت أن "تسلق الجبال ليس سهلا، فكلما تقدمت خطوة زاد الخطر. عانيت كثيرا، بكيت، لكن لم يكن لدي أي خيار آخر سوى الصعود".
وقالت: "مررنا بمسارات شديدة الخطورة من منحدرات صخرية وتشققات ثلجية، وفي بعض المرات تضطر لاستعمال يديك من أجل التسلق. كان الأمر صعبا جدا".
وأشارت هند إلى صعوبات أخرى كنقص الأكسجين، وانخفاض درجات الحرارة التي تؤثر على الجسم، إذ يبدأ الدماغ في اختلاق سيناريوهات وهلوسات ووساوس، وهنا تبرز القوة الذهنية للمتسلق، وفقا لهند.
وعند سؤالها عن كيف استطاعت التوازن بين عملها، وعائلتها، وهوايتها في تسلق الجبال، قالت: "أنا لست امرأة حديدية ولا خارقة، أنا إنسانة بسيطة حاولت أنر أوازن بين عملي وعائلتي، أعطي لكل ذي حق حقه".
الوصول إلى القمة
أول ما تفعله هند عندما تصل إلى قمة ما هو إخراج الراية المغربية وصورة العاهل المغربي من حقيبتها.
وحكت هند أن أغلب المتسلقين كانوا يحملون معهم راية أو تذكارا بسيطا لأخذ صورة معه، "أما أنا فكنت أخرج صور عائلتي، وصور الملك، والراية المغربية، وصورة مركز التجارية، وكان ذلك يأخذ وقتا طويلا، ويبدأ الآخرون في التذمر ويقولون لي: هيا هيا لقد تأخرنا".
وقالت هند إنها تحاول التعريف ببلدها أينما حلت وارتحلت، إذ تحمل معها مأكولات، وملابس مغربية وتهديها لزملائها والأشخاص الذين تلتقي بهم.
وبخصوص أهدافها المستقبلية قالت هند: "سأحاول رفع الراية المغربية فوق القمم العالمية السبع المصنفة".
تم ادراج الخبر والعهده على المصدر، الرجاء الكتابة الينا لاي توضبح - برجاء اخبارنا بريديا عن خروقات لحقوق النشر للغير




